رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السيدة زينب.. ملجأ المريدين ومأوى المتعطشين

بوابة الوفد الإلكترونية

عبق فريد من نوعه، يتسرب إلى روحك رغمًا عنك، ما إن تشرع قدماك فى الخطو إلى رحابه؛ حتى تطوف بخلدك الآية الكريمة «اخلع نعليك.....»؛ فتسرع بخلع هموم دنياك عند حدود ضريحها. نعم إنك ها هنا.. فى رحاب أم العواجز واليتامى، عقيلة بنى هاشم.. السيدة زينب.

ما بين مولدها وشهر رمضان الأغر شهر واحد، فبينما يفرقهما شعبان، يجمعهما طقس يزخر بالروحانيات والتجليات ذاتها، والهدف ذاته؛ فيظل التبرك بقدسية المكان والاعتقاد باستجابة الدعاء والبراء من كل عجز وعوز؛ غاية الزائرين وملجأ الطالبين.

إلا أن شهر العبادة والصيام ينزاح بنسائم هادئة على المسجد الأقرب لقلوب المصريين، لتصبح الصلاة والقيام وقراءة القرآن المشهد الأبرز فى أيامه المباركات.

فلا تكاد ساحة المسجد منذ مطلع الفجر انتهاء بصلاة القيام ثم صلاة فجر اليوم التالى، تخلو من قارئ للقرآن هنا، وداعٍ مبتهل عند ضريحها هنا، ومصلٍ خاشع هناك، وآخر يقف على مسافة نائية من الضريح المبارك يفصله شباك حديدى مفرغ يتيح له رؤية خاشعة للضريح وكأنه يرقبه بوجل حذر، فجميعهم تفرقهم سنو أعمارهم المتباينة ويجمعهم مكان واحد.. مسجد أم هاشم.

ويتكون مسجد السيدة زينب من سبعة أروقة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، ويوجد أمام القبة ضريح السيدة زينب، ويوجد محراب جديد يتوسط المسجد، بالإضافة إلى المحراب القديم، وأمام المسجد رحبة مغطاة مساحتها مماثلة لمساحة الصحن، وفى الطريق الشمالى الغربى يوجد ضريح السيد العتريسى. المسجد هذا، بتفاصيله، يعدّ مركزاً للإشعاع الروحى الأبرز لكثير من سكان القاهرة ومريدى «الطاهرة» من المحافظات المصرية الأخرى، وعدد من البلدان العربية التى تنتشر فيها الطرق الصوفية، إذ يلجأ إليه المصريون من كل مكان بحثاً عن علاج لأمراضهم الجسدية والنفسية، أو رغبة فى تحقيق رجاء أو أمل، وذلك ببركة السيدة الجليلة، والتى ترقد فى هذا

المكان الطاهر.

وأما السيدة زينب، فهى البنت الكبرى رضى الله عنها للسيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، «أم العواجز» ذات المقام العلى، وأول نساء آل البيت اللائى شرّفن أرض مصر.

ويجمع المفكرون العرب والمستشرقون على أن السيدة زينب أول سيدة فى تاريخ الإسلام، لعبت دورًا كبيرًا على مسرح الأحداث السياسية، فهى بطلة كربلاء، التى كانت تداوى الجرحى وتخفف عن المكلومين وتثور للشهداء وتحمى الهاشميات من السبى، ورعت الغلام المريض على زين العابدين بن الحسين، ولذلك كنيت بـ«أم هاشم».

وفى وصفها قال الجاحظ فى البيان والتبيين: كانت تشبه أمها لطفًاً ورقة وتشبه أباها علمًا وتقى وكان لها مجلس علم للنساء».

فيما يصفها عبدالله بن أيوب الأنصارى، وقد رآها عقب وصولها إلى مصر، بعد مصرع الحسين، فقال: «فوالله ما رأيت مثلها وجهًا كأنه شقة قمر».

وعن كنيتها بأم العواجز وأم اليتامى، فقد جاءت من زيارتها للمدينة المنورة واعتكافها، ولكثرة عدد زوارها طلبت أن يكون فى مقدمتهم اليتامى والعواجيز لتتكفل بهم، فيجلسون ويأكلون ويرتاحون عندها، وهو ما جعل اسمها يرتبط بتواجد المحتاجين والعاجزين فى مسجدها وزيارة ضريحها، لتظل أبد الدهر مأوى المتعطشين وملجأ المريدين.