رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مليونية الصخب والضجيج

لم تكن مليونية الجمعة قبل الماضية مجرد مليونية عادية.. ولكنها كانت مليونية مثيرة للجدل ليس لكونها الأولى بعد الثورة، ولكن لأسباب كثيرة ومتعددة.. فحديث المليونية مازال يدوى سواء فى الداخل أو الخارج.. ومازال الصخب والضجيج الذى بدأ مع نهاية ساعات يوم الجمعة يتزايد ويبدو انه لن يهدأ إلا بعد حين.

 

وفى تقديرى أن هناك أسباباً عديدة كانت وراء هذا الصخب أولها توقيت تنظيمها.. فقد جاءت المليونية فى نهاية الأسبوع الذى شهد موقعة العباسية.. تلك الموقعة التى أساءت الى الثورة وحاولت النيل من هيبة المجلس العسكرى بهدف دفع البلاد الى الفوضى.. ومن فضل الله على الشعب والثورة أن فشل هذا المخطط وانكشفت عورة من خططوا لهذا السيناريو ودبروا له بليل.. وجاءت مليونية الإرادة الشعبية لتؤكد رفض الشعب لتلك المخططات والسيناريوهات المشبوهة.

أما السبب الثانى فهو استئثار بضعة مئات بالثورة وتشكيلهم ما يشبه بجمهورية مستقلة فى ميدان التحرير، وتصوروا ـ خطأ ـ أن اعتصامهم فى الميدان،وتنظيمهم مسيرة فى العباسية يعنى أن البلد أصبح بلا صاحب وأنهم سقط فى أيديهم.. ونسى هؤلاء أن مصر لا يمكن اختزالها بهذا الشكل،ومن هنا جاءت المليونية لتؤكد ان هناك قوى  حقيقية على الأرض، ولا يعنى تعفف هذه القوى وغيرها وعدم ظهور قياداتها فى وسائل الإعلام أثناء وبعد الثورة ـ لا يعنى هذا ـ ان البلد أصبح فوضى، ولا يمكن ان يكون ذلك مبرراً لبضع مئات أن يديروا البلد ويسيروا أموره.

أما السبب الثالث لهذا الصخب المدوى فهو أن المليونية أثبتت ان للثورة حراساً يسهرون على حمايتهما ولا يقبلون القفز على ما أقره الشعب فى استفتاء تاريخى.. فقد جاءت هذه المليونية فى وقت ارتفعت فيه أصوات تحمل شعارات براقة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب.. وأول هذه الشعارات ما أطلقوا عليه «الدستور أولاً» وهو الشعار الذى كان يهدف الى الانقلاب على ما أقره الشعب الذى اختار الانتخابات أولاً.. وجاءت هذه المليونية لتؤكد على اختيار الشعب، ووضعت نقطة نظام لكل من يحاول أن يعبث بهذا الاختيار.

أما الشعار الثانى فهو المبادئ فوق الدستورية، ولا أدرى من صاحب هذا المصطلح المريب؟ وما هو المقصود به؟ فإذا كان الشعب قد اختار خارطة الطريق وحدد الأهداف والمعالم فى الاستفتاء الذى جاءت نتيجة كاسحة فمن يملك أن يغير فى هذه الأهداف أو تلك الخطوات وهل تعنى المبادئ فوق الدستورية فرض الوصاية على الدستور الجديد وإرهاب اللجنة التى ستتولى إعداده، وإذا كان الأمر كذلك فمن هو صاحب هذه الوصاية؟ ومن يملك الحق فى وضع مبادئ حاكمة للدستور لم يستفت عليها الشعب؟ لقد

جاءت المليونية الأخيرة لتوقف هذا العبث، وتضع نهاية لهذه المصطلحات المريبة التى كانت تمهد الطريق لفرض الوصاية على الشعب.

لقد أثارت هذه المليونية ردود أفعال واسعة سواء فى الداخل أو الخارج.. ولنبدأ بالخارج الذى تناول الحدث بصورة على الأقل بعيدة عن الحياد.. فقد وصفت وسائل الإعلام الأجنبية المليونية بأنها استعراض قوى من جانب التيار الإسلامى.. حدث هذا في الوقت الذى ساندت فيه هذه الصحف والفضائيات موقعة العباسية، ورصدت الأمر على أن مصر فى ميدان العباسية وليس بضع مئات.

ولم تطلق هذه الصحف والفضائيات أى وصف سلبى على من خططوا لها خاصة أنهم كانوا قلة وفروا أمام وقفة أبناء البلد فى العباسية.

وكشفت هذه المليونية الإعلام الغربى الذى يكيل بمكيالين.. فقد هللت للقلة التى كانت تعتصم فى ميدان التحرير على مدار أكثر من شهر، وانتفضت لتنتقد استعراض القوى عندما اعتصم تيار آخر فى الميدان لمدة يوم واحد!!

الغريب أن السيد أوباما رئيس أكبر دولة فى العالم انتفض ليدافع عن اعتصام القلة القليلة فى ميدان التحرير وإعلان ثلاثة أو أربعة منهم الإضراب عن الطعام من اجل احراج المجلس العسكرى، ولم ينطق بكلمة واحدة عندما انتفض مئات الآلاف يقولون نعم للمجلس العسكرى ونعم للاستقرار، ولا للقفز على الاستفتاء..

والأغرب أن أوباما الذى تحدث عن وائل غنيم وقال انه يتمنى ان يراه رئيساً لمصر، لم يخرج علينا بتصريح يذكر فيه اسم أى شاب من التيار الذى نظم لهذه المليونية، أو من التيارات الأخرى.. وللعلم هناك من بين هذه التيارات آلاف من الشباب النابغ كانوا فى مقدمة الصفوف فى جمعة الغضب، وحموا الثورة بدءاً من موقعة الجمل وحتى جمعة النصر.. ولكنها النوايا التى تبطن الشر لمصر ولن يفلحوا إذن أبداً!.