رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل الأدوار

يلتقى النجم المسرحى يومياً مع جمهوره.. التى تنتظره فى شوق.. تشاهده وهى معجبة ومبهورة.. وفى نهاية العرض يخرج ليحيى الجماهير، تشتعل الصالة وتستقبله بتصفيق حار ومتواصل.. ينحنى النجم فى تواضع زائف..

ففى داخله إحساس طاغٍ بالزهو والعظمة والسعادة.. مع مرور الأيام والشهور.. واستمرار التصفيق تصيبه لوثة الأنا ويقنع نفسه بأنه هو الأهم وهو البطل.. هو من يأتى إليه الجمهور ويدفع قيمة التذكرة.. التى يشاركه فى ثمنها الجميع، وينسى أن المسرح عمل جماعى وينسى من صنعوه ومن وقفوا بجانبه وقت أن كان ممثلاً مغموراً.. ولأنه أنانى ولا يرى إلا نفسه يقرر أن يستغنى عن الجميع ويقوم بكل الأدوار، المؤلف والمخرج والمنتج، يجلس بمفرده ويمخمخ فكرة من هنا وجملة من هناك!! يصعد إلى المسرح بمفرده ليلعب كل الأدوار ويغنى ويرقص.. يشعر جمهوره بالشىء الناقص.. ولكنه نجمهم ومحبوبهم.. يشعر أنه وصل لمبتغاه.. فقد لاقاه جمهوره بنفس الحماس ونفس التصفيق ويعطيه الجمهور فرصة بعد الأخرى.. ولكنه فى نشوة الانتصار على الجميع والاستحواذ والتكويش على الشهرة والمال بمفرده دون شريك، إلى أن يأتى يوم يصعد إلى المسرح فلا يجد جمهوراً ولا يسمع تصفيقاً، ويجد نفسه محاطاً بالبرودة والخواء.. فالمكان أصبح عارياً من كل حب..

لقد نسى فى غمرة زهوه أن الجمهور متغير.. وأن للجمهور متطلبات لا يستطيع تحقيقها بمفرده. هى حكاية مسرحية ولكنها أيضاً حكاية سياسية.. وإلا فلماذا نسى من يريدون الهيمنة والاستحواذ منظر حسنى مبارك فى القفص هو وولداه وحاشيته. لماذا لم يتعظ الإخوان؟.. لماذا يريدون تكرار نفس السيناريو.. لقد نسوا الدماء الطاهرة ونسوا شركاء الكفاح ونسوا الشعب ولم يتذكروا إلا أنفسهم وشبقهم للاستحواذ على السلطة وعلى مصر.. لقد قرروا أن يذهبوا بمستقبل مصر إلى المجهول أو يعودوا به إلى الوراء من أجل أن يلعبوا كل الأدوار وسبحان الله.

حادث مؤسف فى تونس.. اعتدى الإسلاميون والسلفيون على إحدى دور العرض المسرحى أثناء الاحتفال بيوم المسرح العالمى.. وقد حطموا أجهزة المسرح ومنعوا الاحتفال.. لا تعليق.. إلا عند الممثلات الفنانات والفنانين الذين يرحبون بالإخوان والسلفيين!!