رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : «الشيوخ» فى زمن المؤامرات

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

الباقى ساعات قليلة ويبدأ بعدها الصمت الانتخابى ثم تبدأ انتخابات مجلس الشيوخ، هذا الاستحقاق الدستورى المهم الذى تنفذه مصر فى حرص شديد، رغم كل الظروف السيئة والبشعة التى تحيط بالوطن من كل حدب وصوب. فى مصر الجديدة تعلمنا أموراً كثيرة لا تقوى على تنفيذها كبريات الدول، فمثلاً تخوض الدولة حرباً ضروساً ضد الإرهاب وجماعات التطرف، وفى ذات الحين تقوم بعمليات تنمية واسعة، وتحقق على الأرض إنجازات وإعجازات فى بضع سنين قليلة، وكان تنفيذها يحتاج إلى عقود من الزمن.. فى مصر الجديدة بعد 30 «يونيه» تقوم الدولة بحرب ضروس على الفساد وأهله، وتنشط الأجهزة الرقابية فى اصطياد الفاسدين والمفسدين، مهما بلغت سطوتهم، وفى ذات الوقت تقوم بعمليات إصلاح وبناء كبرى شملت كل مناحى الحياة بالبلاد وعلى رأسها تأسيس اقتصاد قوى قادر على مواجهة كل التحديات والصعاب.

نأتى بعد ذلك إلى بيت القصيد الذى بدأنا الحديث به، وهو الحرص المصرى من القيادة السياسية على إجراء انتخابات الشيوخ كاستحقاق دستورى مهم، رغم كل المؤامرات والمخططات الشيطانية المنصوبة ضد مصر من أهل الشر وأعوانهم من جماعات الإرهاب والتطرف، ورغم كل الظروف القاسية وحالة التوتر الشديدة فى المنطقة والإقليم، هذه فعلاً الصورة الجديدة لمصر الحديثة التى تبنت مشروعاً وطنياً عملاقاً بعد ثورة 30 يونيه، يسعى بكل السبل والطرق إلى تأسيس الدولة العصرية الحديثة، وبالتالى وجدنا كيف أن مصر تواجه التحديات بكل هذه الشراسة، فاليد التى تحمى الأمن القومى المصرى هى التى تبنى وتعمر، واليد التى تقوم بمواجهة الإرهاب وعصاباته هى التى تحقق التنمية المستدامة على الأرض، واليد التى تواجه المؤامرات والمخططات الشيطانية لإسقاط مصر هى التى تنفذ الاستحقاقات السياسية والدستورية على اعتبار أن الاستقرار الشامل للبلاد يتضمن النواحى الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وخلافه.

انتخابات الشيوخ الحالية بمثابة درس لكل من تسول له نفسه التفكير فى النيل من الوطن والمواطن، فعلى الرغم من كل المؤامرات إلا أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على تنفيذ هذا الاستحقاق الدستورى الذى يعد جزءاً من بناء الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة التى يحلم بها كل المصريين. وهذا دليل قاطع على أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح من خلال كل الخطوات الرائعة التى قطعتها خلال السنوات الست الماضية فى المشروع الوطنى الموضوع للبلاد.

ولذلك فإنه أمام كل هذه المؤامرات وتلك المخططات الشيطانية البشعة، لابد من أن يكون هناك توافق وطنى فى اختيار أعضاء مجلس الشيوخ والنواب، وأعتقد أن ذلك بمثابة هدف وطنى مهم، فالاختلاف فى هذا الأمر

يضر أكثر مما ينفع، والتوافق الوطنى فى مثل هذه الأمور ليس ترفاً وإنما ضرورة وطنية. ولذلك جاءت قائمة من أجل مصر التى تضم عدداً من الأحزاب السياسية فى إطار هذا الهدف، وقد شارك فيها حزب الوفد بستة مرشحين وهم الزميل والأخ العزيز طارق تهامى مدير تحرير «الوفد» وعضو الهيئة العليا للحزب، والدكتور ياسر الهضيبى نائب رئيس الحزب، وأمل رمزى عضو مجلس إدارة «الوفد» ورئيس لجنة السياحة بالحزب، والأستاذ طارق عبدالعزيز والمهندس الصديق حازم الجندى والمستشار سعيد ضيف الله، وهؤلاء كلهم من الشخصيات الوطنية ولهم باع طويل فى نصرة الدولة الوطنية المصرية، كما دفع المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، بـ24 مرشحاً لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية، وكلهم لهم دور مهم وبارز فى الحياة السياسية، وكعادة «أبوشقة» اختار نماذج مختلفة ومن بين هؤلاء أربعة مرشحين مسيحيين وهم الدكتورة منى مكرم عبيد وكمال نجيب فرنسيس وخلف عوض ابراهيم ونان نصر الله زكى. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم اختيار عدد من الشباب وعلى رأسهم الدكتور أيمن محسب والابن العزيز محمد الكردى، إضافة إلى الدفع بعدد من السيدات، هذه التشكيلة التى قدمها «أبوشقة» للترشيح على المقاعد الفردية، تؤكد أنه يتمتع بذكاء سياسى خارق، ولديه باع وخبرة فى هذا الشأن.

ويبقى فى نهاية الأمر أن على المصريين جميعاً ممارسة حقوقهم السياسية والنزول إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يرونه صالحاً ووطنياً يعمل فى إطار من التوافق فى ظل الأخطار والمؤامرات التى تحاك ضد البلاد، ولدىّ قناعة كاملة بأن المصريين الذين يتمتعون بالوعى الشديد لن يخطئوا أبداً فى الاختيار لأنهم شعب بلغ من الفطام السياسى الكثير والكثير.

 

[email protected]