الكذب على الله والرسول
يقول الدكتور محمد سعيد رسلان فى درس له بالمسجد الكبير فى قرية «سبك الأحد» التابعة لمحافظة المنوفية، إن القول على الله بغير علم هو عين الكذب،
ولم يبح الله لأحد ان يتقول عليه، ولا أن يرفع إليه مالم يقله حتى قال عن خليله وصفيه محمد صلى الله علية وسلم وقد عصمه: «وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ».
قال الزمخشري: المعنى: ولو ادعى علينا شيئاً لم نقله لقتلناه صبراً كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم معاجلة بالسخط والانتقام، فصور قتل الصبر بصورته ليكون أهول وهو ان يؤخذ بيده وتضرب رقبته وخص اليمين عن اليسار لان القاتل اذا أراد ان يوقع الضرب فى قفاه أخذ بيساره وإذا أراد ان يوقعه فى جيده وان يكافحه بالسيف اخذ بيمينه
وقال الله تعالى «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلَالٌ وهذا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ».
ويدخل فى ذلك كل من ابتدع بدعة ليس فيها مستند شرعي أو حلل شيئا مما حرم الله أو حرم شيئاً مما أباح الله بمجرد رأيه أو تشهية
ويدخل فى الكذب على الله تعالى والقول عليه
قال صلى الله عليه وسلم فيما يروي عنه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». فالكذب على الرسول هو كذب فى التشريع وأثره عام على الأمة، واثمه أكبر، وعقابه أشد.. وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث فى الترغيب والترهيب وقالوا: نحن لم نكذب عليه بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته ولايدرون أن تقويله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله هو الكذب على الله تعالى.