رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

متي يرحل عصام شرف؟

لم أتوقع ردود أفعال المقال السابق »سقوط عصام شرف«، خاصة تلك الاتصالات التي تلقيتها في أعقاب حلقة الاربعاء الماضي من برنامج »مانشيت« الذي يقدمه الاعلامي اللامع جابر الأرموطي، والذي تناول فيه المقال ضمن سلسلة مقالات كانت تنتقد رئيس الوزراء.

تباينت ردود الافعال ما بين مؤيد ومعارض وتطوع البعض في تعليقاتهم علي المقال في البوابة الاليكترونية للوفد للدفاع عن الدكتور شرف بروايات وهمية وحكايات بعيدة كل البعد عن الحقيقة.. حتي ان رئيس الوزراء ضاق ذرعاً وتصور انه فوق النقد ومنزه عن المساءلة.

في البداية أود أن أؤكد احترامي وتقديري لشخص الدكتور عصام شرف الذي لم أتشرف بلقائه من قبل.. فلقد عاصرت رؤساء وزراء كثيرين علي مدار 16 عاماً كمحرر لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. اقتربت خلالها من رؤساء وزراء ووزراء كبار لم يكن من بينهم بالطبع لا عصام شرف ولا أحمد نظيف.. لان الاول كان وزيراً للنقل، والثاني للاتصالات وبالتالي لكن وجودهما في الحكومة أو خروجها لا يشغل بال أحد سواء داخل مجلس الوزراء أو خارجه.

ومع احترامي وتقديري للدكتور شرف فان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. واذا كنت قد وجهت انتقادات لاذعة لسياساته فان هذا لا يمثل أي مساس بشخصه.. وعليه أن يتحمل النقد لان تنصيبه من ميدان التحرير لا يعني انه فوق المساءلة، وليس معني حمله علي الاعناق في الميدان انه محصن.. وعليه أن يعلم أن الذين حملوه علي الاعناق هم جزء من الثورة.. وليسوا الكل ـ وأن الكثيرين ـ وأنا منهم ـ كنا في ميدان التحرير ولكن كان لنا رأي آخر في قدرات وامكانات الرجل.

كنت أتمني أن يرد الدكتور شرف ويشرح لنا انجازاته التي لا نعرفها.. كنت أتمني أن يوضح لنا الاسباب التي دفعته لالتقاط صورة له ولاحفاده وهم يتناولون وجبة فول وطعمية في محل شهير بالمهندسين، واصداره أوامر للمسئولين عن الاعلام في مجلس الوزراء بتوزيع الصورة علي الصحف.

كنت أتمني أن يشرح لنا الدكتور شرف الاسباب التي دفعته للمتاجرة بموقف شهامة عندما نزل من سيارته لانقاذ مصاب، وقيام الاعلام المرافق له بالتقاط صوره وتوزيعها علي

الصحف مع توصية بالنشر في مكان بارز.

ان الدكتور شرف لا يصلح لتولي هذا الموقع الحساس وعليه أن يرحل اليوم قبل الغد.. وما يفعله الرجل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك انه يفتقد الخبرة والحنكة اللازمتين لادارة شئون الدولة. والدليل علي ذلك تلك السفريات المكوكية التي قام بها الي عدد كبير من دول العالم في فترة وجيزة.. ولا أدري كيف يترك البلاد وهي تعاني من انفلات أمني وغياب كامل لدور الدولة ويمارس هوايته في السفر من ايطاليا وفرنسا الي السعودية والكويت ثم أثيوبيا وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول.. علماً بأن معظم تلك السفريات يمكن أن يقوم بها مساعد وزير الخارجية وليس الوزير نفسه!!.

علي الدكتور شرف أن يرحل لانه يفتقد الحنكة السياسية المؤهلة للمنصب.. فعندما يدلي الرجل بتصريحات في جنوب أفريقيا يعلن فيها انه مع تأجيل الانتخابات.. فانه بهذا يحدث بلبلة كبري في البلاد.. لان الرأي الذي أعلنه يمثل إحراجاً للمجلس العسكري الذي يؤكد ضرورة اجراء الانتخابات في سبتمبر للإسراع في تحقيق الاستقرار.. كما ان هذا الرأي أو التصريح يخالف رأي 78٪ من المصريين الذين صوتوا بنعم علي التعديلات الدستورية، والذين يتطلعون الي الاستقرار في أسرع وقت.

كان الافضل أن يحتفظ الدكتور شرف برأيه لنفسه.. ويمكن له أن يقول هذا الرأي بكل حرية عندما يترك منصبه ويصبح مواطناً بلا سلطات وهو اليوم الذي ننتظره وعسي أن يكون قريباً.