رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المشير.. والثورة.. وهيبة الدولة

قضيت 16 عاما محررا لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. عاصرت فيها حكومات الدكتور كمال الجنزوري، والدكتور عاطف عبيد، والدكتور أحمد نظيف، واقتربت خلالها من أحداث كثيرة ومواقف عديدة بعضها ظهر إلي العلن والآخر مازال في طي الكتمان.. وأشهد أن هناك وزراء كانوا مثالاً للشرف والنزاهة والوطنية في مقدمتهم المشير حسين طنطاوي  الذي خاض معارك كثيرة في اجتماعات مجلس الوزراء كان أشهرها معارك ضد محاولات البعض وفي مقدمتهم الدكتور نظيف لفتح سيناء أمام المستثمرين الأجانب وتصدي المشير بكل حسم لهذا المخطط لأنه يعرف أن هذه الرؤية الخبيثة تفتح الباب أمام الاسرائيليين للتسلل الي سيناء تلك البقعة الغالية علي كل مصري.. وتصدي المشير لمحاولات نظيف ووزراء البيزنس من شلة جمال مبارك الذين كانوا يقسمون أراضي مصر من شرقها الي غربها وأنقذ ما يمكن انقاذه قبل الثورة ويواصل  دوره الوطني بعد الثورة.. وعندما نزلت دبابات الجيش الي ميدان التحرير في منتصف ليلة جمعة الغضب  فوجئنا برجال القوات المسلحة يلقون علينا بالوجبات من فوق الدبابات بعد يوم جهاد طويل علي أرض الميدان، وكانت هذه اللفتة اشارة من المجلس العسكري الي المتظاهرين بأن الجيش والشعب إيد واحدة.. في هذه اللحظات وجدتني أهتف للمشير وأنا علي أرض الميدان.

وعندما ظهر المشير  للمرة الأولي في مناسبة عامة منذ أيام وألقي كلمة في الاحتفال بتخريج دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة شعرت أن هيبة الدولة قد عادت.. عادت بالظهور القوي للمشير الذي يمثل رأس السلطة في البلاد، وبقيادات الجيش والشرطة الجالسين في الحفل والذي يمثل ظهورهم رسالة ببدء العودة.. وأعجبني حديث المشير الذي يحمل في طياته الأمل عندما قال إن مصر ستعبر المحنة وسنتذكر معاً تلك الأيام في القريب العاجل.

وبقدر التفاؤل الذي شعرت به بعد كلمة المشير بقدر المخاوف التي انتابتني من القرارات المتوالية بالإفراج عن رموز النظام

البائد زكريا عزمي وفتحي سرور والبقية تأتي.

سيادة المشير: انتابتني مخاوف كثيرة كادت تبدد تفاؤلي بعد خروج رموز الفساد الذين عاثوا في الأرض فساداً.

سيادة المشير: أخشي أن تعود العجلة إلي الوراء.. أخشي علي الثورة.. أخشي أن تضيع الدماء الطاهرة التي سالت في ميدان التحرير وعلي أرض السويس الباسلة، وفي شوارع الاسكندرية الأبية.

سيادة المشير: أخشي من شبح النظام البائد.. وأخشي أن يأتي اليوم الذي يخرج فيه مبارك ونجلاه علاء وجمال علي غرار ما حدث لزكريا عزمي  وفتحي سرور.

سيادة المشير: هناك وزراء مازالوا فوق المساءلة رغم تورطهم الواضح في قضايا فساد موثقة بالمستندات ولا نعرف ما السبب في استثنائهم.

سيادة المشير: لا أخشي علي مصر من  الفتنة ولا من المخاطر الاقتصادية التي نتعرض اليها ولا من الانفلات الأمني.. ولكني أخشي علي الثورة من قلوب النظام البائد ومن مبارك ورجال ورموز حكمه.

لا يشك أحد في أن المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي هم الضمانة القوية لنجاح ثورة 25 يناير.. فقد كان قرارهم بعدم اطلاق النار علي المتظاهرين هو بداية نجاح الثورة.. ولكن قرارات الافراج الأخيرة تبعث في نفوسنا الخوف والقلق من المستقبل وتفتح الباب أمام مليونية جديدة في ميدان التحرير لإنقاذ الثورة وتبديد تلك المخاوف.