عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بهاء الدين أبوشقة يكتب: الحسين بن على

بهاء الدين أبوشقة
بهاء الدين أبوشقة

الحُسين بن على بن أبى طالب (3 شعبان 4 هـ - 10 محرم 61 هـ / 8 يناير 626 م - 10 أكتوبر 680 م) هو سبط النبى محمد، والإمام الثالث عند الشيعة، أطلق عليه النبى محمد لقب سيد شباب أهل الجنة فقال: «الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، وهو خامس أصحاب الكساء. كنيته أبوعبد الله. ولد فى المدينة، ونشأ فى بيت النبوة، شارك فى معارك الجمل وصفين والنهروان التى خاضها مع أبيه على بن أبى طالب وخضع لإمامة أخيه الحسن بن على، والتزم ببنود الصلح مع معاوية بن أبى سفيان، إلا أنه بعد موت معاوية وأخذ البيعة لابنه يزيد بن معاوية خلافًا بمعاهدة الصلح، أبى الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة فى جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهراً، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم فى جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله، ابن عباس ينشده الله والرحم ألا يخرج الحسين فحدثه ابن عباس بذلك ولكن الحسين رفض ولما وصل الحسين إلى العراق أرسل أمير الكوفة والبصرة عبيد الله بن زياد جيشًا اعترضه فى كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجروح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع رأسه شمر بن ذى الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق.

 

دفن جسده فى كربلاء. وبحسب مرويات الشيعة فإنه قد تم دفن رأسه فى كربلاء مع جسده فى درب عودة السبايا من الشام، بينما اختلف أهل السنة فى الموضع الّذى دفن فيه الرأس فقيل فى دمشق، وقيل فى كربلاء، مع الجسد، وقيل فى مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه. كان استشهاده يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680م. ويسمى بعاشوراء وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند الشيعة.

نشأ الحسن والحسين فى بيت أبويهما فى المدينة المنورة، وكان النبى محمد يُحبهما ويأخذهما معه إلى المسجد النبوى فى أوقات الصلاة حين يصلى بالناس، فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره. فإذا أراد أن يرفع رأسه أخذهما بيده فوضعهما وضعا رفيقا. فإذا عاد عادا. حتى إذا صلى صلاته وضع واحدا على فخذ والآخر على الفخذ الأخرى، وكان يُركبهما بغلته الشهباء؛ أحدهما أمامه والآخر خلفه، وكان يقول: «هذان ابناى وابنا ابنتى، اللهم إنك تعلم أنى أحبهما فأحبهما» وكان إذا سمع الحسين يبكى قال لأمه: «ألم تعلمى أن بكاءه يؤذيني».

سيرته فى عهد الخلفاء الراشدين.. فى عهد أبى بكر وعمر

لا يُذكر عن الحسين الكثير فى خلافة أبى بكر لصغر سنه حينها، أمَّا فى عهد عمر بن الخطاب فقد كانت سياسته أن يُجل السبطين: الحسن والحسين، ويجعل لهما نصيباً من الغنائم، ووردت إليه حُلل من وشى اليمن فوزعها على المسلمين ثم أرسل إلى عامله على اليمن أن يرسل له حلتين، فأرسلهما إليه فكساهما للحسن والحسين، وجعل عطاءهما مثل عطاء أبيهما على بن أبى طالب، وألحقهما بفريضة أهل بدر، وكانت خمسة آلاف دينار.

فى عهد عثمان التحق الحسين بالجيش والجهاد، وذكر ابن خلدون أن جيش عقبة بن نافع فى أفريقية كان عشرة آلاف ولم يستطع فتحها، وصالح أهلها على مال يؤدونه، ثم أستاذن عبد الله بن أبى السرح عثمان أن يذهب لفتح أفريقية، وطلب منه أن يُمدّه بجيش من المدينة، فأرسل له عثمان جيشًا، فيه عبد الله بن عباس والحارث بن الحكم بن أبى العاص وعبد الله بن جعفر بن أبى طالب والحسن والحُسين، وفتحوها سنة 26 هـ أو 27 هـ. وفى سنة

30 هـ غزا الحسن والحُسين وابن عباس طبرستان تحت قيادة سعيد بن العاص، فلمّا وصلوا إليها فتحوها، وذكر المدائنى: «أن سعيد بن العاص ركب فى جيش فيه الحسن والحسين، والعبادلة الأربعة، وحذيفة بن اليمان، فى خلق من الصحابة، فسار بهم فمر على بلدان شتى يصالحونه على أموال جزيلة، حتى انتهى إلى بلد معاملة جرجان، فقاتلوه حتى احتاجوا إلى صلاة الخوف».

كانت إقامة الحسين بالمدينة المنورة حتى بويع على بالخلافة، عزم على الخروج للعراق، فخرج معه وأخيه إلى الكوفة، ثم حدثت معركة الجمل وكان الحسين على الميسرة والحسن على الميسرة، وكذلك حضر معركة صفين وقتال الخوارج فى معركة النهروان. بينما جاء فى نهج البلاغة رواية تقول إن عليًا منع الحسن والحسين من المشاركة فى المعارك وقال: «املكوا عنى هذين الغلامين لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله».

قُتل على بن أبى طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم، حيث ضربه أثناء الصلاة بسيف مسموم، ثم حُمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربى أطعموه من طعامى، واسقوه من شرابى، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلنى وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه.

ترك الحسن والحسين الكوفة بعد الصلح مع معاوية ورجعا إلى المدينة المنورة واستقرا بها، وكانت زعامة بنى هاشم عند الحسن. وكانت الرسائل والكتب تأتى إلى الحسن من العراق تطلب أن ينصروه مرة أخرى، فيرفضها ويلقيها فى الماءِ، فسألته جاريته عن هذه الكتب فقال: «من أهلِ العراقِ من قومٍ لا يرجعون إلى حقٍّ ولا يَقصُرونَ عن باطلٍ أما إنى لست أخشاهم على نفسِى ولكنى أخشاهم على ذلك وأشار إلى الحسينِ».

يُرجع المؤرخون والباحثون رفض الحسين لبيعة يزيد إلى عدة أسباب، منها الحرص على مبدأ الشورى والاعتراض على طريقة بيعة يزيد فى حياة والده، وأن هذه الطريقة فى أخذ البيعة لا تشابه طريقة بيعة الخلفاء الراشدين، وهو نفس السبب الذى رفض لأجله عبد الرحمن بن أبى بكر بيعة يزيد حيث قال: «أهرقليّة؟!، إن أبا بكر والله ما جعلها فى أحد من ولده ولا من أهل بيته». ومنها عدم وجود الأفضلية فى يزيد، وأن هناك من هو أفضل منه مثل الحسين، كما يرى بعض المُحللين أن السبب هو عدم التزام معاوية بشروط الحسن فى الصلح والتى من ضمنها ما ذكره ابن حجر الهيتمى: «بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين».