عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نهاية ثورة

هناك رجال أقوي من الثورات.. أقوي من الأنظمة ـ أقوي من الفساد.. من هؤلاء الرجال جوزيف بلاتر الرجل الحديدى الذي تربع علي عرش الفيفا للدورة الخامسة علي التوالي.

دخل السويسري جوزيف بلاتر الفيفا عام 1975 ولا أحد يعرف متي يخرج منها.. بدأ عمله بها  مديرا لبرامج التطوير بالفيفا تم أصبح أمينا عاما لها في عام 81، وفي العام 90 أصبح مديراً  تنفيذياً، وبعدها بثماني سنوات وتحديدا في 8 يونية 98 تولي رئاسة الفيفا خلفا للبرازيلي هافيلانج.
بعد 18 عاما قضاها العجوز السويسري في منصبه بدأت الثورة عليه.. ثورة في الفيفا.. ربيع عربي في الفيفا.. فالرجل كالرؤساء العرب.. بلغ من العمر أرذله «79 عاما».. قضي في منصبه سنوات طويلة «4 دورات متتالية».. ديكتاتورية في الحكم..فساد في كل مكان.. حتي أن تهم الفساد باتت تلاحقه أينما ذهب..  الفارق الوحيد بينه وبين الرؤساء العرب الذين  ثارت عليهم الشعوب هو أنه يأتي بانتخابات حقيقية..  أما هم فكانوا جاثمين علي صدور شعوبهم بانتخابات مزورة يتم إخراجها في تمثيليات هزلية.. حتي إنهم من فرط استخفافهم بشعوبهم فكر كل واحد منهم في توريث نجله الحكم كما حدث مع مبارك والقذافي وصالح.
تصور بلاتر أن الانتخابات هي نهاية المطاف وأن صندوق الانتخاب هو صك غفران من الشعب.. ونسي أن الصندوق هو وسيلة وليس غاية.. وأن الديمقراطيين والصندوق وسيلة لتحقيق حالة من الرضا.. إذا لم تتحقق فستكون الثورة.. إما ثورة في الصندوق أو خارجه.
اندلعت الثورة ضد بلاتر.. ولكنها كانت ثورة غير مسبوقة تقودها الولايات المتحدة رئيس مجلس إدارة العالم والتي تتلاعب بالدول كما يتقاذف اللاعبون الكرة.. شنوا حملة شعواء ضده بسبب مونديال روسيا.. رتبوا جريمة هزت عرش الفيفا قبل ساعات من التصويت.. كانت مباراة ممتعة وانتخابات مثيرة تقودها القوي العظمي أمريكا وحلفاؤها من الأوروبيين من جهة.. وروسيا والجناحان الآسيوي والأفريقي من الجهة الأخري.
الفارق الوحيد بين بلاتر والرؤساء العرب

الذين سقطوا من علي عروشهم أنه لم يعاند، واعترف بوجود فساد لكنه طالب بالوحدة للقضاء عليه.. وأعلن تحمله مسئولية إعادة الفيفا إلي الطريق الصحيح.. وبالرغم من التوتر الذي ظهر عليه قبل ساعات من التصويت بسبب قوة الثورة التي تهز عرشه.. إلا أنه أيقن بخبرته أن الناس لا تعترف إلا بالقوي.. وهنا ظهر الرجل أمام الجمعية العمومية متماسكاً وقوياً غير منكسر ولا منهزم..
وعلي عكس الرؤساء العرب الذين اتخذوا قراراتهم متأخرة وغلب عليها الغباء.. اتخذ بلاتر قراراته بحنكة وذكاء..  فعندما طالب الاتحاد الأوروبي  لكرة القدم بتأجيل انتخابات الفيفا 6 أشهر بسبب فضيحة اتهام 14 مسئولاً بالفساد وإيقاف 7 منهم.. رفض الداهية بلاتر طلب التأجيل وأصر علي إجراء الانتخابات في موعدها.
فاز بلاتر بالجولة الأولي 133 مقابل 73 للأمير علي بن الحسين الذي انسحب من الجولة  الثانية.. وهنا أثبت العجوز السويسري أنه داهية في السياسة والرياضة.. وأن جبروته وقوته دفعت دولا عربية للتصويت لصالحه.. ودفعت خصمه الأمير شقيق ملك الأردن إلي الانسحاب بدعوي أنه لا يريد أن يسبب مشاكل للاتحادات التي صوتت لصالحه!!
انتهت ثورة الفيفا.. ولم تهب رياح الربيع العربي علي مقر الفيفا في زيورخ.. وهزم بلاتر الولايات المتحدة، وعجزت أن تفعل معه كما فعلت مع الرؤساء العرب.