عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفساد ووزارة الثقافة

تتعالي الصيحات والكتابات في كل مصر تنادي بمحاربة الفساد، وقد أصبح ذلك بالفعل مطلبا شعبيا، ومع ذلك أندهش من كثرة المطالبين بمحاربة الفساد خاصة في وزارة الثقافة التي يعرف الجميع نوع فسادها فهو واضح كالشمس، والغريب

ان اغلب المطالبين بعد الثورة بمحاربة الفساد خليط متنوع كل لهم اهداف خاصة، فمنهم من يسعي الي منصب أو يريد أن يظل لازقا في منصبه الذي تقلده وثبت بالفعل أنه لا يصلح لأنه فاشل، ومنهم من كان ضليعا في الفساد منذ أن وصل الي الوزارة وتقلد مناصب رفيعة بالباراشوت؟ بل وبعضهم قد ثبت عليه أكثر من واقعة فساد أنقذه منها المسئولون في تلك الأيام، ومنهم من لم يعمل في الوزارة ولا يعرف ظروفها ويظل يتشدق بنفس الكلمة من باب الوجاهة الاجتماعية والظهور بمظهر المثقف الكبير؟
بل ووصل الحال ببعض أصحاب البوتيكات الثقافية الممولة، الله اعلم من أين، أنهم يطالبون بإلغاء الوزارة نفسها وتقطيعها وتقسيمها عليهم فهم الأشطر والأقدر علي الانجاز، ولكن بعضهم يتحلي بالذكاء او من اليأس من الغاء الوزارة، فالتفوا حولها ودخلوا في زوارق بعض المسئولين غير الفاهمين او غير المدركين لكي يستولوا علي جزء من الكحكة.
ولكن هل معني هذا ان الوزارة بريئة وشريفة ولا فساد ولا مفسدون فيها؟ بالطبع لا لقد كان العصر كله يتسم بالفساد، ولكني وبعد أن قضيت عمري كله في وزارة الثقافة منذ عام (١٩٦٦)، استطيع ان اقول بضمير مرتاح ان الفساد الأعظم هو فساد المسئولين، وليس الموظفين الصغار او الفنانين الذين يعملوا في الوزارة، فالمسئول الذي لا يعطي الفرص المتكافئة للعاملين في العمل والدخل هو فاسد والذي يختار معاونيه من الفاسدين والمبتزين وهو يعلم ذلك جيدا هو الفاسد، والذي يختار الأقرب والأكثر طاعة وادبا ويرقيهم في أي مكان في الوزارة في أماكن لم يعملوا فيها أبدا ولم يفهموا طبيعتها وطبيعة العمل فيها هو الفاسد، والمسئول الذي قرر بناء المبني الإداري

القبيح أمام القومي هو الفاسد، والمسئول الذي يخضع لابتزاز بعض الفئات، هو فاسد وضعيف ولا يستحق مكانه.
أليس غريبا أن تكون وزارة الثقافة مفتوحة «سداح مداح» لأي أستاذ جامعة يسبق اسمه حرف الدال، وبعضهم لا يعرف طبيعة العمل أو طبيعة المكان وما حدث فيه من قبل أو ما كان، فتكون النتيجة كل شئ يبدأ من اول وجديد ويتم الاستعانة بالمستشارين والذين يتقاضون رواتبهم من مخصصات العاملين، ولكن هذا لا يمنع بالطبع أن البعض من الأساتذة قد أثروا بالفعل العمل الثقافي في مصر.
إن فساد الموظف الصغير فساد محدود ومنحصر أغلبه في الباب السادس باب البناء، وهو من الممكن السيطرة عليه وكشفه بإجراءات معروفة ومعاقبة من يقوم به، ولكن هل حارب أحد الاختيارات الخطأ التي تؤدي الي كل هذا الفساد.
وهل انتهي بعد الثورة؟
للأسف لا؟
< إن="" وزارة="" الثقافة="" هي="" الوزارة="" المسئولة="" عن="" الخدمة="" الثقافية="" في="" الريف="" والحضر="" وهي="" التي="" تقدم="" للشعب="" الثقافة="" الرفيعة،="" وتحتضن="" المواهب="" وتنميها="" وهي="" تعمل="" مع="" المرأة="" والطفل="" والعامل="" والفلاح="" بعيدا="" عن="" القاهرة،="" انها،="" ليست="" وزارة="" النخبة="" اصحاب="" الصوت="" العالي="" أو="" الموظفين="" أو="" الوزير="" او="">
إنها وزارة الناس وزارة الشعب المصري.
< طيب="" لو="" غلطنا="" في="" البخاري="" هايحصل="" فينا="" ايه؟="" هانخش="" النار؟="" وإلا="" هنبقي="" مجددين؟="" ولا="" نبقي="" ناقصين="" عقل="" ودين؟="">