عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

18 - كما تدين تدان

بوابة الوفد الإلكترونية

كانت الأم جالسة مع أبنائها تساعدهم في مراجعة دروسهم وحل واجباتهم المدرسية، وأعطت طفلها الصغير، البالغ الخامسة من العمر، ورقة ليرسم عليها، فلا يزعجها حين تقوم بمساعدة إخوته الباقين في دراستهم. ولكنها تذكرت فجأة أنها لم تطلب من الخدم أن يحضّروا طعام الغداء لوالدة زوجها العجوز التي تسكن معهم في إحدى الغرف في فناء المنزل، وكانت هي تقوم بخدمتها ما أمكنها ذلك.

أسرعت بإحضار الغداء إليها، وسألتها إن كانت بحاجة لأي خدمات أخرى، ثم انصرفت عنها، وعادت لتدريس أبنائها.. لاحظت أن طفلها الصغير الذي أعطته ورقة ليرسم عليها كان يقوم برسم دوائر ومربعات، أشكال لم تفهمها الأم فقامت بسؤاله عما يرسم، أجاب طفلها بكل براءة: أنا يا أمي أرسم منزلي الذي سأعيش به عندما أكبر، وبدأ يرى لأمه كل مربع ويقول هذا المطبخ، وهذه غرفة الضيوف، وهذه غرفة النوم، وأكمل بتعداد كل من غرف المنزل وبقي مربع مرسوم خارج الحيز الذي رسم فيه فسألته الأم عن هذا المربع، فقال لها: هذه الغرفة التي سأضعك تسكنين فيها كما تعيش جدتي.

صدمت الأم بما قال لها ولدها، وبدأت تسأل نفسها: هل سأبقى وحيدة خارج المنزل في الفناء من دون أن أحظى بالحديث مع ابني وأولاده وأتمتع بكلامهم ومرحهم ولعبهم؟ ومن سأحدث حينها؟ وهل سأمضي ما بقي من عمري لوحدي بين أربعة جدران؟ أسرعت الأم بمناداة الخدم وطلبت منهم أن يقوموا بنقل أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف، التي هي أجمل الغرف في المنزل فنقلوا الأثاث المخصص لغرفة الضيوف للغرفة الموجودة في الفناء وأحضروا سرير العجوز لغرفة الضيوف. عندما عاد الزوج من العمل تفاجأ بما رأى، وتعجب له. فسأل زوجته: ما السبب لهذا التغيير؟! قالت له والدموع تترقرق في عينيها إني أختار لي ولك أفضل الغرف وأجملها إذا كبرنا وعجزنا عن الحركة.