رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البدوي.. واتفاقية المياه.. والدبلوماسية الشعبية

 

بعد أيام من فوزه برئاسة الوفد قال لي الدكتور السيد البدوي إنه ينوي القيام بزيارة عاجلة إلي دول حوض النيل للمساهمة في حل أزمة المياه التي باتت تهدد مصر.. وقال رئيس الوفد إنه سيسعي للاستفادة من علاقات النائب الوفدي مصطفي الجندي مساعد رئيس الحزب في التوصل إلي صيغة تفاهم مع دول الجنوب.. هذه كانت أولويات الدكتور السيد البدوي في بداية توليه المسئولية أوائل يونيو الماضي في انتخابات نزيهة تحدثت عنها مصر.

ولم يتمكن رئيس الوفد من إنجاز مهمته طوال الشهور الماضية لأسباب قد تتعلق بترتيب الزيارة في ظل النظام البائد، وعندما قامت الثورة وتفاقمت الأزمة تجددت الفكرة.. وتشكل الوفد الشعبي وبدأت مهمة الإنقاذ.. إنقاذ ما أفسده النظام البائد.

إنقاذ مصر من العطش وإعادتها إلي أحضان القارة السمراء.

ذهب الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد والنائب مصطفي الجندي مساعد رئيس الحزب وكوكبة من رجال مصر إلي دول حوض النيل لوقف توقيع اتفاقية »عنتيبي« التي تهدد حصة مصر من مياه النيل.. وكانت أهم محطات الزيارة في أثيوبيا أوائل الأسبوع الحالي.. تلك المحطة التي شهدت نجاحاً كبيراً للدبلوماسية الشعبية بإعلان الرئيس الأثيوبي تأجيل التصديق علي الاتفاقية احتراما لشهداء الثورة.. لقد نجحت الدبلوماسية الشعبية في تحقيق ما فشلت فيه الحكومات المتعاقبة.. وتمكن الدكتور السيد البدوي ورفاقه أعضاء الوفد من توصيل صوت مصر إلي الحكومة الأثيوبية.

وفي اعتقادي أن أهم نتيجة تم التوصل إليها خلال الزيارة هي تشكيل لجنة من الخبراء الأثيوبيين والمصريين والسودانيين والأجانب لبحث سد الألفية وتعديل المشروع في حالة وقوع ضرر علي مصر.

لقد نجحت دبلوماسية البدوي ورفاقه في تحقيق انتصار كبير للسياسة الخارجية المصرية.. انتصار جاء بعد أيام قليلة من إعلان التوصل للاتفاق بين فتح

وحماس تحت رعاية مصرية..

وهكذا بدأت مصر تستعيد ريادتها السياسية في المنطقة بعد غياب دام سنوات طويلة.

لقد أفزعني ما قرأته من تصريحات للرئيس الأثيوبي زيناوي من أن الرئيس المخلوع حسني مبارك تعامل مع الأزمة مع دول الحوض من منظور أمني.. وعلي نفس السياق كشفت تصريحات قادة حماس عن فشل مبارك وعمر سليمان في التعامل مع الملف الفلسطيني وكشفوا عن حقائق مذهلة كانت غائبة عن الرأي العام.

وأسعدني ما تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية منذ أيام حول قيام مصر برسم عهد جديد لسياستها الخارجية لاستعادة تأثيرها في المنطقة.. وتصدرت مصر المشهد السياسي في النيويورك تايمز والأسيوشيتد برس ورويترز وغيرها من وسائل الإعلام ورصدت التقارير الإخبارية نجاح الدبلوماسية الشعبية المصرية في التوصل لاتفاق مرضٍ حول الأزمة مع دول حوض النيل.

وقالت التقارير إن الفترة القصيرة التي أعقبت سقوط مبارك شهدت تغييراً كبيراً في السياسة الخارجية، وأعادت رسم الخريطة الدبلوماسية في المنطقة.

هذه هي مصر.. مصر القوية الأبية التي اختزلوها في رئيس ديكتاتور وعصابة فاسدة وأسرة طامحة.. هذه هي مصر بعد أن غاب عنها مبارك ورجاله.. مصر التي استردت حريتها وانطلقت لتتنفس عبير الحرية.