رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الوحدة الوطنية فى رمضان

بوابة الوفد الإلكترونية

من الملاحظات الطيبة المهمة فى شهر رمضان، ما نراه من حرص إخواننا المسيحيين على المشاركة الوجدانية فى رمضان؛ من خلال امتناعهم عن تناول الطعام أمام الصائم، ومن خلال تنظيم موائد إفطار.

وتلك لفتة عميقة الدلالة على ما يجمع أبناء هذا الوطن من احترام وتقدير، حتى فى المناسبات الدينية وليس المناسبات الاجتماعية فحسب.. وبهذا السلوك المهذب نرى أن شهر رمضان تتجلى نفحاته لتعم النسيج المجتمعى كله بعنصريه: المسلمين والمسيحيين.

إن أى مجتمع لا يمكن له أن يحقق تقدمًا ولا نهوضًا ولا طفرة حضارية، ما لم يعتمد على قاعدة مجتمعية صلبة متماسكة؛ بحيث تكون لها أعراف وتقاليد وقيم- وليس مجرد «قانون»- تحكمها وتوجهها وتضبط سلوكها.

ومصر قد حباها الله تعالى بهذا النسيج المجتمعى الصلب المتماسك، بخلاف مجتمعات أخرى تكون فيها تمايزات اجتماعية فارقة ومتوترة.. وهذه نعمة كبرى، قد نغفل عنها، أو لا نقدِّرها كما ينبغى.

علينا أن ننتهز هذه الفرصة، ونبنى على تلك السلوكيات التى تتبدّى فى شهر رمضان؛ لنجعلها سلوكًا راسخًا بقية

العام، وفى مختلف المجالات.. فتشيع السماحة فى المجتمع كله، ويكون الصف الاجتماعى قويًا متماسكًا.

إن شهر رمضان، بهذه السلوكيات وغيرها، يصبح أكثر من مجرد شعائر تعبدية، ليكون حدثًا اجتماعيًا متعدد الملامح وعظيم الفوائد.. وذلك سر من الأسرار التى تميز الشعب المصرى، وتجعل له مذاقًا خاصًا فى ممارسته للعبادات والاجتماعيات..

ومن المهم أن نشير هنا إلى «الصيام» عبادة مشتركة بين الإسلام والمسيحية، وإن اختلفت أحكامها وطريقتها عند الجانبين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).

ولا شك أن هذا مما يزيد الإحساس بهذه الفريضة؛ التى أصبح لها معنى اجتماعى يضاف لمعناها الدينى.