رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الملك إلي الرئيس: عذراً.. «أوباما»

قبل 48 ساعة من انطلاق «عاصفة الحزم».. تساءلت عن السيناريو الذي رسمه البيت الأبيض لليمن، وطرحت ثلاثة أسئلة علي النحو التالي: هل المطلوب أن تظل البلاد غارقة في الفوضي؟ أم أن المطلوب خلق قناعة لدي اليمنيين بأن التقسيم هو الحل؟ أم أن هناك رغبة من الأمريكان في أن تظل اليمن ورقة تلاعب بها المحورين السُني والشيعي؟ وأجبت وقتها في نفس المقال أن السيناريوهات الثلاثة مطروحة، وأن لكل سيناريو مرحلة وتوقيت.
والشيء المؤكد أن هذه التساؤلات وإجابتها كانت حاضرة عند الملك «سلمان» ورجاله.. وأتصور أن الرجل ذهب لأبعد من هذا.. فما حدث من الأمريكان في الكويت وسوريا لم يكن عنه ببعيد.

ففي سوريا لعب الأمريكان علي كل الأحبال ورقصوا علي جماجم الموتي، وخدعوا الأطراف السُنية عندما أعلنوا تسليح المعارضة السورية وأخبروا الملك السابق بالقرار وعندما قطع اجازته من المغرب وعاد إلي الرياض واكتشف أن ما قاله الأمريكان مجرد سراب وتضييع للوقت.
وفي الكويت التقي صدام حسين بالسفيرة الأمريكية في العراق وأخبرها برغبته في غزو الكويت.. فلم تبد السفيرة أي اعتراض وهو ما يعني موافقة ضمنية وبعد الغزو قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً وعربياً لتحرير الكويت وانطلقت وقتها عاصفة الصحراء بفاتورة فادحة!
ولم ينس الملك «سلمان» ما فعله الأمريكان في الشرق الأوسط بدءاً من نظرية الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد.. مروراً بسقوط الأنظمة من 2011.. وصولاً إلي سقوط الدول.. سوريا واليمن وليبيا.
والأهم أن الملك «سلمان» وضع أمامه الاتصالات الأمريكية مع «الحوثيين» بعد أن تركوهم يعيثون في الأرض فساداً ما يقرب من 6 أشهر.. وهي الاتصالات التي اعترف بها جون كيري المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، حيث أشار إلي حاجة واشنطن للتنسيق المعلوماتي مع «الحوثيين» باعتبارهم قوة مهمة علي الأرض خاصة بعد أن أجبروا الرئيس الشرعي علي مغادرة صنعاء.
الغريب ان الصحف الأمريكية نفسها ساهمت في كشف هذه الاتصالات وبررتها صحيفة «وول ستريت جورنال» بضرورة استخدام «الحوثيين» لضرب «القاعدة» في اليمن.
وهو نفس ما أكده معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني عندما أشار إلي أن «الحوثيين» هم ذراع أمريكا في اليمن لمواجهة «القاعدة» دون الالتفات لتعاظم قوتهم وتهديدهم للحكومة الشرعية.
وضع الملك «سلمان» كل ما سبق في الاعتبار وأسس لواقع جديد.. كانت رسالة الرياض لواشنطن واضحة ونقلها الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد.. الرسالة كانت من جملة واحدة.. سنقوم بعملية عسكرية في اليمن بمشاركة 10 دول.. ولم تكن المفاجأة في قوة الرسالة ولكن الأخطر كان توقيتها، حيث أبلغت الرياض واشنطن بالعملية في نفس يوم الضرب، وهو ما أكده الجنرال لويد أوستين قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي حيث قال أمام مجلس الشيوخ.. السعوديون لم يبلغوني بالعملية العسكرية إلا في نفس اليوم الذي بدأت فيه وقبل وقت قصير من التنفيذ.
انتهي كلام «أوستين».. وهذا يعني أن المملكة في عهدها الجديد لا تنتظر دعماً من الولايات المتحدة.. والأهم انها لا تنتظر موافقتها علي الحرب دفاعاً عن حدودها. كانت الرسالة واضحة من العاهل السعودي إلي الرئيس الأمريكي: «عذراً (أوباما) لم نعد في حاجة إليك».