رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الثقافة والحبيب المجهول


لا أعلم لماذا تذكرت أوبريت (الحبيب المجهول) أثناء الإجراءات التى اتبعها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء عند اختياره لوزير ثقافة جديد, وكنت اندهش

كلما طرحوا اسمًا وبعد ساعة أو أقل يتم طرح اسم آخر!! فقد كان هذا بالظبط ما يحدث فى الأوبريت وفى رحلة بحث ليلى مراد عن حبيبها المجهول واستقبالها للمتقدمين الطامحين فى الزواج منها فيتقدم لها محبوها كل يدلى بشهاداته ومؤهلاته ولكنها ترفضهم كلهم واحدًا تلو الآخر وهى تغنى فى اسى وشجن (كلام جميل وكلام معقول ما قدرش اقول حاجه عنه!! لكن خيال حبيبى المجهول مش لاقيه فيك حاجة منه) ولأن ليلى مراد حظها حلو وجميل فقد ظهر لها أنور وجدى فى النهاية, وفرحت وغنت ورقصت معه وسعدت به, وهذا بالطبع يحدث دائمًا فى أفلام الأبيض والأسود حتى يخرج الزبون الذى هو جمهور السينما سعيدًا وراضيًا.
أما فيلم محلب الأخير (عايزين وزير) أو (وزير تايه ياولاد الحلال) فقد كان فى رأيى فيلمًا كابوسيًا ليس على الذين قابلوا رئيس الوزراء فقط, بل على أى انسان مثقف أو يتعاطى الثقافة أو يهتم بالناس الذين تتوجه لهم الوزارة, لقد أظهرت الاختيارات التى حدثت الجهل بطبيعتها أو وظيفتها أو توجهاتها, وكنت اتصور بعد ثورتى (25، 30) وكل التطورات والأحداث ان نفكر فى التعليم والاعلام والثقافة بمنظور مختلف يكون الهدف الاساسى منه تنمية الفرد ورفع الوعى لديه حتى يستطيع الاختيار والفرز ليس فى صناديق الانتخابات بل فى الحياة, أى الثقافة من أجل جودة الحياة.
إن وزارة الثقافة لا تصنع الثقافة بل يصنعها المثقفون سواء كانوا يعملون فيها أو من خارجها, ولكنها هى وكل الأجهزة التى تعمل فيها وظيفتها الاساسية العمل على تهيئة المجتمع لتقبل الثقافة المغايرة والمتطورة ومساعدة المثقفين على الابداع فى جو من الحرية والديمقراطية بعيدًا عن

الضغوط سواء كانت مجتمعية أو حكومية قمعية. وهى تقدم للمجتمع الفنان الدارس المؤهل للعمل الفنى والثقافى من خلال اكاديمية الفنون التابعة لها.
وقد أظهرت الاختيارات الأخيرة عدم وجود رؤية لدور الوزارة أو مهامها أو مهام القائمين عليها؟ وانها ووزارة استريتش تحتمل ان يقودها سياسى أو شاعر أو مؤلف قصصى أو صحفى! وانها من الممكن ان توسع وتضيق حسب الحاجة.
والحقيقة التى لا تعرفها هذه الحكومة ولم تفطن إليها ان وزارة الثقافة هى وزارة الناس وليست وزارة الحكومة أو النظام, ان المثقف الحق هو المثقف المعارض والذى على يسار السلطة دائمًا حتى ولو كان يعمل فى وزارة تصرف عليها الحكومة.
وعلى المثقفين العاملين فى الوزارة أو خارجها ان يفطنوا لهذه الحقيقة والا فقدوا مبرر وجودهم مع الناس.
إن مهمتهم الأساسية العمل فى كل أنحاء مصر من أجل الشباب والأطفال فهم المستقبل وانه يجب ان تبتعد الوزارة عن تقديم خدمات وحفلات فجة وغير ضرورية عن انجازات وانتصارات الحاكم فقد أصبحت تثير كثيرًا من الاستياء والرفض لدى الشعب.
لا بديل أمامكم إلا العمل مع الناس ومن أجلهم فهم الحماية الوحيدة لكم ولكيانكم من اهمال أو بطش الحكومة القادم الذى أشعر انه قادم فى الأفق.