رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيد الفطر.. دروس فى التقوى والصبر

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كل عام ينقضى علينا شهر رمضان الكريم ويهل علينا عيد الفطر، ونمرّ به دون أن نأخذ منه الدرس الذى ينبغى أن يغير منا كل شيء، ويبعث فينا عاطفة التغير والتغيير فى حياتنا، ويجعلنا نصبر على طاعة الله. ذلك لأنّنا تعودنا أن نتخذ كل مناسبة دينية عرفًا وتقليدًا.

ولو أنّنا احتفينا بأعيادنا، صادرًا عن روح الدين الحقيقية، وعاطفته الشرعيّة، لكان كل عيد، وكل مناسبـة تتصل بالدين بصلة قريبة أو بعيدة، نقطة تغيّر جذريّ وانطلاقة كبرى فى حياتنا، ولصحّ ما فسد من أمرنا، واستقام ما اعوجّ من شأننا، واتّضح ما التوى من طريقنا والتبس من منهجنا.

كم منّا من صام رمضان مخلصا للّه، مبتغيًا وجهه، مؤثرًا رضاه على كل شيء فى الكون، صادرًا عن عزمه الأكيد الصادق على أنه سيتقى ويصبر على طاعة الله ؟ لو كان كذلك لعاد من ساعته مسلمًا قويًا لا تهده التحدّيات، ولا تزعزعه الأعداء، ولا يتصيّده المنافقون، ولا يسقط فى الطريق، ولا ينحرف عن الجادة، ولا يسـاوم على الموقف، ولا يتراجع عـن المبدأ، مهما واجه من العناء وناله من الإيذاء.

إنّ الصبر والتقوى فى حالة الابتلاء والامتحان التى يضع الله فيها المؤمن لحكمة يعلمها، وليميز الخبيث من الطيب، وليفرق بين الصادق الإيمان والكاذب المدعى للإيمان، هما عمود الثبات والاستقامة وملازمة الجادة، وهما الرصيد الذى لا ينفد لدى المؤمن فى حال من الأحوال. إن المتمسّك بالصبر والتقوى عامل بعزم الأمور،

والعامل به لا يخونه النصر فى محطة من محطات الحياة، ولا يُصَابُ باليأس والإحباط، ولا يُمْنَى بالسقوط والانهيار فى موقف من المواقف.

إن عيد الفطر وكل المناسبات الإسلامية بل العبادات كلها التى فرضها علينا الإسلام اتباعًا لسنة النبى صلى الله عليه وسلم، تتكرر علينا لنتعلم كيف نتقى ونصبر على طاعة الله، لكى نكون مؤهلين لنكون جند الله المنتصرين للإسلام والمنتقمين من أولياء الشيطان وأعداء الرحمن.

يجب علينا أن نكون على مستوى الصبر والتقوى الذى يطلبه الله منّا، ولا ندع مناسبة عيد الفطر هذه المرة تفوتنا دون أن نستفيد منها روحَ الصبر والتقوى التى ينبغى أن تكون عدتنا فى الحياة، ورصيدنا لدى المحن، وسندنا لدى كل أذى ينالنا من أعداء الدين. وفّقنا الله لما يحبه ويرضاه، ورفع رايةَ دينه، ولواءَ كلمته، ورفع رؤوس الأمة الإسلامية فى كل مكان بالتوفيق لفعل ما يجب أن تفعله لتحقيق العزة وإزالة حالة التمزق والفرقة. إنه سميع مجيب.