رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

واهو كله طبيخ!

بالرغم من أن أغلب الشعب المصري يلاقى صعوبات كبيرة فى ممارسة الطبيخ فى المنازل لعدم توافر أنابيب البوتاجاز وهى العنصر الرئيسى فى المطبخ, إلا أن برامج الطبيخ انتشرت فى كل القنوات وأصبحت من أهم وأكثر البرامج التى تبث على الشاشات التليفزيونية حتى أصبح لدينا نحن متحدثو اللغة العربية قنوات متخصصة فى الطبيخ فقط مثل (فتافيت) و(البى بى بى سفرة) وبذلك يستطيع المتفرج المصري والعربى أن يتعرف على الأكل المصري والصينى

واللبنانى واليابانى والتايوانى والطليانى وطبعاً ست البيت التى سوف تنفذ هذه الطبخات عليها أن تنزل الأسواق لتبحث فى أسواق الخضر والفاكهة والسوبرماركتات عن الخس الصينى والجبنة البريمزان والتوفو والكرات الأمريكانى والباستا الطليانى والتوت الأسود والبصل الشليانو والطماطم متنوعة الألوان وطبعا المكسرات التى تدخل فى أغلب الأكلات.
يقدم هذه البرامج طباخون محترفون مع ستات وبنات قمرات كبيرات وصغيرات ومن كل الطبقات وبعضهم يعاملون كالنجوم الساطعة ينالون من المديح والثناء والغناء على الهواء مالا يناله الفريق السيسي شخصيا.
والحقيقة أنها ظاهرة فعلاً يجب أن نقف عندها ونتأملها.. هل هى ياتري تطور طبيعى لوجود رؤوس أموال تضخ فى الإعلام؟ أم هى رد فعل لحالة الطبخ الكبيرة والعجن واللت التى نعيش فيها منذ 25 يناير؟ ولماذا لاينظر ويفتى فينا وفى الشعب الطباخون.
نحن نعيش مع الطبيخ منذ مدة كبيرة فمن يطبخ دستور تنازلى أو توافقى ومن يطبخ قوانين لحمايته أو حماية فساده أو قناعاته التى ثار عليها الشعب، ومن يحاول أن يطبخ مناصب على مقاسه أو مقاس أهله أو شلته أو نقابته أو اتحاده أو عشيرته!!
وظهر علينا فجأة مجموعة من البشر تحت أسماء خبير ونخبة ومفكر وعالم وبدأت الطبخ واللت والعجن فى الشعب يومياً وعلى الهواء وفى كل القنوات فقدمت برامج فاسدة وحمضانة وبعضها جمعوه من صفائح القمامة وكان عبارة عن بواقى طعام.
وظهر الخابور الاستراتيجى الذي يفتى فى المسائل العسكرية والأمنية فور وقوعها حتى لو لم يتعرف على القصة كاملة ومعطياتها.. والمخلل السياسي.. الذي تخللت وتجمدت آراؤه وأفكاره عند مرحلة واحدة أصبح لايستطيع تجاوزها.. وتحول المنشقون من جماعة الإخوان إلى عرافين للمستقبل السياسي للجماعة ومنظرين فى الشئون الدينية السياسية والحياتية والاستراتجية. وهبط علينا بالبراشوتات من السماء الأمريكية مجموعة ممن أطلق عليهم النخبة السياسية وقد ظلت تنظر فينا! وتطبخ حتى اختطف الوطن وكاد يقسم ويضيع فوقفت ضائعة غير قادرة على الحركة أو الكلام حتى جاء 30 يوليو فانشغلت هل هى ثورة أو انقلاب ولكن وقف لها الشعب هذه المرة بالمرصاد.
لقد كانوا يطبخون وعلى الهواء مباشرة وصفات جاهزة ومعلبة لاتصلح لنا أو تفصيل على مقاس أفكارهم ومعتقداتهم بعيداً عن الشعب احتياجاته الحقيقية.
وجاءت حكومة مدنية واستبشر بها الشعب خيراً ولكنها منذ أن أتت وهى تعجن وتلت ولم يخرج للناس مجرد رغيف نظيف صحيح حتى الآن.
ولذلك تصبح برامج الطبيخ أكثر شرفا وأمانة فهى صريحة ولاتكذب.
ولكنى أخشي أن ينتبه حزب النور بخروج هذه البرامج والقنوات عن هوية السلف الصالح وعدم حفاظها على الطعام الأصيل والبعد عن الخروف والثريد ولبن الإبل.! ويطلب بغلقها أو وضع مادة فى الدستور تطالب بتحريمها.