رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بلادي يا بلادي .. أنا باحبك يا بلادي

 

لم يفارقني الأمل لحظة واحدة رغم المخاوف والمخاطر.. وكنت أقول لكل من حولي إن الشعب العظيم الذي خرج في 25 يناير قادر علي حماية الثورة.. كنت أقول إن تضحياتنا في الثورة هي أقل التضحيات بالمقارنة بالثورات الأخري.. وكذلك أيضا كانت التداعيات.

وعندما سألني الكثيرون عن توقعاتي ليوم الاستفتاء فقلت لهم إنه سيكون امتدادا لأيام التحرير التاريخية وتجسيدا لروح الثورة العظيمة.. وقد حدث ما توقعت وتحول يوم 19 مارس الي ذكري جميلة وتاريخ جديد.

في بداية ذلك اليوم أجريت عدة اتصالات بمحافظات مختلفة حتي أطمئن علي الأوضاع أمام اللجان وكان أولها اتصالات بعائلتي في طنطا وبسيون وأسعدتني الأنباء التي سمعتها.. وانطلقت الي الجريدة في الدقي وبمجرد خروجي للإدلاء بصوتي رأيت المشهد الذي طالما حلمت به وتمنيت من الله أن يتحقق في بلدي.. شاهدت طوابير من النساء والرجال.. من الشباب و الشيوخ.. من المثقفين والعامة.. من الرؤساء والمرؤوسين.. الجميع يقف في طوابير للإدلاء بأصواتهم.

تذكرت أخي وصديقي الدكتور خالد شنيشن المدرس بهندسة طنطا عندما كان يحكي لي عن طوابير الانتخابات في الهند.. وهي الطوابير التي عايشها أثناء حصوله علي الدكتوراه هناك.. كان يقول لي إن الهنود يقفون في طوابير بالساعات من أجل الإدلاء بأصواتهم، وأن المواطن هناك يحجز دوره ثم يذهب ليقضي احتياجاته ويعود للطابور مرة أخري.. وكنا نتحسر علي بلدنا الذي سبق الهند وغيرها في الحضارة والتاريخ.. وها هو الحلم يتحقق بأسرع مما كنا نتخيل.. لم أصدق عيني عندما شاهدت طوابير إحدي مدارس الدقي وأسرعت مهرولا الي مدرسة أخري فوجدتها أكثر زحاما.. وعدت الي الصحيفة أنتظر نهاية اليوم فوجدت أن هذا هو حال المصريين جميعا.. طوابير أمام اللجان تنتظر دورها وآخرون ينتظرون نهاية اليوم حتي يلحقوا بهم.

وكانت فرحتي غامرة بوقوفي في طابور أمام مدرسة الأورمان بالدقي من السابعة مساء حتي العاشرة حتي أتمكن من الإدلاء بصوتي.. كان أول استفتاء حقيقي أشهده منذ ولادتي.. ولم أكن وحدي فقد رأيت سيدة تخطت الستين من عمرها وهي تقول إن هذه هي المرة الأولي في حياتها التي تدخل فيها لجنة انتخابات.. وشكل شباب مصر لجانا لحماية الاستفتاء.

لقد اختفت نسبة الخمس تسعات، ولم يكن أحد يعرف النتيجة مقدما فالصوت له قيمة.. وغاب الرئيس وعصابته.. واختفي الحزب الوطني والبلطجية.. ولم يظهر أي تأثير لسطوة المال.. ولم يكن هناك شرطة ولا عمدة ولا شيخ بلد.. واستأذن رئيس الوزراء وكبار المسئولين لاستثنائهم من الوقوف في الطابور.. الكل سواسية.. لا فرق بين غني وفقير.. ولا وزير ولا خفير.. الجميع مصريون متساوون في الحقوق والواجبات..

يقفون في طوابير دون مشاحنات أو مضايقات.. والكل ينشد بلادي يا بلادي.. أنا باحبك يا بلادي.

زاد يقيني بأنه لا خوف علي مصر.. فالملايين التي خرجت في 25 يناير لتسقط النظام.. هي نفسها التي خرجت في 19 مارس لنقف في طوابير وصلت في بعض المحافظات الي كيلو مترات من أجل أن تقول كلمتها.. وهي نفسها التي تحرس الثورة وتبني الوطن..ملايين تثور من أجل إسقاط النظام.. ثم تهدأ لتبني الأمجاد.

المصري اليوم

عاتبني الكثير من الزملاء في »المصري اليوم« في اتصالات هاتفية تلقيتها عقب مقال الاسبوع الماضي.. »المصري اليوم صحيفة مشبوهة تهدد وطنا جريحا«.. وقالوا لي إن في »المصري اليوم« صحفيين شرفاء غيرراضين علي لغة التعميم التي جاءت في المقال.. لهؤلاء أقول: نعم هناك زملاء أفاضل أعرفهم منذ أن شاركت في التجربة الأولي لتأسيس هذه الصحيفة مع الزميل مجدي مهنا.. وأنهم كانوا مثلي.. دخلوا الصحيفة في فترة ضبابية لم تكن الصورة فيها كاملة، ولم يجدوا بدا من الاستمرار بعد ذلك.

وأؤكد أيضا أنني لم أكتب عن هذه الصحيفة ردا علي من يكتبون بأمر سيدهم ويكتبون التقارير في زملائهم.. وموقفي من هذه الصحيفة معروف للجميع.. فقد كتبت عنها في فترة رئيس الوفد السابق الأستاذ محمود أباظة، وأكتب عنها اليوم في فترة الدكتور السيد البدوي.. وسأواصل الكتابة لأني كنت شاهدا علي وقائع وأحداث تتعلق بهذه الصحيفة.. وسأذهب معهم الي أبعد مدي.. فقد لجأوا الي القضاء وتقدموا ضدي ببلاغ نشروه في مكان بارز، ثم عادوا وتراجعوا من أنفسهم وسحبوا هذا البلاغ ولكن وجدت أنه من غير المقبول أن أكتب عن صحيفة ـ أي صحيفة ـ في هذه اللحظة التاريخية وانشغل عن عرس الديمقراطية الذي نعيشه اليوم.