رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا سلام مع الجبناء

جاءني نبأ الاعتداء الغاشم الذي نفذه السفهاء الصهاينة وأنا خارج البلاد.. وبعد دقائق من إعلان تفاصيل جريمة الغدر قابلني مصادفة أحد المصريين العاملين في البلد التي أزورها،

وبمجرد أن التقاني قال مرحبا يا مصري وسألته من أين؟ قال لي: من المنصورة، وأعمل هنا منذ سنوات، ثم بادرني قائلا: سنحارب إسرائيل.. كان يتحدث بأسارير منفرجة وفرحة غامرة وكان متحمسا ومتأهبا لدرجة أنني تصورت أن هناك إعلانا للحرب لم أعرف به بعد.

جاء حديث الشاب المصري علي عكس الفطرة التي تعيش عليها الشعوب لأن نبأ الحرب دائما ما يكون صادما، وعلي الأقل غير مريح، لأن الحرب فيها خراب ودمار لا يعلم مداها إلا الله.. ولكننا في مصر نختلف عن باقي شعوب العالم.. فقد خلقنا الله علي فطرة تحب الحرب مع إسرائيل وتكره السلام مع هذا الكيان الغاشم نحب الحرب ليس من أجل الحرب.. ولكن لأنها الطريق الي العدل مع هؤلاء الظالمين.. نحب الحرب لأنها الحل الوحيد مع قتلة الأطفال ومصاصي الدماء والمعتدين.. ونكره السلام القائم علي الذل والخنوع والاستسلام ونحب السلام القائم علي العدل والعزة والكرامة.. باختصار كتب علينا القتال وهو كره لنا ونكره السلام مع هؤلاء الجبناء الذين لا عهد لهم ولا ميثاق علي مر العصور.

لم يختلف رد فعل المصريين بالخارج كما رأيته وعايشته عن رد فعل الأبطال الذين تظاهروا أمام السفارة وفي الميادين المحطة بها كنت أتمني أن أكون مع هؤلاء الشباب الذين زلزلوا الأرض من تحت أقدام السفير الإسرائيلي الذي عاش ساعات من الرعب لم يشهدها من قبل، ولكن عزائي أن الغضب واحد.. والشعور واحد.. والرغبة في الانتقام متأججة عند كل المصريين في الداخل والخارج.

لقد ظن حكام تل أبيب - وخاب ظنهم - أن مصر مازالت علي عهدها القديم أيام الرئيس المخلوع الذي قبل الذل والخنوع من أجل إرضاء الأمريكان وضمان حصول موافقتهم علي سيناريو التوريث، وفي أول اختبار وجد الصهاينة أن المصريين أسودا هادرة تزأر في الميدان.. لا يقبلون المساس بكرامة وأمن مصر مهما كان الثمن.

ومن هنا أدركنا أن كلمات بين اليعازر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوم محاكمة مبارك لم تكن من فراغ.. لقد قال الرجل: إن يوم محاكمة مبارك هويوم حزين في إسرائيل.

نعم هو يوم حزين لأنهم ضمنوا التعامل مع تابع لم يجرؤ أن يقول لهم «لا» في يوم من الأيام.. وبعد سقوطه لا يعرفون ماذا سيكون من أمر الغد.. وماذا سيفعل بهم المصريون بعد الثورة.

ياسيادة المشير أنت رجل وطني مخلص.. وأعرف الكثير عن مواقفك الوطنية علي مدار 16 عاما قضيتها محررا لشئون مجلس الوزراء بجريدة «الوفد».. هذه المواقف لا يعرفها أحد ولم تسلك طريقها للإعلام.. أذكرك يا

سيادة المشير بموقفك من مخطط فتح سيناء أمام الشركات الأجنبية ذلك المخطط الذي تبناه أحمد نظيف بإيعاز من الرئيس المخلوع،وعقد اجتماعا رفيع المستوي لهذا الغرض في مقر مجلس الوزراء وكان الهدف واضحا وهو فتح الباب علي مصراعيه أمام الشركات متعددة الجنسيات حتي تضيع سيناء وتقع في أيدي اليهود الذين يسيطرن علي هذه الشركات في معظم دول العالم.. لقد وقفت وقفة شجاعة وقلت قولتك الشهيرة: لقد حاربت علي أرض سيناء في 73 ولن أسمح لغير المصريين أن يعمروا هذه البقعة الغالية، وقلت لنظيف وللرجل الذي أرسله مبارك لحضور الاجتماع: إذا أردتم تعمير سيناء فعندكم الشراقوة ومن جاورهم يعمرون وطنهم.. ولن يعمر أرض سيناء إلا المصريون.

يا سيادة المشير لقد تحملت أنت وأعضاء المجلس العسكري الأمانة ونعلم كم هي ثقيلة ونعلم أنكم أهل لها فلا تخذلونا.

ياسيادة المشير: نحن المصريين نحرص علي الموت في سبيل الله كما يحرص هؤلاء الجبناء علي الحياة فلا تتراجع.

يا سيادة المشير: كلنا أحمد الشحات الذي رأي مصر في العلم وصعد كل هذه الطوابق ليرفع علم مصر علي مقر سفارة العدو لم يعبأ هذا الشاب بأي مخاطر.. ولم تشغله فكرةالموت.. ولكن فقط كان الله والوطن أمامه.

يا سيادة المشير: لقد نجح مئات من الشباب العزل في غزة ومئات مثلهم في جنوب لبنان في بث الرعب في قلوب هؤلاء المجرمين.. فما بالك بأننا ملايين ضقنا ذرعا باتفاقية وهمية واجتمعنا نحن الـ80 مليونا علي كراهية هذه الدولة الغاصبة.

يا سيادة المشير: اطرد السفير واغلق السفارة والغ المعاهدة فلا سلام مع الجبناء الذين نقضوا العهود حتي مع الأنبياء.

يا سيادة المشير: الاتفاقية ماتت ولم يبق إلا مراسم العزاء.. وعليك أن تعلنها صراحة مدوية.. العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.. وعلي الباغي تدور الدوائر.. ولن نخذلك أبدا.