رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خيبة الأمل وحرب الجحافل على القبة

قالت لى وهى تهرول داخل بنطالها «الاسترتش» لتكمل لفتها الثالثة أو الرابعة فى «تراك» النادى لاستعادة رشاقتها الضائعة «أنا مش هاروح الانتخابات»، اعتقدت لأول وهلة أنها تخبرنى بعدم ذهابها الى حفل عيد ميلاد أو «بارتى»، وأدهشتنى تلقائية اللامبالاة التى تعلن من خلالها سلبيتها السياسية فى تلك المرحلة المهمة التى تمر بها مصر،

والتى تحتاج الى يقظة كل مواطن على ارض مصر أيا كان موقعه او تصنيفه، وإدراكه لأهمية صوته الانتخابى، وهى سلبية لا تتعامل بها صاحبتنا مع الجرامات الزائدة فى وزنها، والتى تبذل جهودا مضنية لإزالتها لتحافظ على مظهرها كأستاذة بإحدى الجامعات.
حديث طويل دار بيننا حول الأحزاب السياسية القديمة، وجحافل الاحزاب الاخرى الجديدة المتصارعة مع القديمة والمتصارعة فيما بينها من أجل الوصول الى قبة البرلمان، وانضمت إلينا اخريات من سيدات هذا النادى المفترض انه راق ويضم اعضاء اغلبهم مثقفون وأصحاب مهن مهمة او اصحاب مال وأعمال، وأذهلنى اصرار الجميع علي عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهن.
وإليكم سادتى ما ساقته السيدات من أسباب، قالت الأولى إن المرأة غير موجودة تقريبا بين مرشحى كل الاحزاب، ولا يوجد لدى اى منهن سبب قوي لتمييز الرجال عن النساء، والدفع بأصحاب الشوارب الطويلة او الحليقة الى تحت القبة، بينما غابت المرأة جسدا وعقلا وصوتا، وأكدت اننا صرنا فى مجتمع ذكورى، وعلى المرأة أن تثور وتبدأ مجددا كفاح التحرر لنيل حقوقها من الرجل بل من الاحزاب قاطبة، وأن يكون هناك «كوتة» للمرشحات بكل حزب.
وقالت الأخرى: إن الاخوان والجماعات الإسلامية الأخرى «هايخدوها هايخدوها»، وأن هؤلاء لديهم خطة للاستيلاء على كل وقت الانتخابات، أى الساعات المحددة للاقتراع، وذلك عبر التوجه مباشرة إلى لجان الانتخاب عقب صلاة الفجر، والوقوف فى طوابير طويلة لا تتحرك الا بصورة بطيئة، بجانب السيطرة على تلك الطوابير ومنع الاحزاب الاخرى، ليبرالية ويسارية ويمينية وغيرها من التصنيفات غير الدينية من وصول مؤيديهم الى لجان الانتخاب، وبالتالى منعهم من الادلاء باصواتهم، وهكذا سيضيع الوقت،  وسيهيمن اصحاب الجلابيب البيضاء على اللجان، ويستحوذون على الاصوات، بدون تزوير، ولكن من خلال التعطيل والمنع، بالتالى ستنشب مشاجرات وستحدث مهازل ومجازر، ولن يكن للمرأة مكان وسط هذه «البهدلة» وفقا لها، لذا على اى سيدة محترمة أن تلزم بيتها فى هذا اليوم ولا تخرج للإدلاء بصوتها، لأنه بها أو بدونها «هايخدوها هايخدوها»، وحقيقة لا أعرف من أين جاءت السيدة بتفاصيل

هذا السيناريو.
وقالت الثالثة إن الأمن الغائب، الذى لم يتمكن من حماية شوارع مصر ولا مواطنيها، حتى الآن من أعمال البلطجة، لا يمكن أن يتمكن من حماية لجان الانتخاب، وصيانة حرية وكرامة الناخبين خاصة السيدات، وستحدث اعتداءات وتحرشات، وستكون المرأة أكبر ضحية ستدهسها جحافل المتصارعين من أجل الفوز بمقاعد البرلمان، واقترحت رابعة أو تمنت ان يتم تخصيص لجان انتخابية لتدلى فيها المرأة بصوتها بعيدا عن زحام الرجال، على غرار عربات مترو الانفاق «أى والله»، الى هذا الحد بلغ فقدان الأمل لدى فئة هامة من شعب مصر، لدى بعض سيدات مصر من الانتخابات المقبله أداء ونتيجة،  فطالبت بالإدلاء بأصواتهن داخل ما يشبه عربه مترو السيدات.
كنت صوتا وحيدا فريدا بينهن أبذل جهود الاقناع، بأن خيبة الأمل يجب ألا تقودنا وتخرب مصائرنا، خاصة فى تلك المرحلة الحساسة من تاريخ مصر، يجب ألا تدفعنا مخاوفنا الى اليأس أو التخاذل إلى القبوع خلف جدران المنازل ننتظر وقوع الفجيعة، يجب أن نكون جميعا أيادى إيجابية تسعى للتغيير، يجب ألا نستسلم، ألا نترك مقدراتنا يسيرها لنا آخرون، صوت كل مواطن أمانة، أمانة نحملها لأجل مصر، لأجل التغيير إلى الأفضل، لأجل تحقيق أهداف ثورتنا المجيدة التى أريقت على جوانبها دماء الشهداء الابرار بعيدا عن المزايدات والأجندات، وأؤكد لكل هؤلاء أن شعب مصر قد استيقظ من غفوته التى كانت، ولن يصمت بعد الآن على أى تزوير أو تدليس ولن يخضع لأى تخويف أو يسقط فريسة استقطاب، فى الواقع تلك أمنياتى، والتى أدعو الله مع كل محبى مصر أن تتحقق فى تلك الانتخابات المصيرية.
[email protected]