عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الماجري خنق المحروسة

مع طوفان المسلسلات هذا العام يحجز مسلسل «نابليون والمحروسة» مكانا متميزا ولافتا فهو يتناول حقبة مهمة من تاريخ مصر وهو دخول الحملة الفرنسية مصر كتبته عزه شلبى باقتدار وسلاسة, حيث مزجت فيه الماضى بالحاضر واستطاعت وهى الكاتبة الواعية ذات الحس الوطنى والوعى بالمتغيرات الاجتماعية والفكرية أن تجسد وتؤكد اننا مازلنا نعيش فى نفس الصراع منذ دخول الحملة الفرنسية حتى اليوم وأن كل ماكان مثيرا للجدل والنقاش والحيرة هو ذاته لم يبارحنا او نتخلى عنه ولم نحسمه حتى أيامنا هذه!!

لقد صورت مجموعة من الصراعات القوية التى تدفع بأى دراما الى التألق والنجاح فالدراما ليست حكايات تحكى ومسامرات فقط. بل مجموعة ارادات وصراعات تتصادم وقد تتلاقى وتبتعد فأي احداث اقوي من الحملة الفرنسية لتجسد كل ذلك ففيها الصراع الخارجى بين الاستعمار القاسي والمصريين و الصراع الداخلى بين كراهية المصريين للمستعمر الغريب عنهم فى كل شيء واعجاب البعض بإنجازاته العلمية وباحترامه للمرأة وبعض حقوق الإنسان.وصراع آخر فى نفوس من عمل معهم ومن خالطهم سواء من أجل لقمة العيش او إعجابا, وصراع بينهم وبين المصريين الرافضين لذلك؟ وصراع الفرنسيين أنفسهم بعد هزيمتهم! لقد استطاعت ان تقدم فسيفساء شديد التميز لتلك الفترة.. فكيف تناول الماجري المخرج الكبير هذا النص القوى والمهم؟
أعترف أنى فى بداية الحلقات تصورت أن شوقى الماجري لا يحب مصر لذلك قدمها من وراء هذه الغلالة التى تخنق المشاهد..!! ثم راجعت نفسي وقلت لا إنه مخرج لا يحب المؤلفين! ثم اكتشفت إنه لا يحب ايضا ولا يهمه الممثلين! والحقيقة ان الماجري لا يحب ولا يعجب إلا بالماجري! فهو حريص فى كل مشهد مهما كان مهما ويحتاج إبرازا

وتجسيدا قويا للأحاسيس والمشاعر أن يطل علينا من وراء مشربية, أو من فوق حصان أو على قارعه الطريق.
أما الممثلون روح العمل ولحمه الحى فهم عند الماجري يتحركون ويتكلمون دون روح او أداء تمثيلى مشع ومتميز إلا فيما ندر.. بل فى برود تام. ولم أر توزيع أدوار فى مسلسل تاريخى ومهم يعانى من عدم الملائمة لكثير من الأدوار بهذا الشكل المخل.
اما الصورة التى بهرتنا فى اعماله السابقة فقد أصبحت فى المحروسة عبأ شديدا ألوانها مطفية وباهتة لا فرق بين قصر الست نفيسة ولا بيوت العوام. ولا ليل أو نهار ظهرا أو فجرا.
إنه عمل هام استطاع ان ينجح ويفرض نفسه رغم رؤية المخرج الخانقة.. ولكنى كنت أتمنى نجاح أكبر ومشاهدة اكثر فهو جزء من تاريخ المصريين وحاضرهم  لقد حافظ المخرج على اسلوبه ولكنه لم يحافظ على روح العمل ورسالته..
تحية واجبة للشركة المنتجة لتصديها لهذا العمل الكبير والمهم، الذي يجسد حقبة مهمة من تاريخ مصر والتى أحجمت عن هذه النوعية للأسف الشركات الإنتاجية المصرية، التى أصبحت تقدم كل ما هو تقليدى ومضمون ومبتذل جريا وراء الربح فقط.