كل الأدوار
يلتقى النجم المسرحى يومياً مع جمهوره.. التى تنتظره فى شوق.. تشاهده وهى معجبة ومبهورة.. وفى نهاية العرض يخرج ليحيى الجماهير، تشتعل الصالة وتستقبله بتصفيق حار ومتواصل.. ينحنى النجم فى تواضع زائف..
ففى داخله إحساس طاغٍ بالزهو والعظمة والسعادة.. مع مرور الأيام والشهور.. واستمرار التصفيق تصيبه لوثة الأنا ويقنع نفسه بأنه هو الأهم وهو البطل.. هو من يأتى إليه الجمهور ويدفع قيمة التذكرة.. التى يشاركه فى ثمنها الجميع، وينسى أن المسرح عمل جماعى وينسى من صنعوه ومن وقفوا بجانبه وقت أن كان ممثلاً مغموراً.. ولأنه أنانى ولا يرى إلا نفسه يقرر أن يستغنى عن الجميع ويقوم بكل الأدوار، المؤلف والمخرج والمنتج، يجلس بمفرده ويمخمخ فكرة من هنا وجملة من هناك!! يصعد إلى المسرح بمفرده ليلعب كل الأدوار ويغنى ويرقص.. يشعر جمهوره بالشىء الناقص.. ولكنه نجمهم ومحبوبهم.. يشعر أنه وصل لمبتغاه.. فقد لاقاه جمهوره بنفس الحماس ونفس التصفيق ويعطيه الجمهور فرصة بعد الأخرى.. ولكنه فى نشوة الانتصار على الجميع والاستحواذ والتكويش على الشهرة والمال بمفرده دون شريك، إلى أن يأتى يوم يصعد إلى المسرح فلا يجد جمهوراً ولا يسمع تصفيقاً، ويجد نفسه محاطاً بالبرودة والخواء.. فالمكان أصبح عارياً من كل حب..
حادث مؤسف فى تونس.. اعتدى الإسلاميون والسلفيون على إحدى دور العرض المسرحى أثناء الاحتفال بيوم المسرح العالمى.. وقد حطموا أجهزة المسرح ومنعوا الاحتفال.. لا تعليق.. إلا عند الممثلات الفنانات والفنانين الذين يرحبون بالإخوان والسلفيين!!