عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غسيل سمعة رجال مبارك في الفضائيات

أسامة سرايا-حسام
أسامة سرايا-حسام بدراوي

شهد هذا الأسبوع ظهورا مكثفا لعدد من رجال نظام مبارك..وبدلا من التواري خجلا ،صاروا يلوحون بوجوه مكشوفة بمزايا الرئيس المخلوع ، ومزاياهم هم، غير عابئين بادعاء المساهمة بقدر في إنجاح الثورة بأدوارهم إلي جوار مبارك قبل السقوط.

مايحدث يثير الريبة خاصة أنه يسير بخطي منتظمة تتسع دائرتها بمرور الوقت  دون أن نشعر بخطورتها، كانت البداية من صفحة علي الفيس بوك «احنا آسفين ياريس «ومن بعدها صفحات أخري تنتشر علي الشبكة العنكبوتية من عينة «أبناء مبارك قادمون» و»محبو مبارك «وصولا الي دوران ماكينة عبر وسائل إعلامية متعددة صارت أكثر نشاطا، وبدأ رموزها يبادرون بالهجوم  علي خلفية الجدل المستمر بين القوي السياسية والمعارك التي لا تنتهي بين الاسلاميين والليبراليين..ساعدهم في ذلك أصحاب القنوات الفضائية المستفيدون السابقون من نظام مبارك.

كانت بداية التحرك من قناة نجيب ساويرس» أول من قفز من مركب النظام السابق الذي تحول بقدرة قادر إلي زعيم سياسي» حيث قام يسري فودة باستضافة حسام بدراوي أمين الحزب الوطني في برنامج» آخر كلام والنزول علي شرط بدراوي بمنع أي مداخلات من المشاهدين علي الهواء ،لأنه يعلم أن المداخلات قد تأتي بما لا تشتهيه نفسه، وربما بشتائم قد لا تحمد عقباها، واستجابت القناة لطلبه،وبدراوي لمن لا يتذكر كان من الداعين إلي التوريث ،ولايختلف كثيرا عن قيادات هذا الحزب الفاسد.

وقال بدراوي للاعلامي يسري فودة: إن مبارك فضفض معه قبل تنحيه قائلا أنت عارف انا استلمت البلد دي وكانت عاملة ازاي؟ البلد مكنش فيها طرق، ولا كان فيها المدنية اللي احنا عايشين فيها دلوقتي، فقلت له- الكلام لبدراوي- أنا أري سيناريو رومانيا أمام عيني، فقال لي مبارك، يعني الشعب هيموتني؟ فقلت له احتمال، فقال، انا مستعد أموت عشان بلدي، فقلت له، ولماذا تموت لأجل بلدك، ومن الممكن أن تعيش من أجلها، فاطلب التعديلات الدستورية، وأنه النظام القديم.

واستطرد بدراوي قائلا: فاتحت مبارك في موضوع التوريث، وقال لي إنه لم يكن يريد أن يجعل جمال خليفة له، بل إنه كان يساعده فقط، ولكني لم أجادله في هذا الحوار، لأن المطالب وقتها كانت تريد خلع مبارك شخصيا، واتفقت مع مبارك علي أن يلقي خطابا للناس يطلب التعديلات الدستورية، وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية، وطلبت منه أن أعد هذا الخطاب، وأدخل إليه دون أي وسطاء، ولكن بعد إعداد الخطاب فوجئت بطردي من مركز الرئاسة، فعندها علمت أن هناك أشخاصا لديهم نفوذ قوي في المركز الرئاسي، ثم خرج مبارك للناس وقال خطابا مخيبا للآمال، لم يكن فيه ما اتفقنا عليه، فقررت وقتها الاستقالة علي الفور.

نفس الكلام تكرر لكن بطريقة أخري في حوار مع مجدي الجلاد في برنامج «انت وضميرك» مع إضافة  من بدراوي بأن «مبارك كان سيتنحي يوم 9 فبراير ولكن من حوله ارجعوه عن القرار»..وتكرر ظهور بدراوي في العديد من وسائل الاعلام المختلفة ،وحرص في كل حواراته أن يؤكدعلي أن مبارك كان يستجيب لمطالب الثورة لكن من حوله هم السبب.

وتسبب ظهور أمين الوطني السابق المكثف في وسائل الاعلام في استفزار العديد من السياسيين ،هو مادفع الروائي علاءالأسواني ليؤكد عبر حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' أن ظهور بدراوي يثبت أن الثورة المضادة في أقوي أحوالها،موضحا أن هناك حملة منظمة لاستضافة الوجوه القديمة لنظام الرئيس السابق حسني مبارك، بوسائل الإعلام، في محاولة للدفاع عن نظامهم الساقط حتي تتحول الثورة في ذهن المصريين الي حركة إصلاحية محدودة.

في حين يؤكد الدكتور مصطفي النجار، وكيل مؤسسي حزب العدل ، أن الدكتور حسام بدراوي كان يعمل خلال اجتماع اللواء عمر سليمان بالقوي السياسية، علي إقناع الثوار ببقاء مبارك في الحكم، معتبرا الظهور الاعلامي المتكرر لبدراوي هو «تلميع» للحزب الذي يسعي لتأسيسه.

ثم أطل علينا أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام السابق في برنامج فاصل علي الهواء الذي تقدمه الإعلامية ريهام سعيد،ليفاجئ الجميع بقوله «إنه لم يكن يشجع التوريث ومازال حتي الآن مؤيدا لنظام مبارك وأكد سرايا ان الرئيس المخلوع مؤمن بالثورة وأول من أيد الثورة ، وذلك من خلال خطاباته الأولي عندما قال “لا انتوي الترشح  مرة أخري للرئاسة».

وأضاف أيضا أن تاريخ مصر السياسي عظيم في عهد مبارك واعتز جدا بصوري معه وانه خلال عهده استطاع أن يحقق اعلي إيرادات توزيع لجريدة الأهرام ، قائلاً : ” الرئيس سيموت قريبا لان وزنه أصبح 60 كيلو جراما بعدما كان 120 كيلو جراما ”.

وفي برنامج انت وضميرك الذي يقدمة الإعلامي مجدي الجلاد بقناة دريم أكد سرايا أن التاريخ سينصف مبارك وسيعطيه حقه،ووصف فترة حكم مبارك بأنهاأكثر فترات الاستقرار التي عاشتها مصر، وأن مبارك أعطي فرصة كبيرة للشعب أن يتطور، وتمني أن يجتاز مبارك هذه الأزمة ،ووصف سرايا  الثورة بأن تكلفتها ستكون أكبر مما تجنيه من تغييرات .

ولم ينس المتحول سرايا ممارسة عاداته القديمة من النفاق ،مغازلا الاخوان باعتبارهم القوة المؤهلة للحصول علي الأغلبية في الانتخابات القادمة وصفا الإخوان بأنهم صمام الأمان للمجتمع.

تأتي علي رأس الآلة الإعلامية للنظام السابق التي تخوض الثورة المضادة المتضخم  عبد الله كمال رئيس تحرير روز يوسف السابق،الذي أكد في برنامج «مانشيت» للإعلامي جابر القرموطي أن مبارك لم يكن حاكما مغيبا أو قاتلا أو خائنا، مؤكدا أنه قرأ 11 الف صفحة من تحقيقات النيابة ولا تتضمن أي إشارة لإعطاء مبارك أوامر بإطلاق النار علي المتظاهرين و علي العكس كانت الأوامر مشددة بعدم استخدام الذخيرة الحية، وإن شابت قراراته بعض الأخطاء في الفترة الأخيرة، واستطرد كمال قائلا ما حدث في مصر هو فعل ثوري و ليست ثورة و النظام باق كما هو،قائلااذا كان

هناك من يعتبرني «فلول» إذن عصام شرف فلول لانه كان زميلي في امانة السياسات و كنت التقيه يوميا في اجتماعات الحزب الوطني.

ويري الروائي علاء الاسواني ان الوجوه القديمة لنظام مبارك التي تتم استضافتها الآن في كل القنوات أحيانا تطوعا من الفلول في الاعلام وأحيانا بالضغط علي أصحاب القنوات رجال الأعمال،  مبينا الغرض من استضافة رموز نظام مبارك إعطاؤهم فرصة للدفاع عن نظامهم الساقط ، موضحا أن استضافة هؤلاء الفاسدين تهدف إلي إعادة إنتاج النظام القديم ذهنيا ، يريدون الآن ان يجعلونا نتقبل حسام بدراوي وعبد الله كمال واسامة سرايا باعتبار خلافنا معهم مجرد وجهة نظر وليس فعلا ثوريا أزاح نظامهم الفاسد.

ولم يحرم مكرم محمد احمد نقيب الصحفيين السابق نفسه من المشاركة في هذه الحملات الاعلامية،  في حواره مع الإعلامي جابر القرموطي في برنامج «مانشيت» علي قناة «أون تي في « التي فتحت ذراعيها لرجال النظام السابق، أن نوايا الرئيس المخلوع حسني مبارك في بداية توليه حكم مصر كانت وطنية، وكان يراعي مصالح الوطن، لكنه في آخر عشر سنوات كان بعيدا عن السياسة ، وقال مكرم مستنكرا، إن هناك العديد من الأفراد الذين كانوا من أشد أصدقاء مبارك تحولوا اليوم إلي ثوار، وأن عمرو موسي كان من أقرب أصدقاء مبارك المحبين إليه.

المفاجأة كانت من الكاتبة لميس جابر التي قالت إن ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في القفص وهو مريض أصابني بالحزن  وسوف يؤثر علي من يحكم مصر مستقبلا في عدم القدرة علي اتخاذ أي قرار لأن ذلك أسلوب ترويع للرئيس القادم لمصر خوفا من دخوله سجن طرة وكذلك جميع الوزراء  كما أن أمريكا في بنائها للديمقراطية لم تمثل  برئيسها مثل ما فعلنا نحن.

 واضافت لميس أن ما نعيشة الأن في مصر من اللا نظام  أسوأ من النظام السابق لأننا يستحيل أن نحقق الديمقراطية في بلد بدون دستور أو برلمان يحكمها في ظل الاختلافات علي المبادئ الحاكمة للدستور بين العديد من القوي السياسية والوطنية .

لم تقتصر الماكينة الإعلامية لمبارك علي الاعلاميين فقط لكنها امتدت للفنانين وأبرزهم  طلعت زكريا  الذي بكي في برنامج «الشعب يريد» من تقديم الإعلامي اللبناني طوني خليفة علي قناة «القاهرة والناس» علي محاكمة مبارك ويؤكد براءته،مشيراً إلي أن مبارك لم يُخلع لأن أحداً لم يجبره علي التنحي وإنما هو صاحب القرار بناء علي رغبة الشعب ومنعاً لأي صراعات دموية.وقال إن الأيام سوف تثبت براءة هذا الرجل، والتاريخ سوف يثبت صدق كلامي فبعد الثورة تحمّل مبارك كل شيء بدايةً من الفساد المالي حتي قتل الثوار دون إدانة لنظامه المسئول عن كل الجرائم، وكرر طلعت زكريا نفس الكلام في العديد من البرامج التي يلف ويدورعليها.

ماسورة المحطات الفضائية التي انفجرت بعد ثورة 25 يناير بموارد ضخمة ،تثير الريبة والشك في هذا الظهور المنظم لرجال مبارك والحديث مبكرا عن ذكريات العهد البائد..والغريب أن من أطلقوا تلك القنوات لهم علاقات وثيقة بالنظام السابق ،ومن أكثر المستفيدين منه ومعظمهم تحوم حولهم شبهات، ومن بينهم رموز فساد أو مسئولون سابقون، أو أبناء مسئولين كبار ينتمون للنظام السابق مثل  أشرف صفوت الشريف الهارب وممدوح اسماعيل صاحب عبارة السلام الغارقة والهارب أيضا ، في محاولة لرد الجميل للنظام الذي أنقذهم من السجن  بالهروب إلي الخارج .

هذة الفوضي التي انعكست علي الاعلام وتحركها أياد خفية بهدف تحقيق مصالح معينة ، لصالح اطراف مجهولة، خاصة أن الساحة المصرية تشهد حضوراً لعدة جماعات مؤيدة لمبارك اتخذت لنفسها أسماء مختلفة، تعمل علي أصعدة متنوعة بداية من توزيع شنط رمضان بصورة مبارك في إمبابة وشبرا و ودار السلام وصقر قريش،وحتي تشكيل عقول الرأي العام من خلال السيطرة علي الإعلام .