رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشاعرة هويدا عطا: ما زال عندى كتيبة من فوانيس رمضان الملونة

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت عن نفسها بدأت رحلتى مع الإبداع فى سن مبكرة؛ فبمجرد عودتى من المدرسة كنت أحضر على الفور كراسة الرسم وقلم الرصاص والألوان وأفترش بها أرضية شرفة بيتنا، وأبدأ بالرسم، فقد كان للمشهد الرائع والذى يقع مباشرة فى اتجاه بيتنا بمدينة جرجا العريقة بمحافظة سوهاج مقرًا للحكم العثمانى فى أوج فترات حكمه، مشهد تمتزج فيه ألوان الطبيعة من جبال «صفراء» ومياه النيل الزرقاء وأوراق الغيطان الخضراء والملونة، وكان لهذا المشهد الأثر الكبير فى خلق موهبتى الأدبية.

 تعد هويدا عطا ابنة محافظة سوهاج بصعيد مصر التى تخرجت فى كلية الإعلام أول سيدة عربية تخصص لها جائزة تحمل اسمها فى باريس بفرنسا «جائزة الأديبة والشاعرة هويدا عطا للحرية والإبداع».

 مرهفة الحس، شدى بكلماتها مطربون وموسيقيون عرب أمثال لطفى بوشناق ونصير شمة ومدحت صالح.

 بحثت عن الفن فى التراث العربى؛ شعرًا ونثرًا وأعلامًا، وأحيت بقلمها تاريخ شخصيات كانت فى طى النسيان حين ألفت «رجال مبارك بن لندن يتحدثون»، و«الشرعبى ذاكرة 100 عام»، و«أيام لطيفة».

عن ذكرياتها مع شهر رمضان المعظم قالت:

أيامنا الأولى بالشهر الكريم لاتعوض أبدا مهما جاءت من بعدها من تفاصيل تبدو هى الأخرى جميلة فما أجمل أن تقضى إفطار وسحور شهر رمضان بين حنايا الأب والأم بطفولة تروى من محبتهما واهتمامها بك من. أول يوم لا آخر يوم وخاصة أنت تحاول تقليدهما فى تحمل مشقة الصيام فترى العطف فى عينيهما وتلمس حنان قلبيهما عليك وتسعد كثيرًا عندما يجبرانك على قطع صيامك وإرغامك على تناول الطعام وأنت تحاول ببراءة أن تمنعهما عن ذلك ولكنك فى قرارة نفسك تتمنى إبعاد شبح الجوع والظمأ الفتاك على يديهما كان للفانوس السحرى حواديت نعيشها معه بين الأصحاب وسط ظلمة الأمن ضياء خافت يزيد الخيال جمال وأغانى رمضان الشهيرة التى لا ننقطع عن ترديدها طول فترة الإفطار حتى السحور مستقبلين المسحراتى بفوانسينا المشتعلة

حوله كبرنا فى كنف الوالدين والأخوة وكبر تحملنا للصيام ومعها أحلامنا التى كانت بطعم الكنافة والقطايف والزلابيا وبات رمضان بيتنا مرتبط برخامة صوت محمد رفعت وملائكية عبدالباسط عبد الصمد والبصمة التى لاتمحى أبدًا من تواشيح النقشبدنى التى تبشرنا بقرب انطلاق مدفع الإفطار وصوت أبى العسكرى فى تحفيزنا للإسراع بتحضير الإفطار وقبل كل شىء والأهم طبقه المفضل من لقيمات الزلابيا الساخنة الشهية الواقفة باعتزاز بين أنواع ٦ من العصائر كان أبى أيضًا يحرص على إحضارها وتجهيزه بعضها بالبيت كانت أمى المسكينة تتحمل رغباتنا الحالمة بإفطار شهى بكل طيبة وتحمل.. حيث نتفرغ جميعنا لنصلى التروايح كل منا يجهتد بطريقته لإرضاء رب العالمين.. وكانت الفوازير هى الفرحة الكبرى التى تجمعنا حولها.. بشغف المشاهدة هكذا عشنا بهجة رمضان التى حفرت بالقلب والذاكرة وباتت كل هذه التفاصيل مرتبطة بشهرنا الفضيل حتى الآن فما زلت أحرص على شراء فانوس رمضان حتى بات عندى كتيبة من الفوانيس الملونة الواقفة فى صمود بأركان المنزل فى انتظار أصدقائها الجدد بشغف أما الزالابيا فأول شىء ساخن من الطعام أتناوله، (ابن الوز عوام) أما عن الإبداع فهو مثلى منقطع عن الطعام والماء... لكنه يأتى بقوة عندما تلح القريحة والتأثر بتفصيلة حياتية مفاجأة.