عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاحتفاء بالنشاز

أصاب المشاهدين فى المنازل الملل والاكتفاء والتشبع من أغلب برامج التوك شو! وضجوا من الكلام المكرر المعاد وملوا رؤية نفس الضيوف الذين غير أغلبهم قناعاته على الهواء فى وقت قصير جدًا بطريقة مخزية فضحتهم وأصبحت ممجوجة مما أفقدهم المصداقية.

وأيضًا ضج الناس فى المنازل من الصفصطة والفلسفة التى لا تنتهى، وحتى الحيل والألعاب اللا أخلاقية التى أخرجتها بعض مثل التسجيلات الإذاعية والتليفزيونية لمبارك ومرسى والثوار والفلول والإخوان. وصراع الديوك والشتائم والتدنى لم تعد ذات فائدة فقد تشبع الجمهور ولم تعد تنطلى عليه وظل المشاهدون يتساقطون ويبعدون عن شاشاتهم.
لذلك شعرت القنوات الفضائية بالخطر ولجأت إلى وجه آخر من وجوه الإعلام التى تجذب المشاهدين فكان أن نزل على الشاشات طوفان من البرامج الترفيهية السريعة المفبركة، فبدأت برامج الذكريات الجميلة وهل هناك أسهل وأجمل من الحديث عن الحديث عن أيام الفن الجميل وزمنه الرائع، وبدأوا فى استضافة الفنانين وشباب المطربين بقايا برامج المسابقات الخليجية (والتى اعتقد انها تبث خصيصًا لإعلاء شأن الأغنية الخليجية واللبنانية حتى تأخذ مكان الصدارة بدلاً من الأغنية المصرية).
ثم احتفوا بالمطربين الذين رضوا بالظهور فى القنوات الفضائية بعد ان اضمحلت وتضاءلت جماهيريتهم ولم يعد يذهب إليهم المستمعون فى الحفلات الكبيرة فكان ملاذهم ساقية الصاوى وطوق النجاة القنوات الفضائية، ثم قاموا بإنتاج برامج مسابقات بين الفنانين سطحية بالفنانين وسخيفة.
أما المصيبة الكبرى فهى الاحتفاء بالنشاز بالمعنى الحرفى وليس المجازى حتى ان إحدى القنوات كانت تذيع فتاة وهى تتغزل فى النشاز وجماله؟
وبدأت القنوات تتبارى فى اتحافنا بفرق غريبة الشكل والمعنى، يطلق عليها فرق غنائية وهى لا تمت للفنون أو الغناء أو التلحين بأى شكل، أما المغنون فحدث ولا حرج، مظهرهم غريب احيانًا يكون فى زى مدرس ابتدائى أو عامل فى ورشة تصليح سيارات أو تلميذ فى أولى ثانوى، وبالطبع المظهر ليس كل شىء ولكن للأسف الأصوات أغلبها، إما نشازًا

أو قبيحة أو ضعيفة بشكل مخز ومهين، وفى أغلب البرامج يجلس المذيع أو المذيعة فى الاستوديو يضع يده تحت خده فى حركة تمثيلية مؤثرة علامة على انصاته واستمتاعه بما يسمع وحينما تنتهى الأغنية أو المقطوعة الموسيقية يهلل الله الله، لكى يدلل على اعجابه الشديد متصورًا انه سوف ينقل للمشاهدين نفس الاحساس على اعتبار ان القنوات التليفزيونية تقود الشعب سياسيًا وفنيًا!!
ولنا ان نتساءل من الذى يريد تشويه الغناء المصرى والفن المصري؟ وللأسف لم يعد يقتصر التشويه فى الفن والغناء فقط! بل لقد اصبح الاحتفاء على القنوات المصرية والعربية بكل ما هو نشاز فى حياتنا وبكل ما هو غريب ومهين للمصريين.
ولم يعد الإعلام يبحث عن الحقيقة، بل يبحث عن الإثارة وعرض أى شىء فى أى وقت المهم ملأ ساعات الارسال، ولم تبذل أى قناة مجهودًا أو تفكيرًا لانتاج برامج ترفيهية محترمة بعيدًا عن برامج الكراسى والفرق المتهافتة وفضائح الشعب المصرى فى كل المجالات.
وأصبحت بعض البرامج تستقى شخصياتها وأفكارها من الفيس بوك دون بذل أى مجهود يذكر؟ حتى ان السيدة التى أرسلت رسالة لأوباما وهى تتهته تهتهت بالانجليزية الركيكة اصبحت فقرة ثابتة فى أكثر من قناة. فهل أصبح النشاز أسلوب فن وحياة فى مصر؟ حتى نحتفى به.