عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

توبة دائمة

بوابة الوفد الإلكترونية

يحتاج المرء إلى تجديد التوبة باستمرار، مهما كان حاله من الطاعة والاستقامة؛ ولهذا جاء النداء في القرآن الكريم للمؤمنين بأن يتوبوا توبة نصوحًا، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} (التحريم: 8)؛ وقال أيضًا: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور: 31). فالمؤمنون- وليس العصاة فقط- مطالبون بالتوبة؛ أي تجديدها واستحضارها على الدوام.

إن الإنسان لا يخلو من غفلة ونسيان وتقصير، أو من ذنب ومعصية.. وهو في الأحوال كلها عليه أن يجدد التوبة؛ أي أن يستشعر الندم على ما فات؛ سواء كان هذا الفائت تقصيرًا وغفلة أم ذنبًا ومعصية..

وأما «التوبة النصوح» فهي كما قال قتادة: «الصادقة الناصحة».

وقال الحسن البصري: «النصوح أن يبغض الذنبَ الذي أحبه، ويستغفر منه إذا ذكره». 

وقال القرظي: «يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالأبدان، وإضمار ترك العَود بالجنان، ومهاجرة سيئ الخلان».

وقال أبوبكر الدقاق المصري: «التوبة النصوح هي: رد

المظالم، واستحلال الخصوم، وإدمان الطاعات».

وهكذا نرى أن التوبة (عمل قلبي) يشمل الندم والإصرار على عدم العودة.. و(عمل سلوكي) يخص الجوارح؛ فيشمل رد المظام وترك رفاق السوء، وطلب السماح والعفو ممن أخطأ المرء بحقهم.. بجانب المحافظة على الطاعة والاستقامة.

وإذا كان المسلم مطالبًا بالتوبة في كل وقت، فإن شهر رمضان هو أنسب الأزمنة للبدء في هذه التوبة والالتزام بها؛ لأنه شهر يتوافر فيه من النفحات والعطايا وأسباب الهداية ما لا يتوافر في غيره، كما أشرنا من قبل..

فلنغتنم هذه الأيام، عسى أن يرزقنا الله فيها توبة نصوحًا لا نشقى بعدها أبدًا.. اللهم آمين.