عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحسن البصري

بوابة الوفد الإلكترونية

الحسن بن يسار البصرى إمام وعالم من علماء أهل السنة والجماعة يكنى بأبى سعيد ولد قبل سنتين من نهاية خلافة عمر بن الخطاب فى المدينة عام واحد وعشرين من الهجرة، كانت أم الحسن تابعة لخدمة أم سلمة، فترسلها فى حاجاتها فيبكى الحسن وهو طفل فترضعه أم سلمة لتسكته وبذلك رضع من أم سلمة، وتربى فى بيت النبوة. كانت أم سلمة تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، ودعا له عمر بن الخطاب، فقال «اللهم فقهه فى الدين وحببه إلى الناس». حفظ الحسن القرآن فى العاشرة من عمره.

نشأته بين الصحابة

نشأ فى الحجاز بين الصحابة، ورأى عدداً منهم وعاش بين كبارهم، مما دفعه إلى التعلم منهم، والرواية عنهم، وحضر الجمعة مع عثمان بن عفان وسمعه يخطب، وشهد يوم استشهاده يوم تسلل عليه قتلته الدار، وكان عمره أربع عشرة سنة.

وفى سنة 37هـ انتقل إلى البصرة، فكانت بها مرحلة التلقى والتعلم، حيث استمع إلى الصحابة الذين استقروا بها، وفى سنة 43هـ عمل كاتبا فى غزوة لأمير خراسان الربيع بن زياد الحارثى لمدة عشر سنوات، وبعد رجوعه من الغزو استقر فى البصرة حيث أصبح أشهر علماء عصره ومفتيها حتى وفاته.

انفصل عنه تلميذه واصل بن عطاء وكون الحلقة الأولى لمذهب المعتزلة، وكان سبب ذلك أن واصلاً بن عطاء سأل الحسن البصرى عن عصاة الموحدين فقال الحسن: «هم تحت المشيئة إن شاء الله عذبهم وإن شاء غفر لهم»، فقال واصل: «بل هم فى منزلة بين المنزلتين»، ثم اعتزل حلقته، فقال الحسن البصرى «اعتزلنا واصل»، فسميت فرقته منذ ذلك الحين بالمعتزلة.

كان الحسن كثير الحزن، عظيم الهيبة، قال أحد أصحابه: «ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة».

أما عن سبب حزنه فيقول الحسن رحمه الله: «يحق لمن يعلم أن الموت مورده، وأن الساعة موعده، وأن القيام بين يدى الله تعالى مشهده، أن يطول حزنه».

كان للحسن مجلسان للعلم: مجلس خاص بمنزله، ومجلس عام فى المسجد يتناول فيه الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة وغيرها وكان تلاميذه كثراً.

رأى الحسن عددا كبيرا من الصحابة وروى عنهم مثل النعمان بن بشير، وجابر بن عبدالله، وابن عباس، وأنس رضوان الله عليهم، ونتيجة لما سبق فقد لقبه عمر

بن عبدالعزيز بسيد التابعين حيث يقول: «لقد وليت قضاء البصرة سيد التابعين». أما السيدة عائشة رضى الله عنها وعندما سمعته يتكلم قالت: (من هذا الذى يتكلم بكلام الصديقين؟).

كتب الحسن رحمة الله عليه إلى رجل من الزهاد يقال له عبدالرحيم أو عبدالرحمن بن أنس الرمادى كان يسكن مكة وكان له فضل ودين وذكر ولم يكن له فى الدنيا عمل إلا عبادة الله تعالى وأنه أراد الخروج من مكة إلى اليمن فبلغ ذلك الحسن وكان يواخيه فى الله تعالى فكتب إليه كتابا يرغبه فى المقام بمكة زادها الله شرفا فكان ذلك هو الكتاب الوحيد الذى ظهر من مؤلفاته وهو بعنوان فضائل.

عاش الحسن الشطر الأكبر من حياته فى دولة بنى أمية، وكان موقفه متحفظاً على الأحداث السياسية، وخاصة ما جرّ إلى الفتنة وسفك الدماء، حيث لم يخرج مع أى ثورة مسلحة ولو كانت باسم الإسلام، وكان يرى أن الخروج يؤدى إلى الفوضى والاضطراب، وفوضى ساعة يرتكب فيها من المظالم ما لا يرتكب فى استبداد سنين، ويؤدى الخروج إلى طمع الأعداء فى المسلمين.

كتب الحسن لعمر بن عبدالعزيز ينصحه فقال: «فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال، فأفقر أهله وبدد ماله». ولقد عنف الحسن البصرى طلبة العلم الشرعى الذين يجعلون علمهم وسيلة للاستجداء فقال لهم: «والله لو زهدتم فيما عندهم، لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيما عندكم».