رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب الباردة بين مصر وإسرائيل

على غرار الحرب الباردة التى بدأت بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الأتحاد السوفيتى فى أعقاب الحرب العالمية الثانية ، والتى تمثلت فى سعى كل منهما لأيجاد مناطق نفوذ عسكرى ونفوذ سياسى ، أيضاً توجد صراعات مصرية إسرائيلية نستطيع أن نطلق عليها مصطلح الحرب الباردة ،

لا تكاد تمر بضعة أشهر يقوم جهاز المخابرات العامة بالقبض على شبكة تجسس هنا أو هناك تعمل لصالح إسرائيل فى مصر ، مما يوحى بأن إسرائيل تعمل ليل نهار للحصول على معلومات عن مصر بشتى الطرق والوسائل وفى كل المجالات فمصر تمثل شوكة العرب الكبرى فى حلق إسرائيل ، والعقبة الكبرى فى طريق طموحاتها التوسعية والإستعمارية ، وللعلم توجد وسيلتان لحصول أى دولة على معلومات عن دولة أخرى ، الوسيلة الاولى عن طريق البعثات الدبلوماسية  فمن وظائف البعثات الدبلوماسية هو جمع المعلومات عن الدول التى تقيم بها ولكن فى إطار مشروع وفى إطار ما أستقرت عليه قواعد القانون الدولى ، الوسيلة الثانية هى عن طريق شبكات التجسس وعملاء أجهزة المخابرات وإسرائيل تستخدم الوسيلتين معاً ، ولكن التساؤل هنا هل فى المقابل يوجد لمصر مصادر معلومات فى إسرائيل غير البعثات الدبلوماسية ؟ والأجابة تكمن فى أمرين الأول إما أن جهاز المخابرات المصرى هو الأقوى فى العالم لعدم إستطاعة الموساد الأسرائيلى كشف أى مصدر معلومات له فى تل أبيب ، والأمر الثانى هو أن نظام مبارك لم يكن يسعى من الأصل للحصول على معلومات خاصة عن إسرائيل وكان يكتفى فقط بتقارير السفارة المصرية فى إسرائيل ، وفى ظنى أن الثانى هو الأقرب للواقع لأن نظام مبارك كان أكثر جبناً من أن يقوم بزرع عميل له فى قلب تل أبيب فنظام مبارك كان العميل الأول والحليف الأول لإسرائيل فى المنطقة وكان متواطىء معها فى حصار وتجويع شعب غزة وكان يصدر لها الغاز بثمن بخس مقابل أن تغض الولايات المتحدة الأمريكية الطرف عن إنتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، وهو الذى كان يتعامى عن خرق إسرائيل المتعمد والمتكرر لمعاهدة السلام ، هذه الأتفاقية التى لا تمثل لأسرائيل سوى حبر على ورق فهى لم ولن تلتزم بها فى أى وقت من الأوقات وعلى المصريين أن " يبلوها ويشربوا مياهها " .

بالإنتقال لساحة معركة أخرى الا وهى ملف مياه النيل تجد أنه بالإضافة لفشل نظام مبارك فى التعاطى مع الدول الأفريقية تجاه أزمة مياه النيل فإن إسرائيل أيضاً لها دور قوى فى تأزم الموقف ووصوله لطريق شبه مسدود ، فإسرائيل لديها أطماع قديمة ومتجددة فى الحصول على حصة من مياه النيل والعائق الذى يقف فى طريق وصولها لذلك هى مصر فكان ولابد من التسلل إلى دول المنبع والتقرب إليهم سياسياً وإقتصادياً وإثارتهم على مصر بدعوى أن مصر تحتكر مياه النيل وأن الأتفاقيات التى تحفظ حقوق مصر تمت وهذه الدول تحت الأحتلال بغير إرادتها إلى غير ذلك من وسائل التحريض ، ولكن للقضية بعد سياسى أخر وهو أن إسرائيل أرادت أن تصرف مصر عن القضايا العربية  وعن القضية الفلسطينية على وجه التحديد ، وعن الممارسات الأستيطانية التى تمارسها إسرائيل فى الأراضى المحتلة وقد نجحت بالفعل قبل الثورة فى ذلك . نأتى إلى سباق التسلح بين مصر وإسرائيل بل بين إسرائيل وكافة الدول العربية نجد أن إسرائيل لم تتوانى فى أن تتسلح بكافة الأسلحة الحديثة والمتطورة ، ولم تكتفى بذلك بل إمتلكت بالفعل أعتى أنواع  الأسلحة النووية وظهرت تقارير تؤكد أن إسرائيل تمتلك أكثر من

200 رأس نووية فى حين أن الدول العربية جميعها بزعامة  " مصر مبارك " ذهبت كالقطيع الأعمى الذى يساق إلى حتفه للتوقيع على إتفاقية حظر إنتشار الأسلحة النووية  فى الوقت الذى لم توقع فيه إسرائيل على هذه الأتفاقية ، وبذلك تكون الدول  العربية قد أعطت الفرصة لأسرائيل للتفوق عليها فى مجال التسلح النووى. كل هذه المعارك السياسية والأستراتيجية بين القاهرة وتل أبيب هى من قبيل الحرب الباردة ولكن حرب غير متكافئة فشتان شتان بين نظام إسرائيل الذى لا يكل ولا يمل عن العمل والتخطيط وبين النظام السابق الذى كان لايكل ولا يمل عن نهب قوت المصريين وإغراقهم فى المرض والفقر والبطالة ، ولكن بعد ثورة 25 يناير وبزوال نظام الفساد والأستبداد تبدل الحال بطبيعة الأمر وبدأت أولى المواجهات المصرية الإسرائيلية والتى تمثلت فى توجيه مصر ضربة قوية لأسرائيل بالحذاء على أم رأسها بإتمام إتفاق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس بوساطة مصرية فى القاهرة ، ولكمة أخرى تمثلت فى الجولات المكوكية للدكتورشرف ووفد الدبلوماسية الشعبية فى أدغال أفريقيا وتحريك المياه الراكدة بعض الشىء وعودة العلاقات مع دول المنبع ، وفى ذات السياق توغلت القوات المسلحة المصرية فى عمق سيناء لمواجهة خلايا الأرهاب النائمة فى سيناء والقضاء على ميليشيات البدو المسلحة التى تعيث فى أرض سيناء فساداً وإفساداً ، ولكن العدو الصهيونى كعادته النكراء إستغلها فرصة لأستدراج مصر إلى إشتباك مباشر عن طريق شن غارات جوية على الحدود المصرية الأسرائيلية بدعوة مطاردة عناصر إرهابية تريد التسلل إلى سيناء وقطاع غزة الأمر الذى أدى إلى مقتل وإصابة 6 أفراد من أبطال القوات المسلحة المصرية والذى يوحى بأن إسرائيل تتربص بمصر فى كل لحظة كى توقد نار الفتنة ونار الحرب ، نعم إسرائيل تسعى إلى الحرب فإسرئيل يقوم إقتصادها فى المقام الأول على المعونات العسكرية من أمريكا وغيرها وعلى بيع السلاح والذخيرة لذلك فعلى القيادة السياسية التى تدير البلاد الأن والتى تتمثل فى المجلس العسكرى ألا تنجرف لإستفزازات العدو الصهيونى ، ولنتبع الطرق الدبلوماسية فى التعامل مع الأزمة الراهنة ولتكن البداية المطالبة بتحقيق عاجل حول ملابسات تلك الأحداث ومعاقبة كل المتورطين فيها والمطالبة بتعويض أسرالشهداء وينبغى أن تستغل مصر الأزمة وتطالب بتعديل إتفاقية كامب ديفيد بما يسمح بتعزيز القوات المسلحة على الحدود المصرية الأسرائيلية .

[email protected]