رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ديمقراطية البرادعي

لم أتوقف كثيراً أمام تصريحات الدكتور محمد البرادعي، والتي تصدر دائما في أعقاب أحداث الفوضى والعنف التي تحدث بين الحين والآخر وجميعها تهدف إلى غرض في نفس يعقوب.. فالتصريحات تهدف إلى اجهاض الانتخابات والطعن في البرلمان المنتخب والانقلاب على الاستفتاء التاريخي الذي حدد خارطة الطريق، وتسعى أيضاً إلى فرض وصاية على الشعب ولكنها وصاية من نوع جديد والدليل على ذلك ما تحدث به الرجل مؤخراً في أعقاب أحداث بورسعيد.

كنت أتابع تلك التصريحات التي كان يكتبها علي صفحته في «تويتر» كنوع من التسلية، ولكن تصريحه الأخير دفعني للتخلي عن هذه التسلية بعد أن استفز الشعب المصري بتشكيكه في شرعية البرلمان ووصفه لجمعية تأسيس الدستور بأنها جمعية غير محايدة.
وأقول للدكتور البرادعي إن مجلس الشعب هو مجلس منتخب جاء بإرادة حرة وعبر انتخابات نزيهة أشاد بها العالم، وأن العرس الديمقراطي الذي عشناه في الانتخابات كان عرساً لكل المصريين وفخراً لكل الوطنيين.
لقد خيب الشعب آمال الحاقدين على هذا الوطن، وخرج في حشود غير مسبوقة للإدلاء بصوته، وتعدت نسبة الحضور الـ 60٪ وهي نسبة غير مسبوقة في أعرق الديمقراطيات، واختار الشعب بحرية وجرى كل ذلك تحت اشراف قضائي كامل وهو ما جعلها أنزه انتخابات في تاريخ مصر.
وأقول للدكتور البرادعي إن مشهد الزغاريد التي صاحبت عملية نقل الصناديق مازال ماثلاً أمامنا وعالقاً في أذهاننا.. ففرحة المصريين بهذا العرس الديمقراطي دفع نساء مصر اللاتي ضربن أروع المثل في المشاركة الديمقراطية إلى اطلاق الزغاريد أثناء نقل الصناديق وكأنها - أي الصناديق - عروس يتم زفها في يوم عرسها.
وأقول للبرادعي إن طوابير الانتخابات التي شهدناها في الانتخابات كانت بمثابة ميلاد جديد لهذا الوطن.. وميلاد جديد لشعب واع.. شعب من أذكى شعوب العالم.. ميلاد يرسخ لمرحلة جديدة لا تعترف بكيانات مشوهة ووجوه محروقة.
أما أن يخرج علينا الدكتور البرادعي بعد كل هذا ليقول إن مجلس الشعب مشكوك في شرعيته فإن هذا معناه أنه يريد ديمقراطية تفصيل.. ديمقراطية من وجهة نظر واحدة.. ديمقراطية من نوع خاص.. ديمقراطية أقل ما توصف بأنها ديكتاتورية الأقلية.
لقد أعجبتني اللقطات التي روجها معظم شباب الفيس بوك منذ أيام وهي عبارة عن لقطات تم تجميعها من لقاءات الدكتور البرادعي مع مقدمي برامج «التوك شو» وظهر فيها الرجل وهو يتحدث عن الديمقراطية وكأنه راهب في محرابها.. وكانت أجمل اللقطات تلك التي ظهر فيها مع الاعلامية منى الشاذلي وهو يتحدث عن الديمقراطية وفي كل

عبارة كان يبدأها بعبارة «الديمقراطية يا مني».. في هذه اللقطات كان البرادعي يتحدث عن الديمقراطية الحقيقية وكان ذلك قبل اجراء الانتخابات البرلمانية.. أما الآن وقد اجريت الانتخابات وجاءت بتيار ليس على هوى البرادعي.. هنا انقلب الرجل على الديمقراطية ووصف البرلمان المنتخب بأنه مشكوك في شرعيته.
وهنا أود أن أؤكد للدكتور البرادعي أن البرلمان المنتخب والذي يضم في أغلبيته الساحقة الإخوان والسلفيين والوفد، هو برلمان يعبر عن ارادة الشعب، وجاء عبر أنزه انتخابات شهدتها مصر.. وليعلم الدكتور البرادعي أنه لو أجريت هذه الانتخابات مائة مرة لن تخرج عن هذه النتيجة لأنها ببساطة تعبر عن هوية وطن وارادة شعب.
الآن على الدكتور أن يعترف بهزيمته هو وأتباعهم ومريدوه وخير دليل على ذلك هو الرفض الشعبي الواسع لترشيحه في انتخابات الرئاسة وهو ما دفعه للانسحاب من السباق.. ولو عاد لعاد الرفض من جديد.
لا يستطيع أحد أن يأخذ على الدكتور ومن هم على شاكلته أمثال الدكتور محمد غنيم وعبد الجليل مصطفى من معارضته الأغلبية الحالية.. بل على العكس فإن هذا يثري التجربة الديمقراطية ويحول بيننا وبين ظهور ديكتاتوريات جديدة.. ولكن أن يلجأ هؤلاء إلى المغالطات وتشويه الحقائق وإهالة التراب على ما أنجزناه فإن هذا لا يعني سوى شىء واحد وهو أنهم يريدون ديمقراطية تفصيل.. وهذا ما لن يكون.. فالديمقراطية تعني حكم الشعب بالشعب لصالح الشعب وليس حكم الشعب بأقلية لا تعبر عن الشعب.. خاصة إذا كانت هذه الأقلية لا تعبر إلا عن نفسها ولا تجيد إلا الظهور في وسائل الاعلام ولا تعتمد إلا على الصخب والضجيج الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.