رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السيسي والثقافة الجماهيرية

صرح وزير الثقافة الجديد الدكتور عبد الواحد بأن التكليف الأول من الرئيس السيسي كان الاهتمام بالثقافة الجماهيرية. طيب نفرح ونزغرط ولَّا نشكر ربنا ونقول الحمد لله؟ طبعا لازم نشكر ربنا ونفرح كمان فبعد كتابات كثيرة ومناشدات ونداءات يستجيب رئيس الدولة شخصيا في مبادرة رائعة تثبت أنه يهتم ويشعر مثلنا نحن المهمومين بالوطن والناس.

لقد انحزت منذ شبابي المبكر الي العمل في الثقافة الجماهيرية ومازلت بعد اكثر من أربعين عاما مؤمنة بدورها ومؤمنة بأهميتها ومؤمنة ان اهم دور لوزارة الثقافة هو دورها خارج العاصمة.
دائما ما يسألني الكثير من الاصدقاء والمشتغلين بالعمل العام، لماذا انحيازك الشديد وحماسك الدائم للثقافة الجماهيرية؟ وكنت اجيب نفس الاجابة وهو أني منحازة للوطن، ولأن الوطن هو الناس، والناس ليسوا في القاهرة فقط بل في كل مصر فمن حق الجميع ان يتمتع بالثقافة والفنون وأن يمارسها ويتذوقها من حق المرأة والعامل والفلاح والشاب والطفل مهما كان مستواهم الاجتماعي أو درجة تعليمهم أن يجدوا قصوراً أو بيوتاً أو مراكز ثقافية في قراهم ومدنهم الصغيرة تكون بسيطة لا تخاصم بيئتها ولا تتعالي عليهم تستقبلهم، يجد فيها الشباب قاعة مسرح ليقدم مسرحيات وفنوناً ترضي مواهبهم وتمتع أهل القرية، ومن حق الطفل ان يجد مكتبة وقاعة كمبيوتر وقاعة لممارسة الفنون التعبيرية، إن الطفل الذي مارس الفنون في طفولتة ورقص وغني ومثل ورسم لن يتحول أبدا في شبابه إلي داعشي أو إخواني أو من السلفيين.
ومن حق المرأة الريفية أن تجد متنفسا لها لتمارس الفنون والحرف البيئية التي تساعد علي تطور قدرتها علي العمل علاوة علي إعانتها ماديا.
لقد كانت الفنون هي الطريقة الرائعة والمثلي لممارسة الحياة بطريقة أكثر انسانية يستطيع من خلالها المصري التغلب علي واقعه الصعب من القهر أو الفقر المادي.
إن واجب الدولة الاساسي ومبرر وجود وزارة للثقافة هو العمل مع الناس ومن أجل الناس.
إن المسرح القومي وكل مسارح البيت الفني للمسرح وفرق الفنون الشعبية والأوبرا والمتاحف والمعارض وهيئة الكتاب وأكاديمية الفنون، والمكتبات الكبري، صروح فنية وثقافية كبيرة وراسخة نعتز بها ونحترمها.
ولكن الثقافة الجماهيرية هي القلب في وزارة الثقافة فهي تعمل مع البسطاء مع كل ابناء الشعب، فليس المطلوب منها أن تقدم أعمالا احترافية او عالية الجودة بل المطلوب منها بعث الفنون والثقافة في روح الناس، ومطلوب ايضا الكشف عن التراث الحضاري والانساني الذي يحمله البسطاء في داخلهم واعادة تقديمه بطرق مختلفة، إن دورها الاساسي أن تكون الصائغ الماهر الذي يجلي الذهب ليلمع، إن الاطفال والفلاحين والعمال والشباب في القري البعيدة والصحراء الواسعة والقاطنين علي حدود الوطن هم ذهب مصر فلا تستهينوا به ولا تتركوه للإهمال والنسيان.
لقد تعرضت الثقافة الجماهيرية قبل وبعد الثورة لمحاولات من الالتفاف والتحطيم من الداخل وإفراغها من مهماتها الأساسية، فهي تعاني من ترهل اداري وسيطرة غير المؤهلين ولا المؤمنين بفكرتها علي مقدراتها فأفرغوها من محتواها وأوصلوها لتخبط فكري، وهذا في ظني الدمار الحقيقي لأي مؤسسة.
في النهاية أتساءل هل يكفي اهتمام رئيس الجمهورية شخصيا، ورعاية وزير الثقافة لكي تقوم من عثرتها؟ أم أنها تحتاج الي تضافر جهود كثيرة ومخلصة وعمل جاد وقيادة واعية حتي تستطيع العمل بشكل مؤثر وحقيقي؟