رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معتز الدمرداش: داخلية مبارك سألتني «انت بتكرهنا ليه»


فتحت شهادة المقدم محمود عبد النبي أحد أعضاء حركة «ضباط لكن شرفاء» علي صفحات «الوفد الاسبوعي» العدد الماضي حول ممارسات أمن الدولة المنحل ضد الاعلاميين في عهد مبارك بابا لشهادات الاعلاميين انفسهم حول ما تعرضوا له خاصة الشرفاء منهم.

معتز الدمرداش واحد من هؤلاء.. فضل منذ بدأ تقديم برنامجه «90 دقيقة» ألا يكون ظلاً لأحد حتي لو كان الرئيس نفسه.. فتح ملفات ساخنة هنا وهناك وتناول كإعلامي يراعي معايير المهنة وأصول الصنعة اموراً لم تعرف طريقها الي شاشات التليفزيون إلا بعد الثورة.. التعامل الامني السيئ للمواطنين والتعذيب داخل اقسام الشرطة، بل وانتقاد أداء مبارك شخصياً.

لم يرض بأن يكون احد المدعين في مهنة الثرثرة الفضائية تعبيراً عن التحول بعد الثورة فأغلقت قناة المحور أبوابها أمامه، ليغادرها ويقدم برنامج مصر الجديدة مع معتز علي قناة الحياة الفضائية.

الدمرداش الذي يميل لطي صفحات الماضي والتركيز علي بناء مصر الجديدة، اعترف بتعرضه لمخاطر بسبب اصراره علي فتح ملفات الشرطة المسكوت عنها وخاصة التعذيب في الاقسام وتعاملها المهين مع المواطن بالاضافة لحلقات عن فساد عدد من اعضاء مجلس الشعب التابعين للحزب الوطني.

نفذنا في البرنامج عدة تحقيقات ادخلتنا في مواجهة مباشرة مع الشرطة ـ مضيفاً ـ كانت اولي رسائلهم الخاصة لي استدعاء بشكل ودي، رفضت الاستجابة له فتم الضغط علي صاحب القناة لأذهب اليهم وكان محور اللقاء الذي استمر ساعتين «انت ليه ضد الشرطة» وسألوني عما اخطط له وما لدي من تسجيلات عن اجهزة الأمن.

وبعد أن اثارت الحلقات الرأي العام ضد الأمن فكان لابد من «قرصة ودن» فزادت الضغوط علي، وبعد عودتي من تصوير البرنامج ذات ليلة، استيقظت في الرابعة صباحاً علي وقع اصوات انفجارات مروعة، ذهبت لأعرف ما يجري، فوجدت 4 بلطجية مسلحين يحطمون سيارتي الجديدة الشروكي «دغدغوها خالص».

واستطرد: في التحقيقات لم استطع توجيه اي اتهام لاحد لاني لا املك دليل ادانة ضد اي شخص فلم يستطع البواب تحديد هوية من قاموا بتحطيم السيارة.. ومضي يقول: لم أكن أتوقع ان تصل درجة العنف والانتقام والترويع الي هذه الدرجة من الهمجية والوحشية وبعدها بفترة جاء مرسال ليحذرني «المرة دي جت في العربية المرة الجاية هتبقي فيك انت».

الدمرداش يشير الي ان الهدف المباشر من الاعتداء علي سيارته كان كسر همته الاعلامية وزرع الخوف حتي لا يواصل عمله كما يروق له.

وتوالت الضغوط علي اصحاب القنوات الفضائية لانه ليس اعلاماً مطلقاً ولكنه تعبير ايضاً عن توجهات ومصالح اصحابها قائلاً: اثناء فترة عملي في المحور كانت هناك مساحة من الحرية اخلقها بنفسي من خلال رغبتي في صنع اعلام يخاطب هموم ومشاكل المواطن فكان هناك توازن واحترافية في التغطيات وكذلك تعدد الآراء لتفويت الفرصة علي اي جهة.

ويضيف في شهر نوفمبر الماضي وبعد انتهاء عرض حلقة «ما المطلوب بعد مرور 29 سنة علي حكم مبارك» والتي كان ضيوفها

من التيارات السياسية المختلفة الذين تحدثوا دون اي خطوط حمراء عن الاوضاع وعن مستقبل مصر بعد 29 سنة من حكم الرئيس السابق فوجئت بمكالمة هاتفية من الرئيس شخصياً اراد من خلالها التعليق علي الانتقادات التي وجهت إليه اثناء الحلقة التي شاهدها بالكامل حسب قول «مبارك» لي.. كنت حاسس ان لسان حال الرئيس السابق بيقول انه مش موجود في الحلقة عشان يرد علي الانتقادات وخاصة ان حوارات الرئيس السابق كانت مع اشخاص محددة.

الدمرداش الذي لا يتردد في الاعتراف بتخوفه من التعرض لنقد للرئيس في تلك الفترة حيث كان هذا النقد نوعاً من المخاطرة يضيف: رفضت نشر اي تفاصيل عن المكالمة لاني لست من هواة المتاجرة بتلك الاشياء.

ويضيف الدمرداش: في أيام الثورة الأولي ومع تسارع الاحداث واشتعالها ومع تزايد الانتقادات الموجهة للنظام السابق خلال البرنامج قال لي الدكتور حسن راتب صاحب القناة «انت بقيت الجزيرة ولا إيه».

الدمرداش يشير الي انه ترك قناة المحور خلال شهر مارس بعد الازمة التي حدثت مع ادارة القناة قائلاً: الدكتور حسن راتب زعل عشان انا مارحتش لعبود الزمر اعمل معاه حوار عقب خروجه من السجن.. وأنا شايف إن الانتقال لعبود في منزله يجعل منه بطلاً وليس متهماً بقتل رئيس دولة أنهي لتوه فترة العقوبة، بالاضافة لعلم «راتب» أني لا اصور حلقات خارج الاستوديو، في الوقت الذي كان يبدي اعتراضه علي ضيوف البرنامج الثوريين مثل عادل حمودة ومناظراته عن الثورة والنظام والشاعر جمال بخيت وقصائده واسقاطاته علي الاوضاع.

ويتذكر الدمرداش بعض بداياته: في بداية عملي بالقناة واثناء نقل مؤتمر الحزب الوطني السنوي الذي كان يبث حصرياً علي قناة المحور كنت انتقد سياسات الحزب بشدة لكن بعد ما فهمت الحكاية كنت اخد اجازة لحين انتهاء المؤتمر.

وشدد الدمرداش علي ضرورة ان يتمتع الاعلام بالمصداقية والحضور القوي والتجاوب مع الاحداث ومع ما يحيط بالناس والمجتمع من مشكلات وأزمات.