رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الذين خانوا الثورة »1«

لم نكن نهتم بالطعنات الغادرة التي كانت تأتينا من أبواق السلطة ورجال إعلامها أثناء المعركة.. فأيام الثورة في ميدان التحرير لم تترك لنا فرصة لأن نضعف أمام الحرب الإعلامية التي شنها زملاء المهنة، وكنا نستقبل أكاذيبهم وشائعاتهم المضللة بالسخرية والضحك، فالعقلية التي كانت تحركهم واحدة.. واللغة التي تحدثوا بها كانت تذكرنا بالحكاوي التي سمعناها من إعلامنا المضلل في حرب 67، وكان عزاؤنا في الجزيرة والـBBC والصحف الحزبية المستقلة التي كانت ملهمة لنا في الثورة الطاهرة.

 

وكنا نتصور أن هؤلاء لديهم شيء من الخجل وأنهم سيسارعون بتقديم استقالاتهم ويتوارون من سوء ما فعلوه بالثورة والوطن.. ولكن الذي حدث شيء آخر.. فقد تبجحوا وبدلوا جلودهم بسرعة مذهلة وركبوا الموجة وكأن شيئاً لم يكن.

الأغرب من ذلك أنهم تمادوا في إثمهم وجعلوا من أنفسهم أوصياء علي الوطن.. ففي لقائهم الأخير مع الفريق أحمد شفيق لطموا الخدود وشقوا الجيوب وقالوا للرجل: إننا نخشي أن تقع البلاد في أيدي تيار سموه بالاسم، ووجهوا سهامهم الطائشة إلي فقهاء القانون أعضاء لجنة صياغة التعديلات الدستورية.. ووجدنا الإعلامية مني الشاذلي التي مسكت العصا من المنتصف في بداية الثورة تقول في برنامجها العاشرة مساء: إن ظهور الدكتور القرضاوي في ميدان التحرير يشبه عودة الخميني في إيران.

ولمني الشاذلي ولكل من سار علي نهجها في لقاء رئيس الوزراء أقول: لقد انتهي زمن الوصاية علي الوطن.. فالجميع أصبحوا أحراراً والأجدي بأبواق السلطة وكتبة النظام أن يرحلوا غير مأسوف عليهم وكفي ما اقترفوه من الإثم والعدوان علي الثورة المباركة.

فلقد عادت مصر لكل المصريين ويكون صندوق الانتخاب هو الفيصل والحكم.. ولن يكون بمقدور أحد أن يقصي الآخر فثورتنا ثورة حرية، وثورتنا ثورة مصرية.

لن يستطيع السادة الإعلاميون الذين جلسوا مع رئيس الوزراء أن يقصوا الإخوان أو الشيوعيين أو الوفديين أو الأقباط لأننا جميعاً أبناء وطن واحد.. والدماء التي سالت علي أرض مصر من ميدان التحرير إلي السويس الباسلة والإسكندرية الأبية لم تفرق بين

وفدي أو قبطي أو إخواني أو عضو بكفاية أو ٦ أبريل.. إننا جميعاً مصريون كلنا وسوف نظل يداً بيد نبني الغد.

أما حكاية تشبيه القرضاوي بالخميني لإثارة الفزع وترويع المصريين.. فإنني أقول لمقدمة العاشرة مساء: إن الدكتور القرضاوي حضر إلي ميدان التحرير بصفته مصري نشأ وتربي علي أرض هذا الوطن، وساند الثورة بكل قوة من خلال برنامجه الشهير علي قناة الجزيرة، ولأن الرجل هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فلا يوجد علي أرض ميدان التحرير أعلم منه ليلقي خطبة الجمعة التي أبهرت الجميع.. ولو كانت الملايين التي احتشدت بالميدان رافضة لوجود القرضاوي لانصرفت أو اعترضت علي صعوده المنصة.. ولأن الإعلاميين الذين تحدثوا مع رئيس الوزراء ومن بينهم مقدمة العاشرة لم يكونوا بيننا في ميدان التحرير مكان من الصعب عليهم أن يشاهدوا انطباعات الملايين وهم يستمعون إلي خطبة العالم الجليل.

وتعلم مني الشاذلي وغيرها أن الدكتور القرضاوي ليس طالب سلطة أو جاه.. ولا هو قائد ثورة ولا زعيماً سياسياً.. ولكن لا يستطيع أحد أن ينزع منه مصريته، ولا يمكن لكائن من كان أن يقصي أحداً من ميدان التحرير سواء كان الدكتور القرضاوي أو جورج إسحاق أو زكريا عبدالعزيز أو حمدين صباحي أو عمرو موسي أو البرادعي أو غيرهم من الذين ثاروا في ميدان التحرير.