عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجريس الثقافة الجماهيرية

لم يحدث في تاريخ جهاز الثقافة الجماهيرية الطويل أن تعرضت لهذه الحملة من التشويه والتجريس والتي قام بها الوزير جابر عصفور.

ففي الوقت الذي كان هو نفسه يدافع بكل قواه عن ترميمات القومي (المثيرة للدهشة من حجم الأموال التي صرفت) ويستعجل الافتتاح، بل يصرح بالفعل أكثر من مرة انه لاتوجد شبهة فساد؟ (ثم يضطر تحت الضغط الشعبي ان يرسل الملف للنيابة؟) كان يؤكد علي ضرورة مراجعة النشر في الثقافة الجماهيرية وتفتيته حتي يصبح نشرا إقليميا فقط؟ ثم يصرح علي الملأ بأنه أبلغ الرقابة الإدارية عن الثقافة الجماهيرية؟ ويقوم باستبعاد ثلاثة قيادات عينهم هوه بنفسه وهم عبد الناصر سلامة، ومسعود شومان، وسيد خطاب، أليست هذه ممارسات تهدم وتعرقل أي محاولة لعمل جاد في أي جهاز ؟ فما بالنا بجهاز تم تهميشه وعرقلته بعنف في السنين الأخيرة قبل ٢٥ يناير؟
وبالطبع لا أحد يستطيع ان ينكر أو يدافع عن الفساد لأن مصر بالفعل تعاني من الفساد وهو الكارثة الحقيقية والعقبة ضد أي تطور ولكن؟ هل يقتصر الفساد في وزارة الثقافة علي الثقافة الجماهيرية فقط؟ ياسلام طيب والمقتنيات والصالونات والسفريات لحضور المعارض خارج مصر في قطاع الفنون التشكيلية، هل ياتري لاتوجد فيه فساد أو مخالفات؟ ويا تري الجوائز والسفريات في المجلس الأعلي للثقافة مظبوطة وتمام التمام؟، ودعم الافلام السينمائية ألا يحتاج مراجعة؟ طيب والمباني والصيانة في كل الوزارة هل هي بعيدة عن الشبهات؟، والنشر في المركز القومي للترجمة، هل هو هايل من يومه وولد عملاقا وليس لديه أي مرتجعات؟ وكم أتمني ان يطرح الدكتور جابر بشفافيته المعهودة علي الرأي العام، ميزانية كل سلاسل الثقافة الجماهيرية وكم توزع والمرتجع، ومتوسط مايتقاضاه الموظف في قسم النشر؟، وأيضا ميزانية المركز القومي للترجمة؟ وكم نسخة توزع من الكتاب؟ ومتوسط دخل الموظف الذي يعمل فيه؟.
كنت أتصور حينما اختير الدكتور جابر ليكون وزيرا للثقافة وهو الأستاذ الجامعي

والمفكر ان يضع للثقافة الأساس الفكري والتنظيمي السليم للانطلاق من خلال الواقع في الوزارة وأن تكون أولوياته هو هيكلة كل الوزارة وتعريف كل مؤسسة في مهامها وكيفية تطويرها والاستفادة من خبرات العاملين فيها، وأن تستنبط أساليب للعمل مبتكرة وخارج الصندوق وبعيدة عن نفس النموذج الذي ظلت الوزارة تعمل به منذ سنين طويلة.
وبدلا من تدعيم الثقافة الجماهيرية حتي تقوم بواجبها في أهم معركة تخوضها مصر ضد الإرهاب خارج العاصمة وفي الأماكن التي تنتشر فيها الأفكار الظلامية، عاملها معاملة قاسية لا تليق بتاريخها ولا دورها وعرضها للبلبة والارتباك في وقت قصير دون أي مبرر.
إن الفساد ياسيادة الوزير ليس في سرقة الأموال فقط، بل قد يكون في الاختيارات العشوائية دون معايير واضحة واستبعاد القيادات المحترمة والفاهمة لطبيعة العمل، وفي الإنفاق المظهري مثل الافتتاحات والمهرجانات والبروتوكولات والتكريمات المضروبة، فهي (جعجعة بلا طحن) علي رأي شكسبير.
في النهاية أجدني مضطرة لعقد المقارنة القاسية علي نفسي بين (سعد كامل) ابن البرجوازية الذي أنشأ الثقافة الجماهيرية وتحمس لها وأعطاها من جهده ووقته وعرقه!! وبين جابر عصفور المواطن المتفوق ابن المحلة الذي رفعه علمه لينال أعلي المناصب ولكنه إنحاز لثقافة النخبة ولم ينحز لثقافة الفقراء في الأقاليم التي آتي هو منها.
أليست مفارقة محزنة وموجعة؟