وردتنا المصرية
أمها لبنانية وأبوها جزائرى.. وعاشت سنوات عمرها الأولى فى فرنسا.. ولكنها عندما شدت وغنت كانت المصرية.. التى قدمت كل أعمالها فى مصر.. والتى لحن وكتب لها كل أعمالها مصريون وأحبها المصريون أولاً ثم بقية بلاد العرب.. وردة التى كانت أول أغنية لها وأول طلة لها وطنى الأكبر، فكانت جميلة وقوية ومبهرة.. والتى غنت تقول (أنا من الجزائر العربية.. جاية أطلب معونة من الجمهورية المتحدة العربية).
والحقيقة أننا نحن الذين أخذناها منذ أن جاءت عندنا وأنها لم تأخذ معونة.. بل أخذت الوجود الفنى والحياة الفنية وأعطيتنا البهجة والسعادة والفرحة.
كان ظهورها على المسرح فيه بهجة وإشراق، فلم تكن مغنية كبيرة فقط.. بل مغنية جميلة تحب الحياة وتحب من حولها.. فكانت أغانيها سواء حزينة أو مفرحة ترسل إشارات فنية وإنسانية تعطى الأمل فى الاستمرار فى غد أحسن وأفضل. مرت مواقف كثيرة صعبة ومطبات وقوية كانت كفيلة أن تقضى على أى فنانة.. ولكنها لم تستسلم حتى لأمومتها على حساب فنها.. بل كانت دائماً ترتمى فى حضن أمها. الحقيقية مصر لتنقذها مما حاق بها ولتعطيها فناً
لقد أحبت مصر وأحبتها مصر.. ورغم أن الموت قد غيب وردة الجزائرية.. إلا أن وردة المصرية ستظل بيننا يسمعها كل العالم.. بكلمات مصرية وألحان مصرية وروح مصرية.. وما الفنان إلا الأعمال التى يقدمها.. إنها وردتنا المصرية التى لن تغيب أبداً.