اللغة والقوة الناعمة (الدراما)
الدراما فن حى وتشكيل جمالى يقوم على نص مبدع
الأدب القصصى تشكيلٌ جمالىٌّ باللغة
لما كان لكل فنٍّ أداته التى يتوسُّل بها فى تشكيله الجمالى -فالرسم يتوسَّل باللون، والنَّحْت بالمادة، والاستعراض بالحركة- كان من البدهىّ أن يكون الأدب فنًا يتوسَّل باللغة، ومن هُنا تأتى العلاقة الوطيدة والجدلية بين اللغة والدراما.
إننا حينما ننظر إلى الفن القصصى بوصفه كتابة نجده فنًا مختلفًا -بحكم أداته اللغوية- عن الفن القصصـى المصوَّر سينمائيًّا أو تليفزيونيًّا؛ إذ أن اشتراطات كل فنٍّ تختلف عن الآخر؛ من منطلق أن القصّ الكتابى يفتح الباب أمام خيال المؤلف فى تحريك شخصياته وبنائها باللغة - مفيدًا من سحرها وقوتها الناعمة - فى حين أن كادر الصورة هو الذى يؤطّر الشخصيات الدرامية. كما أن العمل الإبداعى الكتابى حمال أوجه وذو قابلية أعلى للتأويل.
وثمة مقولة مفادها أن الفن أكثر فلسفة من التاريخ، وهذه المقولة تشير فى مجملها إلى ما تلعبه عملية الصِّياغة الفنيّة من تحوير للواقع التاريخى، وإعادة إنتاج للواقع الاجتماعى، من منظور
والحديث موصول إن شاء الله تعالى.