رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فتح مكة

بوابة الوفد الإلكترونية

كان يوم العشرين من رمضان فى العام الثامن من الهجرة يومًا فارقًا فى حياة المسلمين، ويومًا له خصوصيته عند النبى صلى الله عليه وسلم.. ففى هذا اليوم المشهود عاد النبى صلى الله عليه وسلم إلى موطنه الذى أُخرج منه، وأُجبر على تركه، وحُرم من مواصلة ذكريات النشأة والصبا فيه.

إن موطن الإنسان لا يعدله مكان آخر فى قلبه، ويظل المرء متعلقًا به مهما شرّق وغرّب.. فكيف إذا كان هذا الوطن هو أحب البلاد إلى الله، الذى فيه بيته الحرام، وشهد رحلة أبى الأنبياء إبراهيم وأبى العرب إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام!

لقد كان هذا الفتح الأكبر درسًا فى حب الأوطان، الذى ينبغى أن يكون حبًّا يتجاوز التعبير باللسان إلى البذل والتضحية، والعمل الجاد المثمر فى سبيل رفعة الأوطان وتحقيق ازدهارها.

كما أن الطريقة التى دخل بها النبى صلى الله عليه وسلم مكة، تعد درسًا مهمًا فى التواضع؛ فقد دخل صلى الله عليه وسلم مكه وهو «يضع رأسه

(أى يخفضها) تواضعًا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح؛ حتى إن عُثنونَه (أى أسفل لحيته) ليكاد يمسّ واسطة الرحل»، كما قال ابن إسحاق.

وفى سنن ابن ماجه أن رجلاً أتى النبى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فكلَّمه، فجَعلَ ترعدُ فرائصُهُ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «هَوِّن عليك؛ فإنى لستُ بملِكٍ، إنما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش كانت تأكل القَديد»، (أى اللحم المملح المجفف فى الشمس).

أما عفوه صلى الله عليه وسلم، وصفحه عمن آذوه؛ فدرسٌ يكتب بأحرف من نور فى سجل التاريخ!

صلى الله وسلم وبارك عليك يا خير خلق الله وخاتم رسله وأنبيائه..