رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العيد يكسب فى الحى الشعبى !

بوابة الوفد الإلكترونية

سيظل العيد دائما مرتبطًا بالفرحة والبهجة والسعادة للجميع سواء للفقراء أو متوسطى المعيشة أو الأغنياء.. فالجميع يتفقون على تناول الكحك والبسكويت والحلوى والتنزه ولكن بنسب متفاوتة.. ينقسمون فى خروجاتهم أو رحلاتهم الكل يفرح بطريقته الخاصة وعلى قدر إمكاناته يوظف كل العوامل لكى يسعد ويدخل السرور على أسرته.. ففى المناطق الشعبية ترى الأقارب والجيران يتزاورون وترى الأطفال منسجمين بأسلحتهم البلاستيكية وسط الزينة والبالونات وفى المنطقة الارستقراطية ترى الاطفال فرحين بملابس العيد الجديدة والكل سعيد بطريقته الخاصة.. وقد رأينا أن نستعرض رأى بعض المثقفين لنتعرف على رؤية كل منهم للعيد سواء فى المناطق الشعبية أو الراقية أو بالنسبة للأطفال والكبار أو المدينة والريف..

 فى البداية يؤكد الدكتور طه ابو حسين استاذ الصحة النفسية بكلية التربية أن الاحتفال بالعيد يعتبر موروثا ثقافيا لأنه يرجع الى فترات زمنية سابقة كانت الاحوال المادية ومسائل الصرف فيها مرتبطة بالمواسم والأعياد بخلاف هذه الأيام التى نعيشها حاليا حيث نشترى الملابس فى اى وقت واى مكان ودون ارتباط ذلك بأى مناسبة.

واذا كانت ملابس العيد الجديدة تمثل فرحة كبيرة للأطفال فإنها فى الوقت ذاته تمثل هما كبيرا للآباء بسبب ضيق الحال.. فالأب يعد الأبناء أو الأسرة بأنه سيشترى لهم ملابس العيد أو عند دخول المدارس أو فى بداية الشتاء أو الصيف ويكون ذلك عادة مرتبطا بمدخرات معينة أو (تحويشة) تم ادخارها عبر عدة شهور انتظارا لهذه المناسبة ولكن إذا لم تتوافر هذه المبالغ فإن موقف الآباء يكون صعبا أمام أبنائهم خاصة إذا أضفنا الى ذلك تكاليف الكحك والبسكوت وما يستلمه العيد.

وفى الأماكن الشعبية يترك العيد أثرا مختلفا عما يتركه فى أماكن اخرى.. فنرى التعبير عن الفرح بقدوم العيد اكثر، خصوصا من سن 3 سنوات حتى ١٢ سنىة حيث يرتبط ذلك بالعيديات وهم ينتظرون تلك الأيام بفارغ الصبر.

وكل عيد له ملامح وتأثير مختلف وغالبا ما يقل الاحساس بالفرحة مع تقدم العمر فلن تكون سعادة الكبار بالملابس الجديدة مثل فرحة الأطفال الصغار فنحن ككبار نترك تلك الفرحة للأجيال الجديدة.

وأرى انه من الخطأ الجسيم أن يكون موعد الامتحانات فى أيام يتوسطها العيد حتى لا ينقسم الطالب على نفسه وخصوصا فى مراحل التعليم الأولية لكى لا يحدث للأطفال حالة من الهم اثناء العيد وتضيع عليهم فرحتهم.

أما الدكتور بهاء حسب الله استاذ الأدب العربى المساعد بجامعة حلوان فيقول: تهب علينا نسائم العيد لننظر إليها باعتبارها مكافأة الصائمين العابدين الساهرين ليل رمضان والقائمين نهاره.. وتتخذ نسائم العيد فى مصر والاحتفالات به سمات شديدة الخصوصية تختلف فى كثير من نواحى المحروسة وفى أقاليمها.. ففى الأرياف فى الوجهين البحرى والقبلى نرى عادات وتقاليد خاصة قد لا ترتبط بأصل الدين فى شىء ولكنها لو نظرنا إليها بنظرة واعية سنجد أنها عادات وتقاليد ترتبط بالشخصية المصرية وبالميراث الفرعونى القديم ففى الأرياف والأقاليم الزراعية نجد أن أول عادة للمصريين هناك هى زيارة القبور بعد صلاة العيد، وهناك تتقدم النساء ثم من بعدهن الرجال، وهى فى الأصل عادة وتقليد وليست سنة على الاطلاق، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول لصحابته اجعلوها أيام فرح وبشرى، ولكن عادة زيارة القبور فى صباح الأعياد فى مصر مردودة للتقاليد الفرعونية القديمة ولتكوين الشخصية المصرية فقد كان المصريون القدماء فى العهد الفرعونى القديم يبدأون الاحتفالات بأعيادهم بزيارة المقابر وتقديم القرابين للآلهة وللموتى، ولذا فهى عادة فرعونية فى الأصل.

ثم يتوجه الرجال فى الوجهين القبلى والبحرى إلى زيارة الأهل والأقارب والخلان والجيران فيمرون على جميع البيوت فى القرى ويتبادلون أطعمة العيد ومأكولاته الخاصة

التى يعود بعضها إلى العادة الفرعونية القديمة أيضا مثل الترمس والفول السودانى والحلوى المصرية المعروفة كالبسكويت والكعك، وفى الأرياف نجد أن صلة الأرحام تتجلى فى هذه الايام، وخاصة فى اليوم الأول باعتباره اليوم الرئيسى للعيد.

اما فى المدن فالوضع يختلف كثيرا باعتبار أن طبيعة الاحتفالات فى المدينة تختلف عن القرية أو عن الاقاليم الزراعية ففى المدن يخرج الناس إلى الحدائق والملاهى والمزارات الترفيهية والأماكن المفتوحة ولكن هذا لا يمنع أن المصريين جميعا يحرصون على أداء صلاة العيد جماعة فى احتفاليات كبرى ويحرصون على المشى للمساجد الكبيرة وللساحات المفتوحة مثل ميدان مصطفى محمود فى القاهرة وميدان مسجد أبى العباس فى الإسكندرية.

ومن جانبه يؤكد الكاتب الروائى فتحى سليمان أن علاقة الأطفال بالعيد علاقة طردية متماهية مع الفئة العمرية!! بمعنى أن الطفل من 5 الى 12 سنة طفل مستسلم للبهجة ومتلقى لاختيارات الوالدين..فيكون العيد مرتبطًا عنده بمدى علاقته بهما ومدى سماعه لأوامرهما وإطاعتها. وهو فى القطيع يفرح وينعم بمباهج لا يفهم محتواها الثقافى.

من فئة 12 الى 17 يتدخل عنصر المشاركة وإبداء الرأى والاختيار...فينزل الصبى مع والده أو والدته لاختيار الملابس الجديدة.. ويشارك فى تحضير أو شراء الكحك ودائمًا ما يشارك فى حمل صوانى الكحك فوق رأسه حتى الفرن وارجاعها. وذلك لإثبات مظهر الرجولة الذى بدأ مع بزوغ شعر الشارب وظهور بدايات إحساسه بالرجولة وحرصه على حماية بنات العيلة من التعرض للمعاكسات عند الفرن.

أما فى المناطق المخملية فوق المتوسطة فيكون الشعار هو الرحلة المشتركة من أفراد العائلة الكبيرة والتعرف على صديقات وأصدقاء جدد التى تنتسب الى الجذور وقد تتطور الى الزواج والمصاهرة وهو بداية ما يسمى بجواز الصالونات.

فما لم تكمله صلاة التراويح يكمله العيد الصغير وأحيانًا يفسده العيد الكبير خصوصًا مشهد إغماء أحد الذكور أثناء ذبح الأضحية !!!

فرحة العيد فى النادى الارستقراطى تتمثل فى الحرية لمدة عدة ايام لاختيار المنيو بعيدًا عن سلطة الأبوين. ورحلة العيد فى المراكب السياحية فرصة هامة لظهور المواهب الغنائية لدى الشباب الصغير.

العيد مرتبط أيضا بالهجرة المؤقتة والإعارة لبلاد النفط...حيث يحرم الطفل من ممارسة تقاليد بلده فى ضرب البمب واطلاق الصواريخ..خوفًا من تدخل الشرطة.. فيضمر الطفل كمدًا هذه الشقاوة حتى يعود الى بلده فى إجازة الأسرة..ولذلك لا تستغرب عندما تجد طفلًا مصريًاى يضرب بمب فى شهر صفر أو ذو القعدة.. فتلك تسمى متلازمة العيد المتأخرة.