رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لا تلطموا الخدود.. ولا تشقوا الجيوب.. ولا تفرضوا الوصاية!

 

عندما سقط النظام سقطت معه الوصاية علي الشعب المصري، وفي أول اختبار حقيقي أثبت المصريون أنهم أذكي شعوب العالم، وأسقطوا النظريات الكاذبة التي روج لها الرئيس المخلوع وعصابته من أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية، وأنه - أي الشعب - لم يبلغ بعد سن الرشد.. خرج الشعب في مظهر حضاري أبهر العالم، ووقف في طوابير امتدت كيلو مترات ليقول كلمته في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية.

ولم تمر ساعات علي إعلان النتيجة حتي فوجئنا بمن يلطمون الخدود ويشقون الجيوب علي تصويت أكثر من 77٪ من المصريين بنعم.. أقام هؤلاء الدنيا بالصراخ والعويل والصوت العالي مستنكرين التصويت »بنعم« بدلاً من »لا«، وأطلق بعض هؤلاء رسائل S.M.S كلها تحمل نكات سخرية من الفوز المحتمل للتيار الإسلامي الذي قاد التصويت بنعم، ورسائل أخري تروع المصريين من صورة قبيحة لما ستكون عليه مصر في حالة فوز هذا التيار.

وتوالت أيام ما بعد الاستفتاء وفوجئنا بحملة غريبة في الصحف والفضائيات.. البعض يهاجم تعليق اللافتات وتوزيع الإعلانات أمام اللجان لحث المواطنين علي التصويت بنعم.. والبعض الآخر »يولول« علي نتيجة التصويت »وكأنه وصي علي البلد ومتحدث باسمه«.

استخدم هؤلاء سياسة الصوت العالي لطمس الحقيقة.. هاجموا الإخوان بضراوة لانهم قاموا بتعليق لافتات وتوزيع إعلانات تدعو المواطنين للتصويت بنعم وتجاهلوا الصفحات الإعلانية المدفوعة التي تم نشرها في الصحف والتي رفعت وروجت للتصويت بلا.. لطموا الخدود علي إعلانات لا تتعدي في الحجم كف اليد وتجاهلوا الصفحات التي يزيد ثمن الواحدة منها علي 100 ألف جنيه، شقوا الجيوب علي الحديث عن التصويت بنعم علي منابر المساجد، وتناسوا دعوات عدد كبير من الإعلاميين في الفضائيات للدفع في اتجاه لا.

ولم يتوقف أصحاب الصوت العالي عند هذا الحد.. بل واصلوا لطم الخدود علي نتيجة الاستفتاء رغم أنها تعدت 77٪، وكان في مقدمة هؤلاء مجموعة من الشباب نصبوا أنفسهم أوصياء علي الثورة، وحملوا ألقابا ما أنزل الله بها من سلطان.. وأطلقوا تصريحات غريبة سواء أثناء لقائهم بالمجلس العسكري أو أخري نشرتها بعض الصحف كان ملخصها أنهم أي - هؤلاء الشباب - يعربون عن مخاوفهم من اختطاف الثورة من قبل التيار الإسلامي. بداية لا أدري من الذي فوض هؤلاء الشباب في الحديث باسم الثورة، وطالما يتحدثون عن الاختطاف فمن المفترض أنهم ملاك فمن الذي منحهم صك الملكية حتي يتحدثوا بهذه الطريقة.

إن الثورة لم تكن ملكا لحزب ولا جماعة ولا فئة ولكنها كانت - وستظل - ملكا لنا جميعا نحن المصريين، ولا ينبغي أن يكون رفض حزب كبير مثل الوفد أو جماعة كبيرة مثل الإخوان »الطنطنة« بالثورة مبرراً للآخرين بتنصيب أنفسهم أوصياء عليها. لقد »شارك« حزب الوفد منذ اللحظة الأولي وكان أول حزب يعلن مشاركته عقب اجتماع الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب مع الشباب في 23 يناير، وكانت أعلام الوفد الوحيدة التي ارتفعت فوق سماء التحرير

في 25 يناير بجانب علم مصر، وكان رئيس الوفد أول من أعلن سقوط شرعية النظام، وكانت صحيفة الوفد أول من هاجم النظام بعنف أيام الثورة وضربت في الرئيس المخلوع وعصابته، وقدم الوفد شهداء ومصابين في القاهرة والمحافظات، ورغم ذلك رفض رئيس الوفد المتاجرة بالثورة وقال لا نريد ان نسرقها لأنها ملك المصريين جميعا، ورفض ظهور أي شاب وفدي في وسائل الإعلام ولا حتي في صحيفة الوفد طوال أيام الثورة، وعندما اضطرتنا بعض السهام الطائشة من بعض النكرات في صحيفة »المصري اليوم« المشبوهة والتي حاولت التقليل من مشاركة الحزب في الثورة أصدرنا ملحقا في العدد الماضي رصدنا فيه بعض - وليس كل - ما سجلناه - عن مواقف شباب الوفد المشرفة في الثورة، وكان ذلك رداً بسيطاً حتي تخرس الألسنة.

وكذلك فعل شباب الإخوان.. فرغم وجودهم في قلب الثورة منذ اليوم الأول، ورغم حمايتهم لميدان التحرير في موقعة الجمل وما بعدها، ورغم حشدهم للثورة في المحافظات.. إلا أنهم كما قال المهندس خيرت الشاطر رفضوا الظهور في أي قناة فضائية أو وسيلة إعلامية للحديث عن دورهم في الثورة. وليس هذا فحسب.. بل إنني عايشت زملاء أفاضل في الحزب الناصري كانوا مقيمين إقامة أسرية كاملة في ميدان التحرير ورغم ذلك لم ينطقوا بكلمة واحدة عن مشاركتهم ودورهم في الثورة.

ليس معني انكار هؤلاء لذواتهم أن يخرج الآخرون ليتحدثوا باسم الثورة وينصبوا أنفسهم أوصياء عليها ويلطموا الخدود خوفا علي سرقتها. وهل عندما يتفق 77٪ من المصريين علي نعم يكون ذلك سرقة للثورة.. ولا أدري من يسرق من؟ المصريون الذين خرجوا في الثورة هم الذين خرجوا في الاستفتاء.. وهم في النهاية أصحاب الثورة والبلد وقال 77٪ منهم نعم.. فعلي الآخرين أن يتوقفوا عن لطم الخدود وشق الجيوب لان ما حدث يجسد الديمقراطية التي تعلمناها، وما يطلبونه هو ديمقراطية تفصيل كانت تصلح في زمن وليّ وانقضي.