عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أين أنتِ يا مشيرة؟

كلما حدث تراجع عن حقوق الاطفال، أو استغلالهم، وكلما قرأت موضوعا عن الممارسات التي تنتهك الفتيات المصريات، أتذكرها وأنادي عليها أين أنت يا مشيرة؟ إنها مشيرة خطاب التي كانت مدافعة قوية وصلبة من أجل أطفال مصر.

لقد كان قدرها أن تعمل الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة في فترته الذهبية، والتي استطاعت أن تحلق بالمجلس في عوالم واتجاهات شتي ما كان من الممكن الوصول اليها والتصدي لها إلا بوجودها وعلمها وإيمانها بالقضية التي تعمل من أجلها.
إنها السفيرة ابنة الدبلوماسية المصرية العريقة والتي عملت منذ تخرجها في وزارة الخارجية، والتي نجحت في كل مهامها وكانت خير سفيرة لمصر في فترة من أهم فترات جنوب أفريقيا وهي سقوط الحكم العنصري وتقلد منديلا الزعيم الروحي لجنوب أفريقيا والتي استطاعت من خلال علاقتها المتميزة به فتح مجالات للتعاون بين مصر وجنوب أفريقيا.
حينما تخرجت مشيرة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لم تتصور أو تحلم ان تلعب هذا الدور الخطير في حياة الأطفال!! وكما كانت تقول هي دائما إن المقادير قد ألقت بها في هذا المكان، وهي مقادير صحيحة علي رأي وردة «القدر الحلو جابنا»، فبعد التأسيس الاول الذي قامت به الدكتورة الرائدة هدي بدران لمجلس الطفولة، كانت الطفرة الثانية علي يد مشيرة خطاب، وذلك بالرؤية المتطورة والعمل الجاد، وبالتعاون البناء مع العاملين في كل مجالات الطفولة سواء مؤسسات حكومية أو مجتمع مدني، وقد طرحت علي الرأي العام كثيرا من القضايا المسكوت عنها في المجتمع مثل ختان الإناث وزواج القاصرات وحاربت هذه الظواهر بكل قوة رغم الدعاوي الرجعية من الحزب الوطني ومن مدعي الدين والاخوان المسلمين ولم تكن المعوقات من هؤلاء، فقط بل كانت أيضا من بعض زملائها في الحكومة ذاتها، ولكنها استطاعت أن تتصدي لها بشجاعة ومواجهاتها بالعمل الجاد والإيمان بما تفعله وبالدفاع عنه بالمنطق والحجة والقانون والدين، حتي اكتسبت ثقة المجتمع واحترامه، وانحاز اليها كثير

ممن يريدون رفعة هذا الوطن وازدهاره من رجال الدين والتربية والقانون والثقافة والإعلام، وبذلك استطاعت ان تجمع كتيبة مصرية تنظر للمستقبل وتعمل بشكل ابداعي خارج الصندوق الحكومي مع الحفاظ علي ثوابت المجتمع الدينية والمجتمعية. من أجل هدف واحد هو الأطفال المصريين.
وانشأت خط نجدة الطفل ضد استغلال أو عنف من المجتمع أو المنزل أو المدرسة، وأنشأت مدارس الفصل الواحد التي انتشرت في الريف والصعيد، ودربت الفتيات الريفيات الحاصلات علي الشهادات المتوسطة أن يعملن كميسرات في مدارس الفصل الواحد، وأقامت المشاريع التنموية خاصة في الصعيد والريف المصري واستعانت بالشابات الصغيرات ليعملن في أغلب هذه المشاريع. والآن بعد ثورتين كبيرتين وعظيمتين قام بهما الشعب المصري، ألا يجب ان نستفيد من الخبرات الكبيرة مثل مشيرة في مجال حقوق الإنسان وحقوق الاطفال والتنمية المجتمعية والبرامج التدريبية الناجحة التي قدمتها للفتيات؟ والبرامج التدريبية الناجحة التي قدمتها في مجال الإعلام لكيفية تقديم برامج للاطفال، وعن الأطفال.
أليس من الواجب ان نكمل ما بدأته هي والمتخصصون في كل مجالات الطفولة في الإعلام والثقافة والصحة والشئون الاجتماعية ونطوره ؟ أم نتجاهله تماما؟
والطامة الكبري التي حدثت بالفعل هي تخفيض مجلس الأمومة والطفولة ليصبح كيانا تابعا لوزارة الصحة بعد أن كان تابعا لرئاسة الوزراء مباشرة؟
إني أتساءل لمصلحة من يحدث ذلك؟