عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاصفة أوباما

فى الوقت الذى بدأت فيه المملكة عهدها الجديد تحت قيادة الملك سلمان الذى بدأ فى تأسيس واقع جديد مع الولايات المتحدة.. توقف أوباما عند المشهد القديم مع الملك السابق، ولم يتوقع أن يحدث أى تغيير. وعندما فاجأت الرياض واشنطن بعاصفة الحزم باعتراف لويد أوستين قائد المنطقة المركزية للجيش الأمريكى الذى أكد أن السعودية لم تبلغ واشنطن إلا فى نفس يوم الضرب.. عندما حدث هذا بدأت عاصفة أوباما على الخليج ، وظهر الوجه القبيح للرئيس الأمريكي.

رسالة حبفى البداية لم يأخذ الأمريكان الواقع الجديد للمملكة موضع الجد، وتصوروا أنها مناورة من السعوديين، ولكن الأحداث كانت أسرع، وبدأ الضرب واضطر أوباما إلى التعامل مع الواقع ووعد بتوفير الدعم الاستخباراتى واللوجستي.. وبعد فترة استوعب ما حدث.. استوعب درس عاصفة الحزم وقرأ الواقع الجديد الذى يؤسسه الملك سلمان.. وهو الواقع الذى رصدته الصحف الأمريكية فى تحليلها للضربة العسكرية التى وجهتها المملكة وحلفاؤها للحوثيين، وتحدث عنه كبار السياسيين،فى الولايات المتحدة.
كانت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية أكثر وسائل الاعلام صراحة، فقد لامست شيئا من الحقيقة عندما قالت إن عاصفة الحزم تحمل رسالة من الخليج إلى أوبام تقول: «لم نعد فى حاجة إليك» وتصاعدت نبرة هجوم المجلة على الرئيس الأمريكى عندما قالت إن أمريكا التى ظلت لاعبا محوريا باتت قبلة اعتذار العرب، وأن الوضع الراهن فى الشرق الأوسط هو نتيجة للسياسة الخارجية التى تنتهجها واشنطن.. أما صحيفة وول ستريت جورنال فقد قالت إن العاصفة تكشف عن رغبة لدى الرياض فى الخروج من ظل واشنطن.
لم تتوقف توابع عاصفة الحزم عند الصحافة الأمريكية.. ولكن امتدت إلى الدوائر السياسية وخرجت تصريحات من كبار السياسيين تنتقد سياسة الرئيس أوباما فى المنطقة وكان أبرزها تصريح جون ماكين الذى قال فيه إن الدول العربية لم تعد تثق فى الرئيس أوباما، ولذا خططت لهذا التحالف بمعزل عنه ويقصد تحالف عاصفة الحزم، وأشار ماكين إلى أن تحالفا كهذا لم يحدث منذ عقود.
وبعيدا عن دوافع الخطاب الإعلامى الذى تبنته الصحف الأمريكية وما إذا كان خطابًا تحريضيًا أم تحليليًا، وبعيدا عن الإطار الذى خرجت فيه تصريحات السياسيين وما إذا كانت تصريحات فى إطار لعب أدوار أو فى إطار مجرد من أى مناورات.. بعيدا عن كل هذا انطلقت عاصفة أوباما..

عاصفة بعثت برسالة وأشعلت أزمة.
أما الأزمة التى اشتعلت فهى البرنامج النووى الإيرانى التى أعلنت الولايات المتحدة عن التوصل لاتفاق إطار بخصوصه تمهيدا لاتفاق نهائى وشيك.. وأعتقد أن أوباما نفسه هو أول من سيدفع ثمن هذا الاتفاق وأنه يلقى بكرة لهب فى وجه الرئيس القادم للولايات المتحدة.. فالبرنامج النووى الإيرانى يهدد فى المقام الأول أمن إسرائيل الذى تعهد أوباما بالدفاع عنه كأمن الولايات المتحدة.. وهذه عقيدة كل رؤساء أمريكا.. هذا إذا افترضنا نجاح اتفاق الإطار وتجاهلنا تصريحات مرشد الثورة الإيرانية خامنئى التى أشار فيها إلى أن اتفاق الإطار لا يضمن التوصل لاتفاق نهائي، وأنه أي- خامنئى- لم يحدد موقفه حتى الآن وأنه ليس مع أو ضد هذا الاتفاق.
أما الرسالة التى تضمنتها عاصفة أوباما فقد جاءت فى حوار أجراه معه الصحفى الكبير توماس فريدمان.. قال أوباما إن أكبر خطر يهدد دول الخليج ليس التعرض لهجوم من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم، وعلى حد تعبير أوباما هو سخط الشباب الغاضب العاطل، والإحساس بعدم وجود مخرج سياسى لمظالمهم.
ولا أدرى عن أى شباب يتحدث أوباما عن المخربين الذين يحملون لقب ناشط سياسى وهو اللقب الذى صدرته لنا واشنطن بعد عمليات غسيل مخ تجرى فى واشنطن وعواصم أخري.. أم أنه يتحدث عن الشباب الذين تدربوا فى جورجيا وأوكرانيا على الثورات وإسقاط الأنظمة التى لا ترضى عنها واشنطن.
الآن وصلت الرسالة وعلى دول الخليج أن تتعامل معها بكل حرص.. لأنها رسالة تكشف عن الوجه الحقيقى والقبيح للإدارة الأمريكية.