رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزومات رمضان بين الإسراف وصلة الأرحام

بوابة الوفد الإلكترونية

من أشد المظاهر المشينة فى شهر رمضان، والتى تراها فى كل الشوارع والمنازل المصرية، هى الطعام الفائض عن الحاجة والذى يُلقى كل يوم فى صناديق القمامة، دون مراعاة حرمة الطعام أو حرمة التبذير والإسراف، وكل هذا فقط من أجل المظاهر والتفاخر والتباهى أمام الجميع بأنهم قادرون على طهى أكثر من عشرة أصناف طعام، ولكنهم عاجزون عن أكل نصفه.

فإذا كنت تمر فى الشوارع بجوار موائد رمضان فستجد صندوقًا للقمامة يعلو «سفرة» الطعام، تجد فيه أكثر مما قُدم للصائمين، كما أنك إذا مررت من أمام باب منزل فستجد صندوق القمامة تفوح منه رائحة الأكل، دون وعى أو إدارك بمخاطر الإسراف وشكله.

«الوفد» رصدت أبرز ما جاء فى التبذير والإسراف فى الطعام خلال شهر رمضان، من خلال علماء الأزهر:

يقول الدكتور أحمد الشرقاوى أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إننا نعيش الآن فى أيام  مباركة وطيبة تكثر فيها الطاعات والعبادات، ويزداد فيها الخير والعمل الصالح، ويزداد معهما الأجر والثواب والخير للجميع، لينعم الكل فى عبادة الله ويرزقوا من خير الله، وفيما يتعلق بموضوع التواصل بين الناس أو صلة الرحم من خلال العزومات لا سيما فى الشهر الكريم هذا أمر محمود ويدعو له الشرع ولا يخالف كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ويتابع الشرقاوى، فى تصريحات لـ«الوفد»، إن التواصل والصلة أمر محمود لما فيه من التقارب والتآلف والتواصل بين الأهل، مما يزيد المودة والمحبة بين الناس، وتختلف أشكال صلة الرحم فى رمضان، قد تكون فى شكل جلسات وقد يكون مجالس العلم والدروس أو التواجد فى قاعات البحث والدراسة، وقد يكون الاجتماع  والتواصل على طعام وهذه أمور ليست فيها ممنوع أو عيوب، ولكن الممنوع فى أى شئ هو الإسراف.

ويضيف أستاذ الشريعة والقانون، أن الإسراف مذموم ولو فى الماء، فالطبيعى أن يكون مذمومًا ومكروهًا فى الطعام والإسراف، كل إسراف خارج عن المعتاد فى الطعام أو غيره فهو أمر مكروه، وهذه أشياء بديهية لا سؤال ولا جدال ولا نقاش فيها، كل ما علينا فى رمضان هو وضع الأمور فى نصابها ومكانها الطبيعى.

كما أن الأمر الطبيعى المعتاد لا إسراف، القاعدة واضحة فى كل الأوقات لا تقتصر على زمن خاص، أو وقت معين ، الاسراف كله ممنوع فى أى وقت، ولما كانت صيغة التفضيل موجودة فى أى شئ فكان من الواجب الانتباه إلى أن شهر رمضان من المفضل على غيره من الشهور، حيث فضل الله شهر رمضان

على غيره من الشهور وفضل المسجد الاقصى على غيره من مساجد أخرى، كما أن التفضيل فى كل شيء، وربما كانت الصلة فى زمان ما ربما أقرب.

واختتم أستاذ الشريعة: نوصى ونشدُ على أيدى الناس فيما بينهم والقرب والعزائم والتبادل بالأطعمة والأشربة والزيارات وحلقات ذكر وإيمان، شريطة ألا يكون فى الإسراف وهذه قاعدة نتعلم منها ونبنى عليها كافة أمور حياتنا فى الطعام والشراب وغيره.

وأكد الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن العزومات فى رمضان إذا كانت معتدلة وغير مبالغ فيها بحيث لا يتبقى طعام بعدها يلقى فى القمامة فهذا أمر مطلوب شرعًا لأن إطعام الطعام يدخل صاحبه الجنة، والدليل على ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم:«يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلُوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» رواه أحمد والترمذى والحاكم وصححه الترمذى.

وكشف أستاذ الشريعة فى تصريحاته لـ«الوفد»: أما اذا اتخذت صورة للتظاهر والتفاخر والإسراف فى غير المعقول وذلك نهى عنه الشرع الحكيم وأمرنا النبى صلى الله وعليه وسلم بعدم الاسراف فى تناول الطعام أو طهيه لأى سبب من الأسباب، وذلك لأن الإسراف ليس من صفات المسلمين ولا من آدابهم وأخلاقهم.

كما أنه يبقى شىء واحد وجب التنبيه عليه، أن التزاور والتقارب وصلة الرحم فى رمضان أمر مطلوب شرعًا، لا شئ فيه ولا يتسبب فى أى شيء مادام فى حد المعقول والمطلوب، وإنما المرفوض جملة وتفصيلًا هو الإسراف فى تناول الطعام والطهى المبالغ فيه، وكل إنسان سيحاسب على ما يلقيه فى القمامة من طعام زائد عن الحاجة، ويجب على كل مسلم عدم الإسراف فى الطعام.