اللغة والخطاب السياسى (1)

< الإقناع="" وخطط="" المستقبل="">

تقوم لغة السياسة على الإقناع من خلال إبراز الحجة بوضوح ودقة، والتدرج فى الحوار تفاديًا للاصطدام مع الآخر، ولذلك يكون التمهيد للحوار السياسى بقراءة جيدة للآخر، وتاريخه السياسى، ونمطه التفكيرى، وربما ظروفه النفسية وواقعه ومشكلاته.. إلخ.

< التبرير="" وجرائم="">

إذا كان الإقناع أسلوبًا خاصًّا بخطط المستقبل وطموحاته، فإن لغة التبرير تختص - فى الأعم الأغلب - بما تم إنجازه من أحداث ومواقف فيها إساءة أو ضرر بالآخر.

وقد لجأت إسرائيل إلى هذه اللغة، حين بررت منعها الإعلام الدولى من دخول مدينة «جنين» الفلسطينية، بحجة الحرص على سلامة الإعلاميين، فى حين تفسره المؤسسات الصحفية على مستوى العالم بأنه اعتداء على حرية الصحافة.

< التهديد="" وسياسة="">

لأن السياسة تقوم على المصالح، وترتكز على معيار القوة دون معيار القيم والأخلاق؛ فقد تلجأ لغة السياسة إلى التهديد والتحذير لإرغام الآخر على الانصياع، وعدم التمرد أو الصمود، وذلك حين تلوِّح بأسلحة الدمار والخيار النووى الذى تهدد به إسرائيل بغرض الأمن، والحصار الاقتصادى الذى تفرضه أمريكا على ليبيا والعراق، أو بالتخلى عن الآخر فى مشروع قومى ما، أو بإثارة الفتن فى مجتمعه الداخلى، مثل ما حدث فى جنوب السودان، وإثارة أمريكا للجنوب تحت دعوى

حق تقرير المصير، وظلت تشعل نيران الفرقة والفتنة حتى تم انفصال جنوب السودان.

<>

وذلك بإثارة المشاعر الملتهبة تجاه قضية ما، وتوظيف هذه القضية فى خدمة طرف معين، مثل إعلان صدام حسين الجهاد إثارة للمشاعر العربية فى حرب الخليج، وإبراز وجوه المنفعة، والبيانات التى كانت تصدر بين الحين والآخر عن أسامة بن لادن، زاعمة أن تنظيم القاعدة يهدف إلى تحرير المقدسات؛ للتلاعب بمشاعر المسلمين فى كافة أنحاء العالم، وكذلك البيانات التى كانت تصدر - مع بداية الثورات فى مصـر وليبيا وسوريا واليمن - عن حجم الفساد والأموال المهربة فى بنوك الغرب لرؤساء هذه الدول، مما أشعل نار السخط والغضب الشعبى على الأنظمة، وبنى أحلامًا مالية وردية لا يفصل عن تحققها إلا زوال هذه الأنظمة.

والحديث موصول إن شاء الله تعالى.

‏[email protected]