رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عرس الصحفيين

لم تكن انتخابات الصحفيين مجرد انتخابات في نقابة مهنية.. ولكنها كانت عرشاً للديمقراطية التي نحلم بها، ونموذجاً نتمني أن يتحقق في الانتخابات البرلمانية والرئاسية وكل انتخابات في مصرنا الحبيبة.

كانت الأنظار تتجه إلي انتخابات النقيب التي اشتدت فيها المنافسة بين الزميلين ممدوح الولي ويحيي قلاش.. بدأت الانتخابات بدعاية انتخابية نموذجية لم تشهد أي احتكاك أو مناوشات.. وعلي الرغم من أن البداية كانت ساخنة خاصة من جانب أنصار المرشحين.. إلا أن النهاية كانت عناقاً ورفع الأيدي المتشابكة علي سلالم النقابة العريقة.
لقد سقطت أشياء كثيرة في هذه الانتخابات التي جاءت في أعقاب الثورة.. فلأول مرة نري انتخابات بدون مرشح حكومي يدعمه الرئيس.. ولأول مرة نري انتخابات بدون رشاوي.. فعلي الرغم من أن انتخابات الصحفيين كانت تمثل نموذجاً للنزاهة والشفافية في عهد أدمن فيه النظام تزوير الانتخابات.. إلا أن الرشاوي التي كان يقدمها المرشح المدعوم من الحكومة كانت تؤثر علي سير المعركة خاصة «البدل» الذي كان يوجه دفة التصويت.
ولأول مرة تسقط سطوة المؤسسات الكبري.. فلم يعد هناك كتلة مؤثرة تحسم المعركة كما كان في السابق.. حتي أن أكبر مؤسسة صحفية لم يخرج منها سوي 500 صوت رغم أن كتلتها التصويتية تتعدي 1800.
ولأول مرة نري انتخابات يهنئ فيها المرشح المهزوم زميله النقيب الفائز وسط تصفيق من أنصار الاثنين، والأهم هو الممارسة الديمقراطية الرائعة من جانب المؤيدين والمناصرين.. لقد توجه عدد كبير من الزملاء من المناصرين للزميل يحيي قلاش ليهنئوا الزميل ممدوح الولي ومؤيديه بعد إعلان النتيجة، وكان في مقدمتهم الزميل عماد الدين حسين الذي دعا في مقاله اليومي بجريدة الشروق الي مناصرة الزميل يحيي قلاش.
وعلي الرغم من كل هذا.. فقد كان هناك مشهدان يجب أن نتوقف عندهما قليلا.. الأول تعرض مجموعة من الصحفيين للزميل أسامة هيكل وزير الإعلام بالهتافات والانتقادات أثناء حضوره لمقر النقابة للإدلاء بصوته.. وأري أن هذا الموقف لم يكن له أي تأثير علي المشهد الانتخابي لعدة أسباب:
أولاً: أن هؤلاء كانوا قلة لا يزيد عددهم علي أصابع اليد الواحدة، والثاني أنه تصرف غريب علي الأسرة الصحفية.. والأهم أن هذا التصرف أساء لمن فعلوه، ولم ينتقص من قدر أسامة هيكل شيئاً..
أما المشهد الثاني الذي استوقفني كثيرا فهو موقف رؤساء تحرير الصحف القومية أو علي الأدق اثنين منهم.. فعلي الرغم من أن هذه اول انتخابات تجري بدون تأثير وسطوة رؤساء تحرير الصحف القومية الذين اعتادوا علي استغلال المنصب في حشد الزملاء لمساندة المرشح الحكومي والتصويت له.. إلا أن المشهد كان فيه ما أثار استياء اغلب الصحفيين.. علي الأقل أنصار النقيب ممدوح الولي، فقد فوجئ الجميع بالزميل ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار يتصدر المشهد في يوم الانتخابات مساندا بقوة وبصورة علنية أحد المرشحين علي حساب الآخر.. حتي أنه استغاث بالصحفيين في الأخبار ليدفع بهم في اتجاه دون الآخر.. وانزعج بعض الزملاء وتصوروا أن هناك تعليمات لرؤساء تحرير الصحف القومية بالتدخل لإسقاط الزميل ممدوح الولي، ولكن كان هناك رأي لزملاء آخرين وكنت من بينهم بأن هذا الزمن قد ولي ولن يعود، وأن ما يحدث

هو تحرك شخصي لا أكثر ولا أقل، وهو ما ساعد علي عودة الهدوء والثقة مرة أخري علي الأقل بين أنصار الولي.
من حق الزميل ياسر رزق أن يساند من يشاء من المرشحين.. ولكن ليس من حقه أبداً استغلال موقعه ومنصبه كرئيس تحرير الأخبار في التأثير علي الزملاء لصالح مرشح دون آخر.
لقد خسر ياسر رزق كثيرا في هذه الانتخابات. وتسبب في انتشار شائعة عن المجلس العسكري كنا في غني عنها.
والغريب أنه لم يفعل كما فعل عماد الدين حسين في الشروق.
فقد نشر الخبر في صحيفة الأخبار بصورة تكشف تحيزه خاصة في عنوان الصفحة الأولي الذي حاول فيه التقليل من شأن الفوز الساحق للولي.. أما الزميل عماد الدين حسين فقد كتب مقالا رائعاً في الشروق هنأ فيه الولي، وتحدث عن الديمقراطية الحقيقية وديمقراطية التفصيل، واستحق عماد حسين احترام الصحفيين علي موقفه المشرف.. أما الآن فعلي رئيس تحرير الأخبار أن يبذل مجهودا ليعود ياسر رزق الذي أحببناه ومنحناه الثقة دورات عديدة في مجلس النقابة، وعليه أن يستعيد رصيد الحب الذي بناه سنوات طويلة.
أما الأستاذ عبدالعظيم حماد رئيس تحرير الأهرام فكان موقفه غريباً.. فعلي الرغم من أن النقيب الجديد هو ابن الأهرام.. إلا أن الخبر الذي تم نشره في الصفحة الأولي عن فوز ممدوح الولي بمنصب نقيب الصحفيين يمثل انتقاصاً من قدر الشخص والمنصب وكلمة «انتقاص» هي تعبير مهذب حتي لا أجرح النقيب الجديد ولا أمس هيبة المنصب.. فلأول مرة تنشر صحيفة الأهرام خبر نتيجة الانتخابات والنقيب الجديد بهذه الصورة المهينة التي تؤكد أن هناك شيئا ما في النفوس كان يجب أن يترفع عنه القائمون عليها.
من حق رئيس تحرير الأهرام أن يختلف مع زميله مساعد رئيس التحرير أو يغير منه أو يخشي من صعوده.. ولكن ليس من حقه أبداً أن يمس منصب النقيب الذي تحترمه الأسرة الصحفية ونجله ونقدره.. ورحم الله زمن الكبار!
وعلي الرغم من هذا فلقد أسعدتنا انتخابات الصحفيين كما أسعدت المصريين جميعا.. وكما كانت الانتخابات عرساً للصحفيين.. فإن الانتخابات البرلمانية ستكون عرساً للمصريين.