عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على من نطلق الرصاص

قصص المؤاخاة والصداقات التى تربط المسلمين والاقباط داخل الاسر المصرية البسيطة فى الحى الشعبى الواحد ، او قصص تبادل الرضاعة بين الامهات المسلمات والقبطيات ، ليست اساطير نلوكها للصغار او البسطاء كما يزعم البعص او يسخر من تلك الوقائع ، بل هى قصة ملايين من مسلمى مصر مع اخوانهم الاقباط ، وعلى من يترفعون عن تلك الحكايا ، ويعتبرونها كلاما مكررا فى الاحداث الجسام التى تصنعها بوادر الفتنة الدينية فى مصر ، هم خاطئون ، فلو تجاهلنا مخاطبة البسطاء ، مخاطبة القاعدة العريضة من الشعب التى تمثل اكثر من 90% من تعداد مصر ، لاخطأنا الطريق ، ولما تركنا اى اثر يذكر فى احياء ضمائر البسطاء ، ولاستمر هؤلاء البسطاء فرائس سهلة لمن ارارد استخدامهم ضد مصر ، هؤلاء الذين يتم انتقاء عناصر من بينهم لتجنيدهم لضرب قلب مصر .

البسطاء يا سادة الذين يسخر البعض من توجيه الخطاب الاعلامى اليهم ، هم الاصل ، هؤلاء البسطاء الفقراء من الشباب يتم استقطابهم ، والتلاعب بعقولهم ، وتوجيههم كما يوجه " الروبوت " او قطعة الشطرنج ، لتنفيذ اخطر الاعمال الارهابية تحت مزاعم الدين والوطنية وغيرها ، فى غياب القدوة او المثل المعتدل الذى يبحث عنهم ليخاطبهم عن قرب ، فماذا ننتظر من هؤلاء الا السير فى الظلام بعد ان تجاهل الاعلام مخاطبتهم ومخاطبة عقولهم ومشاعرهم ، لاحياء الاصول الاخلاقية والانسانية بها .

ومن ينفى وجود اياد خارجية تحرك هؤلاء وتلعب بامن مصر هو مخطئ مائة بالمائة ، فمصر مستهدفة مستهدفة ، شبابها وطاقتها واقتصادها ، مرورا بفتيات الايدز الاسرائيليات اللاتى انتشرن فى طابا وسيناء ، والحبوب الغذائية المسرطنة المستورده ، و اطنان المخدرات التى تصل مصر من منافذ مجهولة لتغيب عقول الشباب حتى الجامعيين منهم ، وصولا الى ايدى التطرف التى تعبث بعقول الشباب وتلعب على اوتار الدين ، مستغلة الفراغ الروحى والدينى الذى خلفته لنا المؤسسات التعليمية والتربوية المختلفة ، بسبب سياسات فاشلة تعتمد على التلقين فى المناهج ، ناهيك عن الفقر المدقع الذى بات يطحن الشباب ويجعلهم عاجزين عن العمل والكسب الحلال وطموح تكوين اسرة .

وعلينا ان نسال انفسنا ، فى اى ارض واى زمن نبتت اشواك الفتنة لتفرق بين ابناءها ، ومن يغرس هذه الاشواك تارة فى صدور المسلمين وفى صدور الاقباط تارة اخرى ، من زرع بذرة الفتنة ومن رعاها بكلمات الاثارة وتأجيج مشاعر الغضب والكراهية ، من حول كعك الاعياد الى بارود ليفجره فى وجه الفرحة ، من اوجد تلك القلة المتشرذمة التى تؤجج نار الفتنة والتطرف ، لتحول ارض مصر الامنة الى نيران تحرق اليابس والاخضر ، من المستفيد ، لن ابالى من سيتهمنى بالايمان بنظرية المؤامرة ، فهناك مؤامرة تستهدف مصر ، هناك ايد خارجية تعبث بامن مصر ، وتدفعها الى هاوية لا يعلمها الا الله ، باثارة نذر التطرف الاسلامى لدى حفنة من الشباب الجائع الضائع تارة ، واللعب على اوتار حقوق الاقليات القبطية تارة اخرى .

حقوق الاقباط تؤخذ كاملة بالحوار والتفاهم مع السلطة ، اولى الامر ، لا حق يؤخذ من قلب الوطن بالقوة ، لان الوطن ليس عدوا لنحاربة بالسلاح فننتزع حقوقنا منه ، ان كان هناك حقا منتقصا للاقباط فليسعوا اليه عبر القنوات السياسية والقانونية ، ليس بالغضب والاحتقان والسير وراء الفتنه ، ولنا فى لبنان خبره ، وعلى المسلمين ان يفهموا ان مصر وطن لاخوانهم الاقباط كما هو وطنهم ، لان الدين لله والوطن للجميع ، ولان مصر كانت وستبقى دوما ارض الامن وملاذ كل خائف .

والتاريخ المصرى يؤكد هذه الحقيقة ، فلجؤ الاسرة المقدسة الى مصر فرارا من ملك اليهود الجبار هيروديس لم يأت من فراغ ، بل لان السيدة العذراء وجدت فى مصر الملجأ والملاذ لها لحمايتها وحماية حياة طفلها السيد المسيح ، والكتاب المقدس اورد اسم مصر " ايجبت " والتى مصدرها كلمة فرعونية هى " كيمى " وتعنى بالفرعونية الارض السوداء ، ولم تعد لفلسطين الا بعد وفاة هيروديس ، وجاء بالكتاب المقدس ذكر اكثر من 14 مدينة مصرية قديمة تطورت اسماؤها حاليا وفقا لما ذكرة الاستاذ الدكتور فريز صمويل فى كتابه الاخير الذى فند خلاله مزاعم عدم قدوم المسيح الى مصر.

ومصر كانت ملجئا وملاذا آمنا لابو الانبياء واول المسلمين سيدنا ايراهيم الذى لجأ اليها فرارا من المجاعة التى عمت ارض كنعان ، وتزوج منها السيدة هاجر ، اذا مصر كانت ملاذا لابو الاسلام ، وملاذا للمسيح ، كما كانت ملاذا لقوم موسى ، عندما قال لهم ادخلو مصر فان لكم فيها طلبتم ، فاى دليل الهى اكبر من هذا على ان مصر هى ارض ومهد لكل الاديان ، التى يجب ان تتعايش معا فى سلام ، لافى صراع وحمامات دماء .

وقبل ان نطلق الرصاص والاتهامات على بعضنا البعض بسبب جريمة الاسكندرية ، علينا ان تمهل فى ترقب نتائج التحقيقات ، وان نضع مسلمين ومسيحيين نصب اعيننا بعض الحقائق ، اولها ان تنظيم القاعدة الاسلامى لم يعد له الا وجودا عالميا لا يذكر

، وذلك بشهادة تقارير اجهزة الاستخبارات الغربية نفسها ، وعلينا ان ندرك ان هناك منظمات ارهابية غير اسلامية تتقنع وراء ستار القاعدة لتستمر فى ضرب الاسلام فى مقتل ، وهناك حقائق معروفة لدى اوروبا وامريكا واجهزة استخباراتهم ، حيث يمكن لاى شخص اى كان اسمه او ديانته ، ان يحصل على جواز سفر مزور باسم شخص مسلم " وما اكثر الجوزات المزورة فى اوروبا ولنا فى قضية الموساد واغتيال المناضل الفلسطينى المبحوح اسوة " ، بموجب هذا الجواز يمكن لهذا الشخص ان يسجل فى الغرفة التجارية بالبلد الاوروبى شركة وهمية ، وبموجب هذا التسجيل التجارى ، يمكنه انشاء موقع اسلامى باسم اى جماعة ، موقع متطرف يدعو من خلاله الى الارهاب والجهاد وقتل غير المسلمين ، على الاقباط والمسلمين فى مصر ان يضعوا نصب اعينهم هذه الحقائق ، فليست كل مواقع الارهاب والتطرف الناطقة باسم جماعات اسلامية وراءها مسلمون .

واى كانت نتائج التحقيقات فى مذبحة الاسكندرية بالكشف ان ايادى خارجية وراء هذا الجريمة ، اوقلة متطرفة من الداخل وراءها ، فهذا لا يعنى ان كل مسلمى مصر مجرمون فى حق الاقباط ، ولا يعنى هذا تهديد بعض الاقباط باللجؤ الى امريكا او اى قوة خارجية لحمايتهم ومنحهم حقوقهم وفقا لهم ، فاى امريكا واى قوة خارجية ، هل هى امريكا الى دخلت لانقاذ العراقيين ، فاستنزفت نفطها وثرواتها ، وفجرت الفتنه بين الفصائل والمذاهب الدينية " فتنة لم تكن موجودة حتى فى عهد ما يسمونه بالديكتاتور صدام " ، فانتتشر الارهاب فى العراق وسقط معه عشرات الالاف من جثث الابرياء فى الشوارع ، وغاب الامن وضاع شرف العراقيات بلا ثمن ، واصبح مستقبل العراق مظلما .

ام امريكا التى دخلت لمحاربة طالبان فى افغانستان ، فمكثت على قلب الافغانين قرابة عقد من الزمان ، وهاهى ستغادرها وافغانستان فى مهب الريح ، ضائعة منهكة القوة شعبا وجيشا ، ستغادرها دون ان تضع لبنة واحدة للاستقرار او الامن الحقيقى بالبلاد .

ام سيلجأ الاقباط الى اوروبا ، تلك التى لا يزال تاريخ حملاتها الصليبة وصمة عار فى جبينها ، ولا تزال دماء الاف المسيحين الذى قتلوا وذبحوا على ابواب بيت المقدس تشهد على تاريخهم الاسود ، جاءوا لتحرير بيت المقدس من المسلمين ، فاذا بهم يهدرون دماء المسيحيين ، يقتلون ويأسرون ويسبون النساء والاطفال ، ولم يأت انقاذ بيت المقدس الا على يد القائد المسلم صلاح الدين ، فاى قوة خارجية تستنجدون وتطلبون ، وعلى اى صدر ستطلقون الرصاص ، على صدر الام الوطن ، فمن سيبقى اذا ما ضحيتم بالوطن وارتميتم فى احضان الغرباء املا فى ان ينتزعوا حقوقكم من قلب امكم مصر .

يا ابناء مصر مسلمين واقباط افيقوا ، نحن على قارب واحد ، لو غرقت لن ينجو احد ، واقول لكم قول سيدنا نوح " لا عاصم لكم اليوم " ، فلن يكون هناك عاصم لاحد ، لن نقضى على التطرف والفتنه بالتطاحن والتناحر وتبادل طلقات الرصاص او التهديد بقوى خارجية ، لن تحل مشكلنا الا بالجلوس معا والتحاور بشكل حضارى متفتح ، علينا ان نناقش مشاكلنا بجرأة لا وقاحة ، ان نطالب بحقوقنا بادب لا تطاول ، الصراخ و الصوت العال تضيع معه الحقوق ، وعلينا ان نفهم ان الام قد تقسو حينا ، لكنها لا يمكن ان تقسو للأبد .