عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أموال العز .. لمن ذاقوا المر

صرخ أبناؤنا فى ميدان التحرير وبذلوا أنفاسهم ليصبح فى الحياة هواءً نقيًا لإخوانهم، سالت دماؤهم الذكية لتروى أرض الصخر .. أرض الشارع  البور، لتنبت أشجارًا للمستقبل وسنابل قمح، نجح أبناؤنا فى خلق ملحمة شعبية، فى رسم خارطة لأول طريق النور فى الإصلاحات الدستورية والسياسية، ولكن من المؤسف له أن هذه الإصلاحات لم تأخذ بعين الاعتبار تقديم إصلاحات اجتماعية عاجلة وواضحة تتعلق بصورة مباشرة بطموحات الشباب ومستقبلهم، إصلاحات تشمل معالجة البطالة، أو تمديد شبكة الرعاية الاجتماعية والتأمينات للفقراء المعوزين، أو رفع الحد الأدنى للأجور  .

 

نعم الإصلاحات الدستورية والسياسية التى أعلنت على الرحب والسعة أن تمت فعليا، ولكن يبقى السؤال، ما هو نصيب الشباب الفعلى من هذه الإصلاحات، ومتى ستنعكس هذه الإصلاحات لتلبية احتياجات ملايين الشباب العاطل، هؤلاء الشباب الذين لا يطمحون إلى مركز سياسى أو سلطة، وكل ما يملكونه أصواتهم الانتخابية الشريفة، وكل ما يأملونه عمل شريف براتب مجزى يكفيهم شر الذل والحاجة وظلمة المستقبل، يكفيهم شر الارتماء فى أحضان التطرف أو السقوط فى قاع الجريمة، أو الغيبوبة مع أنفاس الدخان الأزرق .

صرخ شباب مصر فى ميدان التحرير، فسمع صوت صرختهم عبد الله صالح فى اليمن، ولم تصل صرختهم تماما إلى رأس النظام فى مصرنا الحبيبة، الإصلاحات التى أجرها عبد الله صالح تفوق كثيرا الإصلاحات التى أعلنها الرئيس مبارك، فقد شملت إصلاحات الرئيس اليمنى الجوانب السياسية والدستورية والاجتماعية، فقد وسع مظلة التأمينات الاجتماعية والضمانات الاجتماعية، وأصدر قرارات باستيعاب شباب الخريجين بالوظائف والأعمال .

ولم نسمع قرارًا واحدًا فى هذا الصدد من رئيس الحكومة الجديد أحمد شفيق ولا من نائب الرئيس عمر سليمان، فمتى نسمع مثل هذه القرارات، حتى يجنى شبابنا ثمار وقفتهم ودماؤهم التى بذلوها فى ميدان التحرير، وحتى لا يحصد الساسة فقط والأحزاب ثمرة ثورة الشباب، فحقا الإصلاحات السياسية ستنعكس على الحياة الاقتصادية، ولكن بعد حين، وحتى ذلك الحين، نريد إصلاحات اجتماعية سريعة تطول شبابنا الثائر .

لن أبالى إذا ما وصمنى أحد بانتهاج أى ايدلوجية سياسية، إذا ما طالبت بمصادرة أموال أحمد عز، تلك التى تم تجميد أرصدتها، أن يتم مصادرتها لصالح شباب مصر، أن توجه هذه الأموال إلى إنشاء مشروعات جديدة لتشغيلهم، وأن تقدم أجزاء منها إلى الشباب كمعونات خالصة لاستصلاح الأراضى وإعمارها فى المناطق الجديدة، وإقامة المرافق والخدمات بهذه المناطق، وأن يتم تقديم قروض ميسرة الدفع وبلا فوائد لهم لإنشاء مشروعات عمل صغيرة، أن توجه أموال عز التى جمعها على حساب دماء الفقراء وجوعهم وصحتهم، أن توجه

لمن ذاقوا المر، وطعموا أشواك الصبر فى انتظار ساعة الخلاص .

وليس أموال عز فقط، بل أموال جميع رءوس الفساد فى السلطة التى تم اجتثاثها، أو التى ستجتث لاحقا، على أن يترك لهم فقط ما جمعوه من أموال بصورة مشروعة، فهذا حقهم، أما أموالهم التى تضخمت وعلت كالجبال من طرق غير مشروعة فهى من حق الشعب، أطالب أن يتم الإعلان بشفافية عن حجم هذه الأموال، وأن يتم الإعلان أنها ستوجه للشباب مكافأة لهم على ما بذلوه من أجل محاربة الفساد وإقرار خطوات الإصلاح، وألا تذهب هذه الأموال فى خزانة الدولة، لتعرف طريقها مجددا إلى القطط السمان الذين سيثروا من العهد الجديد، فالكل عهد قططه ومرتزقته ومنتفعيه .

فى العديد من الدول الأوروبية يتم الآن مصادرة أموال المافيا والعصابات المنظمة، والأشخاص المتهمين بالفساد والرشوة، تتم مصادرة كل هذه الأموال لصالح الشباب ومعالجة مشاكل البطالة ، من أجل مكافحة البطالة من جهة، ومكافحة الجريمة التى هى بالطبع أهم إفرازات البطالة .

وعلى الحكومة المصرية الجديدة أن تطبق ذلك، أقول قولى هذا وأنا لا أعلم بدقة كم تبقى من أموال عز ورءوس الفساد الأخرى  فى مصر، بعد كل ما تم تهريبه مؤخرا إلى الخارج، إلى الحسابات السرية فى سويسرا أو إلى أرصدة البنوك فى أمريكا ولندن وغيرها من العواصم الأوروبية ، لا أعلم ما تبقى من أموال هؤلاء فى مصر بعد كم القصور الفارهة والعقارات التى اشتراها هؤلاء على مدى السنوات الماضية أو مؤخرا لتهريب أموالهم أو غسيلها بصورة أو بأخرى، وأيا كان حجم الأموال المتبقية فإنها من حق شباب مصر .

فأموال العز .. باتت الآن من حق من ذاقوا المر .