رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الصيام أخلاق

بوابة الوفد الإلكترونية

بسبب أن الصيام يُحدث تغييرًا فى النظام الغذائى للإنسان، فإن ذلك قد يؤثر على قدرته على ضبط أعصابه، بعض الشىء.. خاصة فى أيام رمضان الأولى، وتحديدًا لمن لم يتعود الصيام فى غير رمضان.. ولهذا، فإن الصائم عليه أن يضبط أعصابه، ويَحمِل نفسه على ذلك، حتى يصير أمرًا ميسورًا له.

ومن هنا، حرصت التوجيهات الإسلامية على أن تلفت النظر إلى أن الصوم ليس مجرد عبادة بين العبد وربه، وإنما هو أيضًا سلوك عملى ينبغى أن يتحلى به الصائم فى علاقاته الممتدة. فقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ؛ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ» (متفق عليه من حديث أبى هريرة).

قال القرطبى: «لا يُفهم من هذا أن غير الصوم يباح فيه ما ذُكر؛ وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم». أى أن الأخلاق إذا كان الالتزام بها مطلوبًا فى غير رمضان، فإن الالتزام بها فى رمضان يصير أكيد وأوجب.

ولعل هذا الترابط بين «العبادة» و«الأخلاق» أمر نلحظه فى سائر العبادات؛ ذلك لأن الإسلام ينظم أمور الحياة - الفردية والمجتمعية - فى سياق واحد، ككتلة واحدة، وليس كجزر منعزلة.. فإذا ارتقى الإنسان فى عبادته كان لا بد أن ينعكس ذلك على سلوكه الاجتماعى، لا أن يكون المرء فى حالة انفصام!

إن التزام الإنسان بالأخلاق الحسنة، هو خير عنوان على استقامة عبادته.. أما إن صار المرء من «العُبّاد» دون أخلاق حسنة، فإنه بهذا الانفصام يسىء لمفهوم الناس عن العبادة، وينفّرهم من ممارستها.. فيكون بسلوكه صادًّا عن طريق الهداية لا داعيًا إلى الله.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخلق، وأن يعيننا على إحسان الصيام.