«أبوعبدالله».. المثابر

هو عبدالله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، المشهود له بأنه المثابر الأواب الذى لم ينحرف عن نهجه الإيمانى قيد أنلمة، فهو العالم المتواضع المستقيم الضمير وصاحب نهج وجودة ومثابرة على العبادة، كل هذه الفضائل والخصال صاغ ابن عمر منها وبها شخصيته الفذة وحياته الطاهرة الصادقة.. لقد تعلم من أبيه عمر بن الخطاب خيرًا كثيرًا وتعلم مع أبيه من رسول الله الخير كله والعظمة كلها.

وما كان أحد يتبع آثار النبى «صلى الله عليه وسلم» فى منازله كما كان يتبعه ابن عمر، ولم يكن من أصحاب رسول الله أحد أشد حذرًا من ألا يزيد فى حديث الرسول أو ينقص منه، من عبدالله بن عمر. وسئل ابن عمر عما لا يعلم فقال لا أعلم.. كان يخاف أن يجتهد فى فتاواه فيخطئ فى اجتهاده.

وكان ينأى عن أرفع المناصب خاصة منصب القضاء. وكان «ابن عمر» من ذوى الدخول الحسنة

إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا. وكان راتبه من بيت المال وفيرًا ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط، إنما يرسله للفقراء والمساكين والسائلين. ولقد تغيرت طبيعة الحياة مع بدء العصر الأموى.

وأصبح العصر يومئذ عصر توسع فى كل شىء لم تستجب إليه مطامح الدولة فحسب، بل مطامح الجماعة والأفراد أيضًا..  ووسط لجج الأغراء وجيشان العصر المفتون بمزايا التوسع ومغانمه ومباهجه، كان ابن عمر يعيش مع فضائله فى شغل عن ذلك كله.. ومات ابن عمر فى سن الخامسة والثمانين، وصعدت روحه إلى الرفيق الأعلى حاملة جثمان آخر ممثل لأيام الوحى فى مكة والمدينة.