رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آه من الفضائيات وضيوفها



أصبحت حالة الفضائيات المصرية لاتسر عدواً ولا حبيباً فهى واقعة فى حيص بيص، وتعانى من توهة, والحقيقة انها فى موقف صعب فهى تريد أن ترضى جميع الأطراف.. الجيش والشعب والشباب والكبار الثوار وربات البيوت.. وتريد أيضا أن ترضى مالك الفضائية المنحاز بالضرورة لقناعاته ومصالحه.. وهى تريد ان تجذب الذين زهقوا من البرامج السياسية وضيوف البرامج السياسية, فلجأوا الى برامج الرقص والغناء اللبنانية.. ولجئوا ايضا الى البرامج التى يقدمها فنانون وراقصات ومغنون.

ولكن هل الشعب راض عن اعلامه؟ وهل المسئولون راضون؟ الحقيقة أن لا أحد راضاً عن أي شىء أو عن أي شخص أو أي فكرة أو أي برنامج.. اختلاف تام بين كل الناس المجتمع نفسه تعرض لهزات شديدة وانقلابات فى الرؤي والتوجه سريعة وشديدة حتى أصبح مثل المريض الذي فتحوا أحشاءه وتركوه عاريا.. فنضح بكل الآلام وكل التقيحات وكل الضغينة والألفاظ غير اللائقة التى تطول الجميع ولم يسلم منها أحد وتناثرت وكثرت فتاوي التكفير والتخوين والعمالة.. وطفح أيضا بشائعات وتقولات على كل من يتصدي للعمل العام وحكايات وحواديت عن المؤمرات التى تحاك ضده فى الداخل والخارج.
أما كارثة الكوارث فهى التسجيلات والتسريبات التى يعتبرها البعض انفرادات وشطارة وجسارة، وهى فى الحقيقة تعلى من شأن النميمة والسطو على الحرية الشخصية وتمتهن الكرامة الانسانية. أما المهنية والاعلام المحترم والحر والعادل والمنصف فقد ذهب مع الريح ولم يعد حتى الآن هناك بالطبع بعد الاستثناءات القليلة ولكنه الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.
ولم يعد المذيع أو مقدم البرامج كما كان أو كما يجب ان يكون .. بل تحول البعض إلى تاجر شنطة يسوق بضاعة رخيصة مضروبة أو إلى مخبرين فى الداخلية أو مدرسين أفاضل يقومون بتربية المشاهدين!! وفى أحيان كثيرة عالمة بصاجات أو رداحة بتتآجر بالساعة, أو دلالة وبلانة.
أما الضيوف فهم متكررون، يظهرون فى نفس اليوم أو السهرة ويكررون نفس الكلمات والجمل والمفاهيم. بنفس الملابس، أنهم لايستطيعون مقاومة الأضواء، حتى أن البعض كلما بعدت عنهم الأضواء فاجأوا المجتمع بمبادرات خايبة وغير نافعة، حتى تسلط عليهم الأضواء مرة أخري!!
وفى هذا المناخ أصبح الاعلام من أهم أسباب تشتت المجتمع وحيرته بدلا من أن يكون هاديا ومنيرا للحقائق.. وضاعت الثوابت, وتعددت المعانى، حيث اصبحت الديمقراطية عند البعض هى كل مايناسبهم هم فقط، ولم يعد هناك معنى واحد للوطن. فمن يراه قطعة أرض ومن يراه هو وأصحابه أو عشيرته فقط, ومن يراه حجرته التى يعيش فيها أو مصنعه, وضاع أيضا معنى الثورة بين نادر بكار والجيش.
أما ثوار 25 يناير فالبعض يعتبرهم خونة أو عملاء أو قبيضة!! وثوار 30 يونية إما فلول أو ناس مالهاش لازمة!! و النشطاء كلهم عملاء؟ أما المستقبل الذي يتطلع اليه الشعب فهو عند فصيل ثوري جدا العودة للستينيات وعند فصيل آخر ثوري العودة للخلافة الاسلامية وعند فصيل ثالت العودة لأيام مبارك.
لقد زنق الاعلام نفسه هو وضيوفه فى صندوق قديم ضيق وكل من يحاول أن يخرج منه تنهال الهراوات على رأسه من كل الجهات.. ولنا فى باسم يوسف موعظة وعظة.