عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هيبة رئيس الوزراء

كنت أول من حذر من ضياع هيبة منصب رئيس الوزراء على أيدى الدكتور عصام شرف، وكان ذلك منذ شهرين أو أكثر، وقلت إن نقطة ضعف الرجل تكمن فى سيطرة السكرتارية الخاصة على شئون المجلس وإن دارتهم للأمور بشكل كامل، وحدث ما توقعت.. فقد شهد حرم مكتب رئيس الوزراء أغرب واقعة فى تاريخ المجلس، حيث وصلت الأمور إلى الضرب بالأيدى والصفع على الوجه، وكان ذلك منذ أيام عندما استباح موظفو المكتب حرمة المكان واعتدى أحدهم على زميلته بصفعة كانت كفيلة بإشعال الشرر فى المكان.

 

لقد قضيت 16 عاماً فى مجلس الوزراء، وعاصرت عدة حكومات ورأيت كيف تكون هيبة المكان الذى يدير شئون الدولة، كانت هناك قدسية شديدة وهيبة تفرض على الجميع احترام المنصب والشخص والمكان، وزادت هذه الهيبة فى عهد الدكتور كمال الجنزورى الذى كان يحظى باحترام وهيبة لم تفارقه حتى بعد خروجه من المنصب.

وحتى أيام الدكتور عاطف صدقى، رحمه الله، لم تصل الأمور إلى هذا الحد.. صحيح أن سكرتاريته الخاصة كانت تتحكم فى بعض الأمور داخل المجلس، إلا أن هذا التدخل لم يمس هيبة رئيس الوزراء أو هيبة المكان الذى يدير مصر، فقد كان الدكتور صدقى يتمتع بحضور وهيبة رغم بساطته، أما اليوم فقد وصلت الأوضاع إلى فوضى غير مسبوقة فى حضرة الدكتور عصام شرف، ومن غير المقبول أن تكون الثورة هى السبب، لأن الثورة قامت لوقف الفوضى والفساد والإهمال وليس العكس.

إن واقعة الصفع بالقلم على مرأى ومسمع من جميع العاملين فى مكتب رئيس الوزراء وكبار المسئولين فى الأمانة العامة إن دلت على شىء فإنما تدل على عدم وجود كبير فى المكان.

لقد أدهشتنى الطريقة التى تعامل بها رئيس الوزراء مع الموقف، فقد التزم الرجل الصمت وكأن ما حدث لا يعنيه.. فعلى الرغم من تناول الصحف والفضائيات لتفاصيل الواقعة المخزية، إلا أن الرجل لم يحرك ساكناً، وكأن الواقعة حدثت فى مجلس وزراء موزمبيق.

وعلى حد علمى فقد أصدرت سكرتيرة رئيس الوزراء وهى واحدة من أعضاء السكرتارية الثلاثة الذين يديرون المجلس تعليماته بعدم المساس بالطرف الأول الذى وجه الصفعة، وفى المقابل تدخلت أطراف من داخل المجلس لأخذ حق السيدة التى تلقت الصفعة بتحرير محضر فى مكتب النائب العام، أما رئيس الوزراء فهو غير موجود.

وقد شجعت هذه الواقعة السفير محمد حجازى الذى تسلم منصبه منذ شهر كمتحدث رسمى فى مكتب رئيس الوزراء على الانتقام من الدكتور شريف شوقى، القائم بأعمال المستشار الإعلامى، وإقصائه من موقعه، لا لشىء إلا لضمان أن يكون الأوحد فى المكان، وعلى الرغم من أن السفير حجازى مازال حديث عهد بالمنصب، والدكتور شريف شوقى يمارس عمله بكفاءة منذ أكثر من 7 سنوات، إلا أن الفوضى فى مكتب رئيس الوزراء دفعت حجازى إلى الإقدام على فعلته تلك.. ولولا وقفة محررى شئون مجلس الوزراء وتهديدهم بمقاطعة أخبار المجلس لنفذ حجازى مخططه فى غيبة رئيس الوزراء.

يا سيادة رئيس الوزراء: كيف تستقيم الأمور فى الحكومة وأنت لا تستطيع السيطرة على مجموعة من الموظفين فى مكتبك؟ وكيف تدير شئون دولة تمر بمرحلة حرجة وأنت غير قادر على إدارة شئون مكتبك؟ وكيف تفرض هيبة الحكومة والسلطة على الشعب، وهيبتك مفقدوة بين موظفى مكتبك الذين لا يتعدون أصابع اليدين؟