عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوطن.. والفتنة.. وأعداء الثورة

 

لست قلقاً علي مصر.. ولست خائفاً علي مصير بلادي.. أختلف مع الكثيرين الذين أفزعتهم أحداث الفتنة الطائفة الأخيرة في امبابة.. ولا أذهب مع الآخرين الي حيث ذهبوا من أن الثورة في خطر.. وأن الوطن في محنة..

إن الأحداث التي شهدتها مصر منذ نجاح الثورة وحتي الآن هي أحداث طبيعية ومتوقعة.. فمحاولات ترويع الآمنين وإحداث فوضي في البلاد، وموقعة الجلابية، والمؤامرات التي يتم تدبيرها بليل من أجل الوقيعة بين الجيش والشعب.. ومحاولات اثارة الفتنة الطائفية بين الحين والآخر كلها وقائع تأتي في اطار الثورة المضادة من ناحية، والجهل والتعصب الأعمي الذي يحكم العلاقة بين المسلمين والأقباط من ناحية أخري.

وإذا قارنا بين ما يحدث في بلادنا في أعقاب الثورة وبين ما حدث في بلاد كثيرة في أعقاب الثورات التي قامت فيها نجد أن وطننا تحرسه عناية الله وحده وجهود المخلصين من أبنائه.. فالأحداث الدموية التي أعقبت الثورة الفرنسية دفعت الشعب الفرنسي إلي السخط علي الثورة وعلي من قاموا بها، والتضحيات الكبيرة التي أعقبت الثورة الروسية دفعت الشعب الروسي الي الندم.. ولم تنجح الثورة الفرنسية إلا بعد سنوات من الانتصار علي الثورة المضادة، وكانت سنوات عجافاً خاصة الشهور الأولي منها.

أما نحن في مصر فقد كانت ثورتنا بيضاء ولا يمثل عدد الشهداء الذين تعدوا الـ 500 شهيد أي نسبة بالمقارنة بالآلاف الذين سقطوا في الثورات العالمية الكبري.. ولا يمكن أن نقارن حجم الخسائر الاقتصادية في بلادنا بالانهيارات التي حدثت في أعقاب الثورات الأخري.

وأعتقد أننا في أمس الحاجة إلي الوحدة والتماسك خلال الأيام القادمة لمواجهة فلول الوطني والقضاء علي الثورة المضادة سواء من الداخل أو الخارج..  نحتاج إلي الإطاحة بالبؤرة الفاسدة للحزب الوطني الممثلة في المجالس المحلية،  ونحتاج الي تضافر الجهود من أجل الإطاحة بفلول الوطني في الجامعات ولابد أن تنتهي مهزلة إعلام القاهرة فوراً وتطهير الكلية من عميدها الحالي.

والتحدي الأكبر هو مواجهة المتعصبين

من المسلمين والأقباط الذين أثاروا الفتنة في صول وامبابة وغيرهما.. خاصة إذا علمنا أن الطرفين كانا ضد الثورة ومواقفهما واضحة وموثوقة في هذا الشأن. فالمتعصبون الأقباط أيدوا مبارك ورفضوا الثورة، والمتعصبون المسلمون قالوا إن الثورة هي خروج علي الحاكم وهو أمر غير جائز شرعاً.. هذا هو موقفهم المخزي أيام الثورة.. وأري أن ما يحدث هو امتداد لهذا الموقف ورغبة في اثارة الفوضي داخل البلاد.. واختزل الطرفان الوطن في ـ كاميليا وعبير ـ ونظم الطرفان مظاهرات أمام التليفزيون والكاتدرائية.. وكأننا كنا نقوم بالثورة من أجل كاميليا التي لم يجرؤ شخص علي الحديث عنها في ظل النظام البائد.

إن التعصب الأعمي الذي تمكن من بعض الأقباط والمسلمين والذي وجد البيئة الخصبة في ظل النظام البائد لابد أن نواجهه بكل حسم، وعلينا أن نواجه أعداء الثورة وفلول الوطني بكل قوة مهما كان الثمن.

وتبقي كلمة.. إلي السادة أعضاء المجلس العسكري: نشد علي أيديكم.. ونسأل الله أن يحميكم نقدر لكم الحكمة في التعامل مع الأحداث.. ونثق في قدرتكم علي العبور بالبلاد إلي بر الأمان.. سيروا علي بركة الله.. واجهوا أعداء الوطن المتربصين بنا.. الداعين إلي الفتنة والمحرضين علي الفوضي.. خذوهم بقوة ولا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة..

بورك في الثورة.. وحمي الله الثوار