عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات الذين أثروا من التحرير

على جوانب شارع محمد محمود، وساحة الميدان الذى صار الأشهر فى تاريخ مصر الحديث، وهو ميدان التحرير، كما اريقت فيهما دماء الشهداء الابرار، اريقت ايضا الحكايا والاساطير، التى أصدق بعضها بقوة، وأستبعد الأخرى، ليس لأنها غير مصدقة، ولكن لأنى لا أريد تصديقها،

حتى لا أقوم بتخوين أحد، ولا التشكيك فى وطنية أحد، او اصير انا نفسى متهمة بالخيانة من قادة النشاط السياسى والزعماء الذين طالوا فجأة عنان السماء، ورفعهم البسطاء على الأعناق، أصير متهمة بخيانة  ما يجرى فى التحرير، الذى اختلط فيه الحابل بالنابل، اختلطت فيه الرغبة الصادقة فى تغيير البلد للافضل وتحقيق أهداف الثورة ومسيرة الاصلاح الديمقراطى، ورغبة الآخرين فى تدمير البلد وتخريبها، وتعطيل العمل والانتاج، والبقاء فى الميادين متظاهرين للابد، طالما يجدون من يمولهم ويطعم اسرهم من اياد خارجية وداخلية سوداء من اصحاب الاجندات، وهؤلاء سيبقون فى غوغائية ابدية، حتى يتم هدم او بيع اخر طوبة فى بناء مصر، وحتى نصبح جميعا عرايا بلا جدران ولا وطن يسترنا، فيبعيونا بدورنا كما باعوا انفسهم وضمائرهم وولاءهم  فى اسواق «النخاسة» كالعبيد مقابل فتات من الخبز، ومقابل كثير من اهدار الكرامة وضياع الهوية المصرية.
اولى هذه الحكايات، ما سمعته من شاب يعمل فى مكان مرموق، اخبرنى ان احد الموظفين العاملين بمكتبه انقطع عن العمل فجأه، وعندما اتصل به للاطمئنان عليه، وجده على خير حال، وأخبره أنه وجد بابا واسعا للرزق، وعندما مارس عليه صاحبنا الضغط من منطلق العلاقة الطيبة التى تربطهما، أخبره الآخر بسر كبير قد يشكل خطرا عليه إذا تمت إذاعته، السر هو أن سيدة منتقبة تزور منزله بين يوم وآخر هو وعدد من ابناء الحى، وتعطية مبلغ 400 جنيه يوميا، مقابل ان ينزل الى التحرير، لا ليفعل شيئا، سوى إلقاء الحجارة على الشرطة، وبالطبع لا يعلم هوية السيدة ولا هدفها، وأن كان الهدف بالطبع معروفا الآن، الاعتداء على الشرطة، وإثارة البلبة، لتوجه التهم الى الثوار والمتظاهرين الشرفاء أصحاب الاهداف الوطنية، وحتى يختلط العاطل بالباطل.
الرواية الثانية، سمعتها من عدد ممن لهم اقارب يقيمون بالقرب من ميدان التحرير، فقد أثرى من يقيمون بشقق تطل على التحرير بقدرة قادر، وبفعل المظاهرات الدامية والاعتصامات ومؤخرا الثورة الثانية، حيث تقوم جهات اجنبية، إما إعلامية أو غير إعلامية، باستئجار شرفات المنازل والبلكونات بهذه المنطقة، بل واستئجار كل المنافذ المطلة على التحرير، ويبلغ ثمن البلكونة الواحدة فى

اليوم الواحد 8 آلاف دولار، «اى والله» ثمانية آلاف دولار، وفقا للرواية التى بلغتنى من مصادر لا أشكك فى مصداقيتها، وقد تحول أصحاب وملاك هذه المنازل الى أثرياء بين يوم وليلة، ولا تقتصر عمليات التأجير لجهات تقوم بزرع كاميرات وأجهزة التسجيل للاحداث الدائرة فى الميدان، بل يتم تأجيرها ايضا لعناصر تقوم بإلقاء الزجاجات الحارقة او اطلاق الرصاص على من بالميدان بصورة عشوائية، أيضا لإثارة الفرقة والبلبة، وهذه الروايات، لا أعفى من خلالها بالطبع، تلك الجرائم البشعة التى ارتكبها الامن من قتل المتظاهرين واعاقتهم باطلاق الرصاص الحى والمطاطى والقنابل السامة.
الرواية الثالثة، احد الباعة الجائلين الذين يبيعون الساندويشات والبسكويت، اصبح يمتلك الآن 400 ألف جنيه من بيع متطلبات الطعام والشراب للمتظاهرين والمعتصمين بالتحرير، وعقبال أملة كل الباعة الجائلين، أصبحت الأماكن فى التحرير تؤجر من قبل البلطجية مقابل اتاوة هائلة تزداد او تقل يوميا وفقا لحالة الميدان الثورية، فثمن المكان الذى تحتله عربة اليد فى قلب الميدان، غير ايجار المكان الذى فى اطرافه، او على مقربة من شارع محمد محمود، وهكذا، وجد عدد من البلطجية فى ميدان التحرير سبوبة للكسب وفرض الإتاوات على الباعة الجائلين، شأنهم شأن فرض الإتاوات على أصحاب سيارات السرفيس والميكروباصات بأى موقف سيارات فى مصر.
وهكذا، أفرزت الثورة فى التحرير، فئات لا بأس بها من المرتزقة والمنتفعين، بجانب المأجورين اصلا الذين باعوا ضمائرهم لتخريب الوطن، ولا عزاء للشرفاء من الثوار المتظاهرين، الذين خرجوا بقناعة وطنية للتحرير طلبا للتغيير، فعلى جوانب شرف مصر الرفيع اريقت دماء ابنائنا الشهداء الأبرار، وعلى جوانبها ايضا اثرى المنتفعون.
[email protected]